الاقتصادي - حققت "أرامكو" السعودية طفرة في صافي الأرباح السنوية خلال عام 2022 بدعم من ارتفاع أسعار النفط.
أظهرت البيانات المالية لعملاق النفط المدرج في سوق الأسهم السعودية زيادة في صافي ربح العام بنسبة 46.5% ليصل إلى 604 مليار ريال سعودي (161 مليار دولار أميركي) وسط زيادة المبيعات بنسبة 49% وبلوغها تريليوني ريال تقريباً وهي أقل بنسبة طفيفة من توقعات المحللين.
توقع المحللون وفقاً لمتوسط التقديرات، أن تحقق "أرامكو" صافي ربح 611 مليار ريال سعودي، مع بلوغ الإيرادات 2.264 تريليون ريال في العام الماضي.
ووفقاً لحسابات "الشرق" بلغ صافي الربح في الربع الأخير من عام 2022 نحو 115 مليار ريال قبل خصم حقوق الأقلية، وهو أدنى من توقعات المحللين ببلوغها 135 مليار ريال.
قالت الشركة، وهي أكبر منتج للنفط في العالم، في بيان نتائج الأعمال الصادر اليوم الأحد إن الزيادة في صافي الربح تعكس في الغالب تأثير ارتفاع أسعار النفط الخام والكميات المبيعة، والزيادة القوية في هوامش الربح من أعمال التكرير، وأشارت إلى أن تدفقاتها النقدية خلال العام الماضي بلغت مستوى قياسياً عند 575 مليار ريال مقارنة بنحو 403 مليارات ريال في العام السابق بنمو 38%.
الإنتاج اليومي
بلغ إنتاج الشركة من المواد الهيدروكربونية في العام الماضي 13.6 مليون برميل مكافئ نفطي يومياً تشمل 11.5 مليون برميل يومياً من المواد السائلة.
كانت أسعار النفط حققت طفرة في الفترة من مارس وحتى أغسطس ببلوغها مستويات فوق 100 دولار للبرميل بسبب الحرب في أوكرانيا والعقوبات المفروضة على روسيا وذلك قبل أن تتراجع على في الربع الرابع من العام الماضي في ظل تراجع الطلب. دعمت رؤية تراجع الطلب قرار تحالف "أوبك+" الذي تقوده السعودية بخفض الإنتاج بواقع مليوني برميل يومياً اعتباراً من أول نوفمبر 2022 والذي قد يستمر حتى نهاية العام الجاري.
توزيعات الأرباح
أعلنت الشركة اليوم عن زيادة حصة التوزيعات الفصلية عن الربع الرابع من العام الماضي لتصل إلى 73.2 مليار ريال سعودي بزيادة 4% تقريباً عن الخطط المعلنة سابقاً، حيث تحافظ "أرامكو" منذ طرحها العام في عام 2019 على توزيعات فصلية بقيمة 70 مليار ريال تقريباً وتحصل الحكومة السعودية على الحصة الأكبر من تلك التوزيعات حيث تتجاوز نسبة ملكيتها في أسهم الشركة 94% بحسب بيانات سوق الأسهم السعودية.
بحسب بيان الشركة اليوم فقد أوصى مجلس الإدارة بتوزيع الأرباح في صورة نقدية وأسهم منحة بواقع سهم مقابل كل عشرة أسهم ليصل رأسمالها إلى 90 مليار ريال مقابل 75 مليار ريال حالياً.
زيادة الاستثمارات
قال أمين الناصر رئيس "أرامكو" في بيان نتائج الأعمال، إن مخاطر نقص الاستثمارات العالمية في قطاع الطاقة حقيقية وساهمت في ارتفاع أسعار الطاقة وعدم استقرار الأسواق. وأضاف "حتى نكون جزءاً من منظومة الحلول العالمية للطاقة، فقد شرعت "أرامكو" في أكبر برنامج إنفاق استثماري في تاريخها، إذ ارتفعت النفقات على المشاريع الرأسمالية في العام الماضي بنسبة 18% لتصل إلى 37.6 مليار دولار أميركي.
رؤية العام الجاري
على صعيد أداء العام الجاري توقعت "أرامكو" ارتفاع الطلب على النفط بقوة هذا العام، مع إعادة فتح الصين لاقتصادها وتعافي سوق الطيران، بحسب الرئيس التنفيذي للشركة أمين الناصر في مقابلة سابقة مع "بلومبرغ".
كذلك، نوّه رئيس أرامكو بارتفاع الطلب على وقود الطائرات بشكل كبير في بداية العام الجاري مقارنة بالعام الماضي، حيث أصبح عند مليون برميل فقط دون مستوى ما قبل جائحة كورونا، مقابل مليوني برميل قبل عام؛ وأضاف "هذه الأرقام تتحسن باستمرار".
ورغم ضبابية المشهد الاقتصادي العالمي بسبب سياسة التشديد النقدي التي تنتهجها البنوك المركزية العالمية بقيادة الفيدرالي الأميركي، تتوقع العديد من بنوك الاستثمار الأميركية الكبرى، بما في ذلك "غولدمان ساكس"، تخطي النفط مجدداً مستوى 100 دولار للبرميل في النصف الثاني من العام الجاري. مستندين إلى الانتعاش الاقتصادي العالمي المتوقع بحلول ذلك الوقت، وهبوط مخزونات الوقود في دول مثل الولايات المتحدة، واحتمال انخفاض الصادرات الروسية مع تشديد الغرب للعقوبات.
كانت منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" عدّلت في تقرير فبراير الماضي توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط خلال العام الجاري بشكل طفيف بزيادة 100 ألف برميل يومياً، حيث توقعت أن ينمو الطلب 2.3 مليون برميل في اليوم، منها 400 ألف برميل يومياً من دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، مقابل نحو مليوني مليون برميل في الدول خارج المنظمة، فيما ستلعب الصين دوراً كبيراً في زيادة الطلب العالمي.
توازن الاستثمارات
لتحقيق التوازن في الاستفادة من النفط تسعى الشركة إلى تحويل 4 ملايين برميل يومياً من الخام إلى بتروكيماويات بنهاية العقد، وكذلك تستثمر "أرامكو" أيضاً مليارات الدولارات في الهيدروجين، وهو وقود يُنظر إليه على أنه حاسم للانتقال إلى أشكال أنظف من الطاقة، حيث تهدف الشركة السعودية إلى تصدير الهيدروجين الأزرق، الذي يتم صنعه عن طريق تحويل الغاز الطبيعي والتقاط ثاني أكسيد الكربون المنبعث من هذه العملية، على نطاق واسع بحلول 2030.
كذلك تسعى "أرامكو" لضخ استثمارات بقطاع صناعة السيارات حيث وقّعت قبل أيام خطاب نوايا للاستحواذ المحتمل على حصة أقلية في المشروع المشترك لمحركات الاحتراق الداخلي بين مجموعة "رينو" و"تشجيانغ جيلي القابضة" (Zhejiang Geely Holding Group) في ظل سعي عملاقة النفط للتوسع في تقنيات النقل.