الاقتصادي- أفاد الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في بيان له، بأن نحو 1.10 مليون أنثى كانت تعيش في قطاع غزة قبل عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول الجاري (49.3%) من إجمالي سكان القطاع، منهن 590 ألف يعشن في المحافظات الشمالية (محافظة شمال غزة ومحافظة غزة) بنسبة 53.5%.
كما هناك قرابة 1.05 مليون طفل دون سن الثامنة عشرة يعيشون في القطاع ما قبل العدون (47.1%)، منهم 340 ألف طفل دون سن الخامسة (نحو 32%).
الاحتلال الإسرائيلي يقتل 3 إناث و5 أطفال كل ساعة في قطاع غزة
لا يزال العدوان الإسرائيلي يستهدف المدنيين في قطاع غزة، حيث تعرض القطاع لحوالي 597 مجزرة منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر الجاري ولغاية إعداد هذا التقرير في الرابع والعشرين من الشهر ذاته (بمعدل 35 مجزرة يوميًا). وقد وصل عدد الشهداء حتى اليوم السابع عشر من العدوان إلى ما يزيد عن 5,087 شهيداً، منهم أكثر من 1,119 أنثى (أي ما يعادل 3 أناث شهيدات يسقطن كل ساعة)، وأكثر من 2,055 طفلا (أي ما يعادل 5 أطفال شهداء يسقطون كل ساعة)، وبالمجمل حوالي 65% من الشهداء هم من الأطفال والنساء.
في سياق متصل سقط 96 شهيداً بالضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر الجاري وحتى تاريخ إصدار هذا التقرير، منهم 30 طفلا وامرأة. يذكر أن عدد الشهداء الأطفال دون سن الثامنة عشرة الذين ارتقوا خلال الفترة الممتدة ما بين 2014-2022 قد بلغ 864 شهيدا، وهناك 170 طفلا رهن الاعتقال داخل السجون الإسرائيلية.
6 من أصل 10 أشخاص في قطاع غزة نازحون
نزح 1.4 مليون شخص في قطاع غزة (منهم 493 ألف سيدة وفتاة)، وفقدت 98 عائلة فلسطينية عشرة من أفرادها أو أكثر، و95 عائلة فلسطينية فقدت ما بين 6 إلى 9 أفراد، وفقدت 357 أسرة ما بين اثنين إلى خمسة من أفرادها.
وفي ذات السياق هناك أكثر من 830 طفلا تم الابلاغ عنهم من بين المفقودين في القطاع.
صحة النساء والأطفال مهددة بالخطر
هناك حوالي 546 ألف أنثى في سن الإنجاب (15-49 عاما) في قطاع غزة، منهن حوالي 58% متزوجات.
وأشارت التقارير الصحية في القطاع إلى أن هناك حوالي 50 ألف امرأة حامل في قطاع غزة، حيث ستلد 5,500 امرأة خلال الأسابيع القادمة، أي ما معدله 183 مولودا جديدا يومياً في قطاع غزة، وهذا يعني أن هناك احتمالية كبيرة لزيادة الولادات التي ستحدث ضمن ظروف صحية غير آمنه، الأمر الذي يعد انتهاكا خطيرا لحقوق النساء وقد يعرض حياتهن وحياة مواليدهن للخطر، إذ يعتبر الحصول والوصول إلى خدمات الولادة الآمنة والأساسية أحد التحديات الجسام التي تواجه النساء في قطاع غزة، بسبب الحركة غير الآمنة وأيضاً المراكز الصحية المعرضة للقصف في أي لحظة، وهناك 10 مشافي توقفت عن تقديم الخدمات الصحية، حيث انخفضت معدلات الولادة اليومية في مستشفى الشفاء الرئيس في غزة إلى 21 حالة ولادة يوميا من أصل 30-40 حالة في الظروف العادية، ويتم إخراجهن بعد ساعتين أو ثلاث ساعات من الولادة حتى تتمكن المستشفى من توفير مساحة للمرضى الآخرين.
كما تحتاج النساء الحوامل في غزة إلى 300 مل من السوائل لدعم أطفالهن الذين لم يولدوا بعد، لكن الحصار يقيد حصولهن على المياه النظيفة والتغذية السليمة، حيث انخفض معدل توفر المياه إلى 3 لترات يومياً لكل شخص، في ظل توقف 3 محطات لتحلية المياه بشكل تام، وهذا يؤثر على صحتهن ويزيد من المخاطر أثناء الولادة. يذكر أن حوالي 96% من الأسر تعتمد على مياه شرب غير آمنة في الأوضاع والظروف العادية (وجود مصدر محسن لمياه الشرب داخل الوحدة السكنية خالي من بكتيريا E.coli ومتاح في أي وقت).
الصحة النفسية للمواطنين في قطاع غزة في تدهور ما قبل العدوان الأخير
أجرى البنك الدولي بالتعاون مع الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني دراسة حول آثار العدوان الذي شنه الاحتلال على القطاع في 2021 وتم جمع بياناتها في الربع الأول من 2022.
وأظهرت الدراسة أن 71% من سكان قطاع غزة (18 سنة فأكثر) مصابون بالاكتئاب بسبب العدوان على القطاع في 2021، في حين أن مستويات الاكتئاب كانت متشابهة بين النساء والرجال، وأن توتر الصحة النفسية يصبح أكثر سوءا في قطاع غزة خلال العدوان، حيث لا مكان آمن بالنسبة لسكان القطاع، وكذلك اضطرابات الصحة النفسية الشائعة، فالعلاقة طردية بين الفقر المدقع واضطرابات الصحة النفسية، وعليه فإن جميع الأطفال والنساء في قطاع غزة تعرضوا إلى جميع أنواع الاضطرابات النفسية بسبب العدوان الإسرائيلي. هؤلاء الأشخاص يعانون من آثار سلبية على صحتهم النفسية والاجتماعية نتيجة للظروف الصعبة التي يعيشونها، وتتضمن هذه الآثار تدهور الصحة النفسية، وارتفاع معدلات القلق والاكتئاب، وضعف العلاقات الاجتماعية، وصعوبة التكيف مع الوضع الجديد. هذا يعني أن هؤلاء الأفراد لم يتعافوا بعد من آثار الصدمة التي مروا بها في العام 2021، والآن دخلوا وبقية المواطنين في القطاع في دوامة جديدة من العنف الإسرائيلي بحقهم، الأمر الذي سيفاقم الوضع الصحي النفسي لديهم ويدخل أفرادا جدد ضمن دائرة الذين يعانون من اضطرابات نفسية والاكتئاب وغيرها من الأمراض.
تفاقم في انعدام الأمن الغذائي
خلال النصف الأول من 2023، تزيد نسبة الفقر بين أفراد الأسر التي ترأسها أنثى في قطاع غزة (52.2%) عن مثيلاتها في الضفة الغربية (10.2%)، وهذا يؤدي إلى زيادة تعقيد الوضع بالنسبة لهذه الأسر في ظل الأوضاع السائدة التي تؤدي في معظم الأحيان إلى تفاقم التأقلم مع الأعباء الاقتصادية والاجتماعية، خاصةً في ظل وجود معدلات بطالة مرتفعة (66%) بين الإناث من بين المشاركات في القوى العاملة (15 سنة فأكثر) في قطاع غزة خلال الربع الثاني من العام 2023، علماً بأن 41% من الأسر في قطاع غزة كانت تعاني من انعدام الأمن الغذائي بشكل حاد خلال العام 2020، وهناك فجوة مقدارها 11.1 نقطة مئوية لصالح الأسر التي يرأسها إناث بنسبة بلغت 30.6%، مقابل 41.7% للأسر التي يرأسها ذكور. يذكر أن هناك زيادة في عدد الأرامل اللواتي يعلن أسرهن في قطاع غزة بأكثر من 1,000 أرملة، بعد استشهاد أزواجهن جراء الحرب المستمرة على القطاع.