وكالات - تجاهل المستثمرون إلى حد كبير مشكلة تقييم شركة أبل. ثم في يوم واحد، قاموا بمحو 130 مليار دولار من القيمة السوقية.
على الرغم من تقرير الأرباح المطابق للتوقعات بصورة كبيرة والخاص بشركة "أبل"، والصادر يوم الخميس الماضي، إلا أن المستثمرين هربوا سريعاً من السهم الذي انخفض بأكثر من 4.8% عند إغلاق السوق يوم الجمعة إلى 182 دولاراً.
وأدت هذه الخطوة إلى محو أكثر من 130 مليار دولار من القيمة السوقية، أي أكثر من التقييم الإجمالي لجميع الشركات الأميركية باستثناء حوالي 50 شركة فقط. وفقدت أبل تقييمها المتفرد الذي كان يتجاوز 3 تريليونات دولار للمرة الأولى منذ شهر يونيو الماضي، إلا أنها تبقى الشركة الأكثر قيمة في العالم.
ويبدو أن الصناديق والأفراد يدركون أن أكثر المشاريع الأميركية قيمة، والسهم الذي ارتفع قبل الركود الجديد بنسبة 50% في عام 2023، مبالغ فيه بشكل خطير جداً. إذ تسلط الأرقام الجديدة الضوء على أن الشركة الأقوى التي كانت تتداول بعلاوة مدفوعة من حافز النمو السريع المستقبلي، باتت في أحسن أحوالها تحقق نمواً شبه صفري، وفقاً لما ذكرته مجلة "Fortune"، واطلعت عليه "العربية.نت".
معضلة نمو شركة أبل
تراجعت عائدات شركة "أبل" بنسبة 1.4% إلى 81.8 مليار دولار خلال عام والذي بدأ في يونيو 2022. وكان الجاني هو مبيعات الأجهزة. إذ سجلت عائدات "آيفون" 2% أقل من مستوياتها العام الماضي. كما لم يكن النمو الأفضل من المتوقع في الخدمات، بما في ذلك "iCloud" و"Music" و"أبل TV +" كافياً لتعويض قطاع مبيعات الأجهزة.
وأشار الرئيس التنفيذي تيم كوك إلى أن مبيعات "آيفون" التي تمثل الآن نصف جميع إيرادات "أبل"، ستستمر في الانخفاض، فيما لفت إلى القوة في الهند والأسواق الناشئة الأخرى، حذر من أن "سوق الهواتف الذكية يمثل تحدياً في الولايات المتحدة حالياً".
وببساطة، فإن الطريقة الوحيدة لشركة "أبل" لإعادة صياغة نفسها كمحرك للنمو في "وول ستريت" هي تحقيق نمو في الخدمات بقوة بحيث تتغلب مسيرة القطاع إلى الأمام على التراجع في امتيازاتها الأساسية. لكن قطاع الخدمات لا يزال يمثل ربع إجمالي إيرادات "أبل" فقط. ويبدو أن الوتيرة التي يجب أن ينمو بها هذا القطاع لتبرير سقف سوقي لا يزال يقارب 3 تريليونات دولار، والحفاظ على تقدمه، أمر مشكوك فيه من الناحية الحسابية.
هل يستحق شراء أسهم أبل اليوم؟
من السنة المالية 2018 إلى 2020، سجلت أبل باستمرار صافي أرباح بلغ 14 دولاراً أو 15 مليار دولار في ربع السنة. لكن الطلب المتزايد على معدات العمل من المنزل خلال الوباء أدى إلى ارتفاع الأرباح إلى 19.4 مليار دولار في الربع الثالث من عام 2022، يليه متوسط أرباح بلغ 25 مليار دولار في الربع المنتهي في مارس 2023. وفي ربع ديسمبر، ارتفع الرقم إلى ما يقرب من 30 مليار دولار، ولكن على الرغم من انخفاض الأرباح من الذروة في الربع الثاني، ويبدو أنه من المؤكد أنها ستستمر في التراجع، استمر ارتفاع أرباح شركة أبل في القفز إلى مستويات عالية جديدة.