متابعة الاقتصادي- أصبحت البسطات ملاذاً لعدد من المواطنين لتوفير مصدر دخل، لا سيما بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، مع إعلان الاحتلال عدوانه على غزة وانقطاع عمال الداخل عن أعمالهم، فضلا عن الظروف الاقتصادية الأخرى المصاحبة للعدوان.

وازداد عدد البسطات في مدينة طولكرم بعد 7 أكتوبر لبيع منتجات متعددة، لتوفير مصدر دخل سواءً لعمال الداخل أو لغيرهم. 

ومنع الاحتلال عمال الداخل من العودة لأماكن عملهم منذ 7 أكتوبر الماضي. 

ويقدر عدد العمال الفلسطينيين في إسرائيل والمستوطنات بحسب الإحصاء الفلسطيني بنحو 165 ألف عامل حتى نهاية النصف الأول 2023، فيما تشير تقارير دولية إلى أن عددهم يتجاوز 200 ألف عامل.

قال أبو محمد من طولكرم إنه فقد عمله في الداخل بعد 7 أكتوبر الماضي، ما اضطره إلى فتح بسطتين الأولى لبيع الخضار والثانية لبيع الفلافل.

وقد فتح هاتين البسطتين في إحدى قرى المدينة، وفق ما أضاف لـ"الاقتصادي". 

وحول بسطة بيع الخضار، قال إنه لم يستطع الصمود في هذا المجال سوى لشهر واحد، وكان ذلك في كانون الأول/ ديسمبر الماضي.

ولم يصمد أبو محمد لأنه كان يشتري الخضار بسعر مرتفع ما اضطره لبيعها بسعر عالٍ أيضًا للربح أو على الأقل لتحصيل رأس المال، لكنه لم يقدر كثيرا على بيعها بسبب الشكوى من غلائها. 

 واضطر أبو محمد إلى التخلص من خضار بسبب تلفها نتيجة عدم تسويقها، ما دفعه إلى ترك هذه المصلحة.    

وعمل أيضًا في بيع الفلافل في الشهر الثاني للحرب واستمر إلى بداية شهر رمضان، قبل أن ينتقل إلى عمل آخر.

وكان يدخل عليه صافي ربح من بيع الفلافل من 30 إلى 40 شيكلا يومياً.

وعن انتشار البسطات في المدينة ذاتها، قال إن العدد ازداد بعد إجبار عمال الداخل على ترك أعمالهم داخل الخط الأخضر، لكن هناك من يعملون على بسطات من غير العمال.

كذلك أصحاب البسطات، الذين كانوا يعملون عند حاجز الطيبة (معبر دخول العمال) اضطروا إلى نقل عملهم للمدينة، مع تغير الوضع في 7 أكتوبر الماضي.

ودخل قرار أعلنته بلدية طولكرم حول فرض رسوم بدل خدمات على البسطات في شوارع المدينة، حيز التنفيذ ابتداءً من الشهر الجاري.

ووفق إعلانها، فإنه يتوجب على كل صاحب بسطة (عرضها 2 م) دفع 10 شواكل يوميا للبلدية بدل خدمات.

وعلق د. رياض عوض رئيس البلدية على القرار حينها بأنه موجود بالأصل، حيث تتقاضى البلدية بدل خدمة نفايات من البسطات.

وأضاف لـ"الاقتصادي" أنه في فترة الكورونا وما بعدها تم تجميده، لكن الآن وفي ظل انقطاع العمال عن عملهم داخل أراضي الـ48 زادت البسطات بشكل كبير. 

وهذا ما زاد من كمية النفايات الصادرة عنها، ما يشكل عبئا على البلدية، لا سيما مع زيادة كلفة ترحيل النفايات في ظل إغلاقات الطرق.  

وتبلغ كلفة ترحيل النفايات على البلدية نحو 400 ألف شيكل شهريًا، وذلك غير أجور العمال والمعدات والآليات المستخدمة في تجميع النفايات. 

وكان عبد الله الصباح، رئيس قسم الحرف والصناعات والأسواق في البلدية قد أوضح لـ"الاقتصادي"، عدد البسطات الموجودة في شوارع المدينة.

وأضاف أن عدد البسطات ما قبل 7 أكتوبر الماضي يقدر بنحو 150، إلا أن الرقم زاد عن ذلك بعد الحرب.