وكالات - الاقتصادي - رفعت وكالة "فيتش" التصنيف الإئتماني للمملكة العربية السعودية من "A" إلى "+A" مع نظرة مستقبلية مستقرة.
الدرجة التي تعد خامس أعلى تصنيف سيادي تمنحه الوكالة، تشير إلى القوة المالية للمملكة، وضبط الدين العام، وافتراض استمرار التقدم الحالي في الإصلاحات المالية والاقتصادية والحوكمة، بحسب تقرير "فيتش" اليوم الأربعاء. ورغم ذلك، أشارت وكالة التصنيف أن درجة اعتماد المملكة المرتفع على النفط يمثل نقطة ضعف في تصنيف البلاد.
وأوضحت أن الاحتياطيات النقدية الأجنبية باستثناء الذهب ظلت مستقرة على نطاق واسع في عام 2022، عند 459 مليار دولار أمريكي، ما عوض التدفقات المالية إلى الخارج (استثمارات وودائع في الخارج). لكن الوكالة قالت إنها تتوقع أن تنخفض الاحتياطيات بشكل هامشي إلى 445 مليار دولار في 2023-2024، حيث ينخفض فائض الحساب الجاري إلى ما يقرب من 7.5% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2023 و 4% في عام 2024، بسبب انخفاض عائدات النفط، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن الاستثمارات الخارجية من قبل المؤسسات الكبيرة مثل صندوق الاستثمارات العامة وصناديق التقاعد معتدلة.
فوائض الميزانية
سجلت المملكة فائضاً بلغ 27 مليار دولار العام الماضي، وهو الفائض الأول في ميزانيتها منذ 9 سنوات. الفائض المحقق يزيد بمقدار 12 مليار ريال عن تقديرات الميزانية للعام الحالي، كما يأتي بعد تسجيل عجز بقيمة 73 مليار ريال في 2021.
تتوقع "فيتش" أن تحقق ميزانية السعودية تعادلاً العام الجاري، بعد تحقيقها الفائض البالغ 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي العام الماضي، إذ عوض ارتفاع الإيرادات غير النفطية، الانخفاض في أسعار النفط والإنتاج.
"نفترض أنه بعد الزيادة الحادة في عام 2022، سينخفض إجمالي الإنفاق بنسبة 1.9% على أساس سنوي. وهذا يعني أن الإنفاق سيفوق مستهدف الميزانية التقديرية بـ2.5%، ومن المتوقع أن تكون الإيرادات الضريبية غير النفطية أعلى من الميزانية"، بحسب الوكالة.
بدءاً من العام المقبل، تتوقع "فيتش" تحقيق عجز بنسبة 1.2% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2024، بافتراض انخفاض متوسط أسعار النفط إلى 75 دولاراً للبرميل، الذي سيقابله جزئياً ارتفاع الإنتاج. وقالت: "ستزداد الإيرادات غير النفطية، لكن ليس بما يكفي لتفوق الإيرادات النفطية المنخفضة. في حين سيتم احتواء إجمالي الإنفاق، بزيادة حوالي 1% بشكل عام، مدعوماً بانخفاض النفقات الرأسمالية. كل ذلك بافتراض أن معدل ضريبة القيمة المضافة لا يزال عند 15%".
الاعتماد على النفط مازال مرتفعاً
مايزال الاعتماد على النفط يمثل نقطة ضعف في التصنيف. ستشكل عائدات النفط حوالي 60% من إجمالي إيرادات الميزانية في 2023-2024 (وإن كانت أقل من 90% قبل 10 سنوات) والناتج المحلي الإجمالي النفطي سيمثل 30% من إجمالي الناتج المحلي الاسمي.
وأشارت "فيتش" إلى أن تحرك أسعار النفط بمقدار 10 دولارات للبرميل "ستغير توقعاتنا للميزانية بما يزيد عن 2% من إجمالي الناتج المحلي".
سعر التعادل في الميزانية
تتوقع الوكالة تحسناً تدريجياً في الهيكل المالي لموازنة المملكة، على الرغم من تدهوره في عام 2022 وارتفاع الإنفاق في الفترة من 2023 إلى 2025. في عام 2022، ارتفع سعر التعادل المالي للنفط في الميزانية إلى 86 دولاراً للبرميل، واتسع العجز الأولي غير النفطي نسبةً إلى الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي.
وقالت الوكالة: "مع ذلك، يبدو أن صنع القرار الحكومي كان استراتيجياً، مما يعكس توازناً في السياسة بين دعم مشاريع رؤية 2030 والاستجابة لارتفاع التضخم من ناحية وإبقاء الحذر المالي. على سبيل المثال، زادت فاتورة الأجور (التي تمثل 44% من إجمالي الإنفاق) بنسبة 3.5% فقط، وهو نمو ضئيل بالقيمة الحقيقية".
تتوقع "فيتش" أن ينخفض سعر التعادل المالي للنفط إلى 76 دولاراً للبرميل في عام 2025 وهو أعلى من التوقعات السابقة للوكالة التي تقل عن 70 دولاراً للبرميل.