الاقتصادي - لسنوات عديدة، كان المهندسون المدنيون في الولايات المتحدة وأماكن أخرى يعملون على توسيع حارات المرور على افتراض أن المزيد من المساحة للمركبات يؤدي إلى مدن أكثر أماناً.

ومع ذلك، تشير دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة جونز هوبكنز إلى أن الممرات الأضيق قد تكون في الواقع أفضل لشوارع المدينة.

دراسة: هل يمكن للطرق الضيقة أن تقلل من حوادث المرور؟
أظهرت الدراسة التي نُشرت في وقت سابق من هذا العام أنه في الشوارع التي تبلغ السرعة القصوى فيها 20-25 ميلاً في الساعة (32-40 كم/ساعة)، لا تتغير معدلات الاصطدام المروري بشكل ملحوظ سواء كانت الممرات 9 أو 10 أو 11 أو 12 قدماً (2.7 قدماً).

أو 3.0 أو 3.4 أو 3.7 متر على التوالي). ومع ذلك، تظهر النتيجة غير المتوقعة للتقرير مع زيادة حدود السرعة.

في الشوارع التي تبلغ السرعة القصوى فيها 30-35 ميلاً في الساعة (48-56 كم/ساعة)، قد تكون الشوارع الأوسع أكثر خطورة.

ووفقا للدراسة، فإن الشوارع ذات الممرات التي يبلغ عرضها 12 قدما (3.7 متر) لديها معدلات حوادث أعلى 1.5 مرة من الشوارع التي يبلغ عرضها 9 أقدام (2.7 متر).

وقالت شيما حميدي، مديرة مركز النقل الذكي مناخياً في جامعة هارفارد: "وجدت دراستنا لعرض حارات المدينة أنه خلافاً للتفكير الحالي، فإن الممرات الأوسع في المناطق الحضرية يمكن أن تؤدي إلى عدد أكبر من الحوادث والوفيات في نهاية المطاف".

مدرسة بلومبرج، الذي ساعد في قيادة الدراسة قالت: "ماذا لو تمكنا من تضييق الممرات دون التضحية بالسلامة، وكيف يمكننا استخدام المساحة الإضافية في البنية التحتية الحالية على أفضل وجه؟ هذا ما نريد أن نعرفه."

دراسة الشوارع في 7 مدن أمريكية
نظرت الدراسة إلى 7670 قسماً من الشوارع في سبع مدن أمريكية لها متوسط حركة يومية مماثل وخصائص تصميم قابلة للمقارنة (عدد الممرات، ووجود خطوط وسطية، ومواقف السيارات في الشارع، وما إلى ذلك).

ثم تم اختيار 1117 قسماً بشكل عشوائي لتحليلها. ونظر الباحثون في العلاقة بين عرض المسار وعدد الحوادث التي حدثت في كل قسم من عام 2017 إلى عام 2019.

وقالت حميدي لخدمة الأخبار العامة: "ما وجدناه في هذه الدراسة هو أنه عندما تصبح الشوارع أوسع، فإن ذلك يمنح السائقين هذا الشعور الزائف بالأمان الذي يجعلهم يقودون بشكل أسرع".

فوائد الشوارع الأضيق
بالإضافة إلى جعل الشوارع أكثر أماناً، هناك فوائد أخرى للشوارع الأضيق. الطرق الأضيق تعني كمية أقل من الأسفلت، الأمر الذي له فوائد بيئية.

كما أنها تترك مساحة أكبر لأشياء مثل ممرات الدراجات والأرصفة والمزيد من البنية التحتية الملائمة للمشاة.

توصيات الباحثين لزياد الأمان على الطرق
لدى الباحثين بعض التوصيات للمهندسين المدنيين والمدن التي ترغب في وضع النتائج التي توصلوا إليها موضع التنفيذ.

يقترحون أن أجزاء الشوارع التي لا تعمل كممرات عبور أو شحن يجب أن تؤخذ في الاعتبار عند تقليل عرض الحارة، وينبغي للمخططين أن يختاروا حارة عرضها 10 أقدام (حوالي 3 أمتار) في المناطق الحضرية منخفضة السرعة ما لم يكن هناك مبرر لذلك.

ويوصون أيضاً بأن تجد المدن حداً للسرعة مناسباً للسياق لقسم معين من الشارع قبل تحديد مدى اتساع الممرات، ويجب على المهندسين التفكير في جعل الطرق مفتوحة لمزيد من المستخدمين، بدلاً من إعطاء الأولوية لأعلى سرعة آمنة ممكنة للسيارات.

وأخيرا، ينبغي أن يقترن تضييق الممرات بإضافة بنية تحتية جديدة، مثل ممرات الدراجات والأرصفة الأوسع.

يقول حميدي: "إن تقليل عرض المسار هو الطريقة الأسهل والأكثر فعالية من حيث التكلفة لاستيعاب ممرات أفضل للأرصفة والدراجات ضمن البنية التحتية للطرق الحالية".

وتابعت: "الممرات الأضيق في نهاية المطاف تقلل من أعمال البناء وصيانة الطرق وتقلل أيضاً من التأثيرات البيئية وتزيد سلامة الطرق".