الاقتصادي - العين الإخبارية: بشكل عنيف بدأت العديد من الدول حول العالم بما فيها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، تتحوط من الأزمات المصرفية من خلال أدوات بعضها غير تقليدي.
إحدى هذه الأدوات تسمى خطوط المقايضة، وهو ما أعلنته المصارف المركزية للولايات المتحدة وسويسرا ودول أخرى عن تحرّك منسّق لتوفير مزيد من السيولة لطمأنة الأسواق في خضم أزمة ثقة بالنظام المصرفي.
كيف تفاعلت الأسواق مع انهيار البنوك؟
تأتي هذه التدابير الاستثنائية بعيد استحواذ مصرف "يو بي إس" الأكبر في سويسرا على منافسه "كريدي سويس" في عملية نسّقتها الحكومة السويسرية بهدف إعادة إرساء الثقة بالنظام المصرفي.
خطوط المقايضة بين البنوك
وقرّرت المؤسسات تعزيز ما يسمى "خطوط المقايضة"، وهي آليات تتيح للمصارف المركزية الأجنبية وصولا أسهل للدولار، وزيادة وتيرة العمليات بالعملة الأمريكية.
وخطوط المقايضة، عملية تحصل بموجبها البنوك المركزية على حاجتها من الدولار من بنوك مركزية أخرى، وكانت تتم خلال العقود الماضية، بشكل أسبوعي، ولكن اعتبارا من أمس الإثنين، تحولت إلى مقايضات يومية، وستبقى حتى نهاية الشهر المقبل على الأقل.
وشبكة "خطوط المقايضة" هي بمثابة "شبكة أمان للسيولة لتهدئة التوترات في الأسواق المالية العالمية والمساهمة بذلك في التخفيف من آثار هذه التوترات على عرض القروض للأسر والشركات"، بحسب المصارف المركزية.
وتشهد الأسواق توترات كبرى منذ إفلاس "سيليكون فالي بنك"، وسط تخوّف من نقص السيولة بعدما رُفعت معدّلات الفائدة في إطار جهود مكافحة التضخّم.
وكان الاحتياطي الفيدرالي (المصرف المركزي الأمريكي) قد أبرم ومدّد اتّفاقات مماثلة في عام 2020 في مواجهة تداعيات جائحة كوفيد-19، في محاولة لتوفير الدولار للأسواق.
المقايضة المجانية
فالمقايضة هي نظام تبادل نقدي لنفس العملة، حيث يقوم طرفان بالتعاون لتقديم حاجة الطرف الآخر من الدولار دون الحديث عن أية فوائد أو عمولات.. بل بشكل مجاني.
ومن الواضح أن الميزة الكبيرة للمقايضة هي أنها تتيح لك الوصول إلى المال دون التخلي عن شيء مقابلها؛ وهو نظام يهدف بالمقام الأول إلى المساعدة وليس تحقيق العائد المادي للبنوك المركزية التي تقدم الدولار.
وخلال الأسبوع الماضي، بلغ إجمالي عملية المقايضة التي تمت الخميس، بنحو 260 مليار دولار، بحسب تقديرات بنك التسويات الدولي، وهو رقم يزيد بنسبة 60% هن المستويات الطبيعية التي كانت تتم سابقا.
وكانت الحاجة إلى السيولة أمراً ملحاً خلال الأسبوع الماضي حتى اليوم، بعد انهيار مصرفي سيليكون فالي وسيغنيتشر، ومحاولات حثيثة اليوم لإنقاذ مصرف فيرست ريبابليك.
ويقود "جيمي ديمون" الرئيس التنفيذي لبنك "جيه بي مورجان تشيس" المناقشات مع مسؤولي البنوك الأمريكية الكبرى الأخرى الرامية لدعم استقرار "فيرست ريبابليك بنك".
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن أشخاص مطلعين على الأمر، أن المناقشات تركز على كيفية قيام صناعة البنوك بترتيب استثمار من شأنه زيادة رأس مال البنك المحلي.
وأشار التقرير إلى أنه من ضمن الخيارات المطروحة لدعم "فيرست ريبابليك" قيام البنوك الكبرى بالاستثمار المباشر في البنك. وكان 11 بنكًا أمريكياً قد أعلنت في الأسبوع الماضي إيداع 30 مليار دولار في "فيرست ريبابليك"، في محاولة لدعم الثقة في البنك المحلي.
وسحب عملاء "فيرست ريبابليك" نحو 70 مليار دولار من الودائع في البنك منذ انهيار "سيليكون فالي بنك" في وقت سابق من الشهر الجاري.