تراجعت أسهم البنوك الأوروبية اليوم الاثنين في ظل تضرر معنويات المستثمرين بعد الاستحواذ التاريخي على "كريدي سويس" في عطلة نهاية الأسبوع والذي قد يقضي على فئة من حملة السندات.
بموجب شروط صفقة استحواذ "يو بي إس غروب" على "كريدي سويس"، سيتم شطب الأوراق المالية المعروفة باسم سندات الدرجة الأولى الإضافية، مما قد يؤدي إلى انهيار سوق التمويل المصرفي البالغة 275 مليار دولار. هبطت أسهم "يو بي إس" بنسبة 13%، بينما هوت أسهم "كريدي سويس" بنسبة 63% في تعاملات ما قبل فتح السوق.
ويُثير هذا الأمر القلق من أن البنوك قد تحتاج إلى إيجاد مصادر جديدة لرأس المال إذا ما فُقدت الثقة في تلك الشريحة من الأوراق المالية، كما قد تتراجع قيمة حيازات المصارف الحالية من هذه الديون الصادرة عن أقرانهم بقوة أيضاً.
على نطاق أوسع، يزيد الاستحواذ على المقرض السويسري، الذي يرجع تاريخه إلى نحو 166 عاماً، مخاوف المستثمرين بعد فشل "سيليكون فالي بنك" و"سيغنتشر بنك" الأميركيين هذا الشهر.
هبط مؤشر "يوروب ستوكس 600 بانكس" بنسبة 4.8% في الساعة 9:15 صباحاً في باريس، بقيادة "دويتشه بنك" و"كوميرزبنك".
قال ميخائيل جاكوبي، رئيس قسم تداول المبيعات القارية الأوروبية في "أودو سكيوريتيز" (Oddo Securities) في باريس: "لدينا صفقة سيئة تتطلب وقتاً طويلاً وغير مؤكد لتنفيذها.. وفي القطاع المصرفي، ربما يقتنص بعض المستثمرين الأسهم في قيعانها وخاصة تلك التي تعتبر آمنة، ولكنه سيكون سلبياً على الصعيد العالمي".
تراجعت كافة الأسهم الـ44 في مؤشر البنوك، وهبط "دويتشه بنك" بنسبة 10%، كما انخفض "كوميرز بنك" بنسبة 7.8%. وفي تعاملات هونغ كونغ، انخفض "إتش إس بي سي هولدينغ" بنسبة 6.2%، مسجلاً أكبر انخفاض منذ سبتمبر 2022، وتراجع "ستاندرد تشارترد" بنسبة 6%.
من جهته، قال ديكي وونغ، مدير الأبحاث في "كينغستون سكيوريتيز" (Kingston Securities): "الأمر المؤكد هو أنه سيكون هناك تأثير مضاعف من صفقة (كريدي سويس) على سوق السندات والأسهم، ولا نعرف حتى الآن مدى انكشاف البنوك الدولية والإقليمية".
في غضون ذلك، أعلن البنك المركزي الأوروبي والاحتياطي الفيدرالي وأربعة بنوك مركزية أخرى عن إجراءات مُنسقة يوم الأحد لتعزيز السيولة في ترتيبات مقايضات الدولار الأميركي، في ما يُعدّ أحدث الجهود التي يقوم بها صناع السياسات النقدية لتخفيف الضغوط المتزايدة في النظام المالي العالمي.
بعد أن كانت من بين أكبر الرابحين في العام على خلفية ارتفاع أسعار الفائدة وصمود الاقتصاد، بدأت المعنويات تجاه البنوك في التدهور في 9 مارس بعد اندلاع المخاوف بشأن مصرف "سيليكون فالي بنك" الأميركي واتساع نطاقها وسط انهيار أسهم "كريدي سويس" الأسبوع الماضي.
كتب محللو "جيفريز فاينانشيال غروب" (Jefferies Financial Group) بمن فيهم فلورا بوكاهو في مذكرة: "من وجهة نظرنا، استحواذ (يو بي إس) على (كريدي سويس) يزيل المخاطر المباشرة على القطاع، ولكنه في الوقت نفسه يثير تساؤلات". وكتبوا أن سندات الدرجة الأولى الإضافية لـ"كريدي سويس" التي تم شطب قيمتها إلى الصفر يمكن أن تُخيف حاملي هذه الأنواع من الأوراق المالية في بنوك أخرى.