الاقتصادي - تواصل الصين مساعيها للتمدد في القارة الأفريقية ومحاولة الالتفاف على واشنطن، من خلال التمدد الاقتصادي والسياسي بين دول القارة السمراء، وهذه المرة تسعى الصين للشراكة مع تركيا بعد الإعلان عن زيارة كبير مسؤولي الدبلوماسية الصينية وانغ يي لكل من أنقرة وجنوب إفريقيا ونيجيريا وكينيا خلال الأيام المقبلة.
ويرى مراقبون أن الصراعات الخفية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية للسيطرة على القارة السمراء مازالت مستمرة، وضمان أكبر حصة لكل منهما من الموارد الطبيعية، في ظل استمرار التقارير الاقتصادية، التي تؤكد أن الأدغال الإفريقية غنية بكل متطلبات القطبين الاقتصاديين الأكبر عالمياً، من مواد خام، وموارد طبيعية يمكن استخدامها في الحصول على الطاقة النظيفة والمتجددة.
الصين وتطويق واشنطن
في لقاء مع 24 قال عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية والمتخصص في الشؤون الأسيوية الدكتور ضياء حلمي: "اهتمام الولايات المتحدة بالقارة الأفريقية ضعيف للغاية، ولا ترى لنفسها مصلحة في الدول الأفريقية إلا مؤخراً حين زاد التواجد الصيني في القارة السمراء قبل 20 عاماً، إذ شاهدت الولايات المتحدة تحركات الصين المكثفة داخل إفريقيا وخصوصاً في عهد الرئيس الصيني الحالي شي جينبينغ، والذي توسع في علاقات بكين بالعديد من الدول الأفريقية.
وأوضح حلمي أن "الصين تواصل التعاون مع الدول الإفريقية في العديد من مشروعات البنية التحتية منذ 10 سنوات" واتسعت هذه المشروعات كثيراً في عهد الرئيس الصيني الحالي الذي رسخ لمبادرة الحزام والطريق، والتي تسعى للربط بين إفريقيا وأسيا وأوروبا، وأصبح لدى الصين العديد من المشروعات التنموية الكبيرة مقابل منح الدول الإفريقية قروضاً بشروط محددة تقبلها الدول المقترضة.
حملات التشويه الأمريكية
أشار الدكتور حلمي إلى أن "واشنطن تمارس حملات تشويه ضد الصين، ووصفتها بأنها المرابي القديم في رواية شكسبير "تاجر البندقية"، وتسعى لاستغلال احتياجات الدول الإفريقية من خلال منحها القروض المشروطة، ولكن في الواقع لم نجد الصين تستحوذ على جزء في دولة اقترضت منها وتعثرت في السداد وتنازلت عن أراضيها مقابل سداد القروض، وهذه الحملات التي تنتهجها واشنطن من أجل الالتفاف على تحركات الصين الواسعة داخل القارة الإفريقية".
وحول تنفيذ شروط الاقتراض، قال المتخصص في الشأن الصيني إن صندوق النقد الدولي والبنك الدولي حين يقرضون الدول بقروض محددة تكون مشروطة، ويجب تنفيذ الشروط أولاً قبل منح أي دولة القرض المطلوب.
وتوقع حلمي "فشل الولايات المتحدة الأمريكية في الالتفاف على تحركات الصين في القارة الإفريقية، ولن تستطيع مواجهتها لأن بكين استطاعت أن ترسخ أرضية كبيرة مع دول إفريقيا وأصبح لها علاقات واسعة مع العديد من الدول ومشروعات لا يمكن الاستغناء عنها".
يشار إلى أن الصين تعد أكبر شريك تجاري لإفريقيا لأكثر من عقد من الزمن، في ظل تنافس على النفوذ مع الولايات المتحدة، واستضافت العديد من القمم الإفريقية - الصينية التي تسعى لتعميق التعاون المشترك مع دول القارة السمراء.
وبدأت الصين توجهها الإفريقي في العام 2000، بتشكيل إطار تصوري لتنظيم العلاقات مع الدول الافريقية، إذ وضع المنظرون الصينيون إستراتيجية لعلاقاتهم الإفريقية، ومناقشة الخطط والبرامج المشتركة بين الطرفين، ترتكز على تعاون اقتصادي من دون شروط سياسية، ومن دون تدخل في الشؤون الداخلية للدول الإفريقية .
وانعكس هذا التوجه الصيني إيجاباً على العلاقات الصينية الافريقية، إذ أصبحت الصين، ثالث أكبر شريك تجاري للدول الإفريقية بعد كل من الولايات المتحدة وفرنسا .