الاقتصادي - واصل سعر بتكوين تراجعه بينما قيم المستثمرون خروج الأموال اليومي بوتيرة قياسية من أكبر صندوق متداول في البورصة حول العالم للرمز المشفر، علاوة على خفوت توقعات تخفيض بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لأسعار الفائدة الذي ألقى بثقله كذلك على سعر العملة المشفرة.

هبطت أكبر عملة مشفرة حول العالم يوم الثلاثاء بحوالي 3% إلى 65380 دولاراً عند الساعة الواحدة ظهراً بتوقيت سنغافورة. كما هبطت أسعار عملات مشفرة رئيسية أخرى مثل إيثريوم وسولانا وعملة الميم المفضلة دوج كوين.

تخارج الأموال من "غرايسكيل"
تخارجت استثمارات بنحو 643 مليون دولار أمس من صندوق "غرايسكيل بتكوين ترست"، الذي تبلغ قيمة أصوله 25 مليار دولار، ما يعد أكبر مبلغ منذ تحويله إلى صندوق متداول بالبورصة في 11 يناير الماضي، بحسب بيانات جمعتها بلومبرغ.

وتعرض صندوق "غرايسكيل بتكوين ترست" لسلسلة من عمليات التخارج في وقت سابق، لكن تم تعويض هذه التخارجات وأكثر منها بفضل الطلب القوي على صناديق الاستثمار الفورية المتداولة التسعة الجديدة في بتكوين، والتي بدأت عملها معاً بنفس الوقت.

لكن إقبال المستثمرين على المنتجات المالية التابعة لعمالقة على غرار "فيديليتي إنفستمنتس" (Fidelity Investments) و"بلاك روك" آخذ بالتراجع أيضاً، وبلغ صافي تخارج الأموال من مجموعة مكونة من 10 صناديق استثمار متداولة في البورصة 154 مليون دولار بتاريخ 18 مارس الجاري.

كتبت "كيو سي بي كابيتال" (QCP Capital)، وهي شركة تداول عملات مشفرة يقع مقرها في سنغافورة، في مذكرة اليوم للعملاء أنها "ستراقب بطريقة وثيقة الأموال الإجمالية التي دخلت/ تخارجت اليوم من الصناديق المتداولة في البورصة"، وأضافت أن "تسجيل صافي أموال بالسالب سيمثل علامة جلية على حدوث تراجع".

الإقبال على صناديق بتكوين
منذ أن بدأت التداول، اجتذبت صناديق الاستثمار المتداولة في بتكوين إجمالاً صافي أموال متدفقة يناهز 12 مليار دولار. وأدى إقبال المستثمرين عليها إلى دفع "بتكوين" لبلوغ سعر قياسي بنحو 73798 دولاراً الأسبوع الماضي. لكن أداء العملة المشفرة الكبرى تذبذب منذ ذلك الحين مع انحسار الزخم الأولي للطلب على هذه المنتجات المالية وسط تحذيرات بشأن وجود سمات شبيهة بفقاعات حدثت لبعض الأصول.

تعد المخاطر الناجمة عن السياسة النقدية من بين العوامل المؤثرة بطريقة كبيرة. وتكبح الضغوط التضخمية المستمرة توقعات فرض بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لتدابير أكثر تيسيراً، بينما أوقفت اليابان برنامج التحفيز النقدي الأكثر قوة في تاريخها الحديث، وألغت آخر سعر فائدة دون الصفر حول العالم.