وكالات - الاقتصادي - منذ تأسيسها في عام 2003، أصبحت تسلا فعلياً واجهة سوق السيارات الكهربائية، لكنها لا تزال غير قادرة على اكتساب ثقة المستهلكين، مع العديد من الشكاوى من سيارات تسلا، على مدار العقدين الماضيين.
مقارنة بالوقت الذي تم فيه توفير سيارات تسلا لأول مرة، انخفض سعرها بشكل ملحوظ.. وتكلف سيارة Tesla Roadster الأصلية ما يقرب من 100000 دولار، ما يعني أنه لا يمكن لأي شخص لم يكن يخطط بالفعل لشراء سيارة رياضية فاخرة تحمل تكلفتها. وبالمقارنة، يمكنك الحصول على طراز 3 أو طراز Y منخفض التكلفة هذه الأيام بنحو نصف هذا السعر.
ومع ذلك، في حين أن سيارات تسلا لم تعد باهظة الثمن كما كانت من قبل، إلا أنها لا تزال بعيدة كل البعد عن أن تكون بمتناول الجميع. وبالنسبة لأولئك الذين ليس لديهم آلاف الدولارات لشراء سيارة جديدة، لا يزال مبلغ 50،000 دولار باهظ التكلفة.
تتميز معظم سيارات تسلا بكاميرات مدمجة مصممة لالتقاط لقطات للسائق والراكب في حالة وقوع حادث، هذا في حد ذاته ليس مشكلة كبيرة، ولكن حقيقة أنك لا تستطيع أن تقرر ما إذا كانت الكاميرا مثبتة ومتى يتم تشغيلها هي أمر مثير للقلق من منظور الخصوصية الشخصية، وهناك أيضاً مسألة "وضع الحراسة" في سيارات تسلا، والذي ينشط الكاميرات عندما لا تكون السيارة قيد الاستخدام لمراقبة السرقة المحتملة.
إن فكرة وجود كاميرا موجهة إلى رأسك في كل مرة تقود فيها السيارة أمر مثير للقلق بالنسبة لبعض السائقين، خاصة مع اهتمام تسلا المستمر بخوارزميات الذكاء الاصطناعي للتعرف على الوجوه، وهناك أيضاً مخاوف من أن الجهات الفاعلة السيئة يمكنها الوصول عن بعد إلى كاميرات تسلا لسرقة لقطات خاصة للسائقين، وأن تسلا نفسها يمكنها استخدام اللقطات للمراقبة أو أبحاث السوق غير المصرح بها.
أحد الأهداف الرئيسية لخط سيارات تسلا الحديث هو تجربة السائق الآلي السلسة، وكانت فكرة السيارات ذاتية القيادة من أحلام الخيال العلمي لأجيال، لذا من الجدير بالثناء السعي لتحقيقه.
ومع ذلك، وفي سعيها وراء السائق الآلي الحقيقي، شهدت سيارات تسلا الكثير من الفشل.. ووفقاً لتقرير صادر عن صحيفة واشنطن بوست في يونيو (حزيران) من هذا العام، فقد شارك نظام السائق الآلي في تسلا أو تسبب بشكل مباشر في ما يقرب من 736 حادث سيارة منذ عام 2019. وكان هناك ما لا يقل عن 17 حالة وفاة مؤكدة للسائقين أو الركاب أو المشاة بسبب هذه الحوادث.
مثل جهاز الكمبيوتر الشخصي، تتلقى سيارات تسلا تحديثات البرامج الثابتة على فترات منتظمة والتي، من الناحية النظرية، يمكن أن تحل المشاكل من دون الحاجة إلى استدعاء المركبات المتضررة.
ومع ذلك، كانت هناك حالات تسببت فيها تحديثات تسلا بدلاً من ذلك في حدوث مشكلات جديدة، أو تفاقم المشكلات الحالية. حد الأمثلة البارزة على ذلك ما حدث في نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2022 عندما أُجبرت تسلا على استدعاء أكثر من 40.000 سيارة طراز S و Model X، بعد تحديث فاشل تسبب في فشل ميزات التوجيه الإلكتروني الخاصة بها فجأة، أثناء التعامل مع التضاريس الوعرة.
يعرف إيلون ماسك أنه شخص مثير للجدل. وفي حين أنه من المؤيدين الصريحين للتطور التكنولوجي، فقد أدلى ماسك مراراً وتكراراً بتصريحات وجدها الكثيرون مزعجة أو مسيئة، كما يتضح في السنوات الأخيرة مع جائحة كورونا واستحواذه على تويتر.
كما استخدم ماسك مكانته كمشهور كسلاح للتأثير على اتجاه الاقتصاد الغربي، ليس فقط في كيفية إدارته للأعمال، ولكن من خلال تصريحات بسيطة على وسائل التواصل الاجتماعي، وقبل استحواذه على تويتر، كان ماسك كثيراً ما يدلي بتصريحات تحريضية حول الأعمال التجارية أو الاستثمارات البارزة، والتي تسببت بدورها في حدوث طفرات أو عمليات بيع.
