الاقتصادي: بثينة سفاريني: ما زالت أسعار العملات مقابل الشيكل الإسرائيلي مرتفعة، حيث سجل الدولار اليوم الخميس 3.64 شيكلا واقترب اليورو من حاجز الأربعة شواكل (3.99 شيكلاً)، وهذا ما يدفع إلى قراءة وضعية الشيكل الإسرائيلي وأسباب تراجعه، لا سيما مع التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة، وانعكاس الأمر ليس فقط على الإسرائيليين وإنما أيضًا على المواطن الفلسطيني سواءً التاجر أو المستهلك بسبب التعامل المزدوج للعملتين الدولار والشيكل بأكثر من جانب.
يرى المحلل في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور أن هناك أسبابا كثيرة أدت إلى تراجع الشيكل وتأثير ذلك على أسعار صرفه مقابل الدولار، مرجعًا الأسباب إلى ما قبل التصعيد الأخير على قطاع غزة، كالاحتجاجات الداخلية على خطة الإصلاحات القضائية وتأثير ذلك على الاستثمار وحالة الاستقرار الداخلي في إسرائيلي، إلى جانب المخاوف من أثر هذه الإصلاحات القضائية على الاقتصاد والحريات الليبرالية التي شكلت بيئة لقطاع "الهايتك".
وأوضح في مقابلة لموقع "الاقتصادي" صباح الخميس، أن التصعيد الأخير على قطاع غزة يؤثر سلبًا لكن ليس بقوة العوامل الداخلية الموجودة حاليًا، لافتًا إلى أن المستثمر يدرك أن هذه الموجة عابرة وليست حربًا مفتوحةً أو مواجهة تؤثر بشكل مباشر على بيئة الاقتصاد الإسرائيلي والاستثمار فيها.
وبين أن التصعيد الأخير يحمل أضرارًا سلبية على الاقتصاد من ناحية تأثيره على جيوب الإسرائيليين وعلى قطاعات السياحة والمواصلات والتعليم وكذلك القدرة على انتظام العمل والحياة اليومية للإسرائيليين دون تأثيره بشكل كبير على البيئة الاقتصادية وقوة إسرائيل، معتقدًا أن التصعيد الأخير يحمل تداعيات اقتصادية سلبية لكن ليست عميقة أو بعيدة المدى، مشيرًا إلى أنها لا تثير المخاوف أو تردع المستثمرين أو تدفع رؤوس الأموال إلى ترك المنطقة، لأنهم يعتبرون التصعيد أزمة عابرة ومؤقتة ولن يكون لها تأثير كبير على قوة الشيكل.
وفي السياق ذاته، أشار تقرير إلى الخسائر المالية التي يتكبدها الاحتلال والتي تصل إلى عشرات آلاف الدولارات لكل صاروخ يستخدمه لاعتراض القذائف التي تطلقها المقاومة الفلسطينية، والتي لا تتجاوز صناعتها محليًا مئات الدولارات فقط.
وكانت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية قد أشارت في تقرير سابق لها، إلى التكلفة الباهظة جدًا لاعتراض كل صاروخ محلي الصنع يطلقه فلسطينيون من غزة.
وقالت الصحيفة إن صواريخ القبة الحديدية المعترضة تكلف أكثير بكثير من صواريخ المقاومة التي تسقطها، مشيرة إلى أن هذه التكلفة تقدر بـ50 إلى 100 ألف دولار لكل اعتراض.