الاقتصادي: ما أن انتهى موسم الزيتون في فلسطين، حتى بدأت الزيت الفلسطيني يشق طريقه نحو الأسواق الخارجية.

ويعتبر الأردن الوجهة الأولى للزيت الفلسطيني، ثم دول الخليج في المرتبة الثانية، وفق مجلس الزيت والزيتون الفلسطيني، مشيرا إلى أن هذه المنتجات تصدر على شكل "أمانات".

ولم تنشر بعد النتائج النهائية لكميات الإنتاج للموسم الأخير، إلا التوقعات قبل الموسم كانت تشير إلى تحقيق نحو 30 ألف طن.

وبالمعدل السنوي، تتراوح كميات الزيت التي تذهب سنوياً للخليج عبين 3- 5 الاف طن، بواقع حوالي 250 ألف " تنكة ". وتقدر القيمة السوقية للكميات المرسلة إلى دول الخليج بـ30 مليون دولار امريكي. 

الاقتصادي قابل ثلاثاً من الشركات العاملة في تصدير الزيت الفلسطيني من الضفة إلى دول الخليج، وهي: السعودية والكويت وقطر والإمارات والبحرين وسلطنة عمان.

 الشركات الثلاث صدرت حتى بداية الشهر الجاري نحو 2.3 طن زيت، وتصدرت السعودية قائمة الدول المستوردة.

وصدرت شركة البرقاوي للنقل والتصدير، مقرها نابلس، 480 طن زيت إلى الخليج في العام 2022، موزعة على النحو الآتي: 250 طنا إلى السعودية، 150 طنا إلى الإمارات، 80 طنًا إلى الكويت.

ووفق مقابلة مع محمود البرقاوي –أحد ملاك الشركة- فإن نسبة التصدير في العام الماضي كانت أعلى مقارنةً بالعام 2021، حيث تم تصدير 360 طنًا إلى الدول الثلاث من قبل الشركة وحدها.

أما شركة "تبارك" لنقل وتجارة المنتجات الزراعية والحيوانية، فقد صدرت 233 طن زيت، وقد تصدرت السعودية القائمة بـ160 طنا، تليها قطر 32.5، والإمارات 30، والكويت 7.5، والبحرين وسلطنة عمان 3 طن زيت.

وأوضح مدير شركة "تبارك" أسامة محمد الحج أحمد، أن الزيت المصدر إلى دول الخليج هو على شكل "أمانات" أو تجارة (بيع وشراء).

وفي السياق، صدرت شركة الشرش لنقل الأمانات إلى دول الخليج العربي في 2022، 1680 طنًا إلى دول الخليج الست، وهو رقم مشابه مقارنةً بالعام 2021، بحسب ما قاله محمد جوابرة –أحد ملاك الشركة- في حديث مع الاقتصادي.

وتصدرت السعودية أيضًا قائمة الدول الخليجية المصدر لها الزيت عبر شركة "الشرش"، وذلك بنحو 200 إلى 220 طنًا، وهذا أكثر مقارنةً بالعام 2021، حيث كانت كمية الزيت المصدرة إلى السعودية نحو 140 إلى 150 طنًا، وفق جوابرة.

وللوقوف أكثر على الموضوع، أجرى الاقتصادي مقابلة مع أدهم الحج صالح، مدير ملف "الأمانات" في محل "الصخرة" للمنتجات الفلسطينية والأردنية في منطقة الشرقية بالسعودية، والذي يستورد الزيت من الضفة الغربية عبر الشركات الثلاث المذكورة. 

واستورد المحل 13 ألف تنكة زيت من الضفة الغربية في العام 2022، 4 آلاف تنكة للمحل للتجارة، والباقي أمانات لفلسطينيين مقيمين في المملكة، وفق الحج صالح. 

وبين أن نسبة الزيت المستوردة للعام 2022 متشابهة مع الموسمين السابقين، لكنها أقل مقارنةً مع سنة 2019، حيث جرى فيها استيراد قرابة 18 ألف تنكة زيت للمحل من الضفة الغربية، وذلك لأن الإنتاج كان عالٍ في البلاد في تلك الفترة مقارنةً بالأعوام اللاحقة.

وأوضح أدهم الحج صالح، أن ثقافة الزيت الفلسطيني أصبحت منتشرة في المملكة، حيث أن حوالي 90% من المشترين للزيت من المحل هم سعوديون، مع إشارته إلى وجود الزيت الأردني والسوري والإسباني والتونسي وكذلك الجوف السعودي في سوق المملكة، إلى جانب الزيت الفلسطيني.

ويساهم قطاع الزيتون بمعدل ومتوسط إنتاجه، بما يزيد عن 150 مليون دولار في الناتج القومي الفلسطيني، حيث يوجد في فلسطين حوالي 12 مليون شجرة زيتون (نحو 10 ملايين مثمرة) منها 40 ألف دونم في قطاع غزة والباقي في الضفة الغربية، كما يوجد قرابة 362 معصرة زيت زيتون في الضفة، و38 معصرة في قطاع غزة، وفق فياض فياض.