رام الله- الاقتصادي- محمد علوان- على مدى البصر في مدينة أريحا امتدت أشجار تمر المجول الذي استبدله المزارع الفلسطيني بدلا من أشجار الحمضيات التي اشتهرت بها المدينة.
كبرنا على صوت الباعة في أسواق الخضار على مقولة” ريحاوي البرتقال”، لكن التغيير الذي حدث أن قلت مساحات الحمضيات المزروعة فأصبح “البرتقال الريحاوي” بحاجة لاختبار تذوق.
وتميز البرتقال الريحاوي الذي بدأت زراعته منذ أكثر من ثلاثة عقود هناك بحلاوته الزائدة بسبب ارتفاع نسبة السكر فيه، بسبب التناسب الذي كان بين تربة أريحا مع المياه المتوفرة بشكل كبير فيما مضى، فكانت نسبة الملوحة في التربة مع نسبتها في المياه تعطي هذا الطعم، وانتشر البرتقال في كل محافظات الوطن، إلا أن نقصا ملحوظا في كميته بدأ يشتكي منه المستهلك والتاجر الفلسطينيان، بسبب تراجع زراعة هذا الصنف وغيره في محافظة أريحا.
“نقصت المياه وازدادت الملوحة فيها فلم تعد صالحة لري البرتقال، والحمضيات لا تتربى في المياه المالحة على عكس التمر، كما ان التمر له جدوى اقتصادية أكثر بكثير من الحمضيات، كما أنه لا يحتاج إلى كميات المياه التي يحتاجها البرتقال”، يقول المهندس الزراعي أشرف بركات وهو خبير في الحمضيات.
ويضيف :” سيطرت اسرائيل على الأراضي الزراعية المناسبة، كما انها سيطرت على مياه العوجا وعين السلطان بحفرها لآبار زراعية على عمق 1000 م، في حين لا يتجاوز عمق المياه لدينا عمق 250 م، وهذا العمق يعتبر فيه البئر سطحيا، كما انهم سحبوا المياه عبر هذه الآبار من تحت الأرض فمرروا المياه فوق منطقة عين العوجا، لتنساب إلى المناطق الشمالية، ولا تحتوي على نسبة ملوحة مضرة بسبب ترشيح التربة لها".
لماذا سيطر الاسرائيليون على السوق؟
واكد بركات أن الفلسطينيين لا يمتلكون اليوم سوى 5000 كم مربع من اصل 27 ألف متر مربع هي مساحة فلسطين التاريخية، مشيرا إلى أن المساحة المتوفرة لديهم حاليا تخضع أصلا للاحتلال أي أن الفلسطينيين في أحسن الأحوال لا أفق زراعية وغيرها أمامهم سوى على 11% من فلسطين التاريخية.
ولفت إلى أن التقنيات الزراعية لدى الاسرئيليين متطورة جدا، ولا يسمحون لنا بادخال أصناف جديدة مثل الأصناف سهلة التقشير، مؤكدا أن المياه عندهم معالجة ومكررة ورخيصة، فكل أسباب نجاح زراعة البرتقال لديهم متوفرة، لذلك سيطروا على السوق بسبب رخص الأسعار لديهم الناتجة عن وفرة المحصول وسرعة القطف بسبب مكنكة زراعة البرتقال باستخدام الأدوات الحديثة جدا.
انخفاض مساحة الأراضي المزروعة
في عام 1995 بلغ إجمالي مساحة بيارات البرتقال والحمضيات في أريحا قرابة أربعة آلاف دونم انخفضت عام 1999 إلى 1173 دونما وفي عام 2002 انخفضت إلى 673 دونما وفي عام 2005 إلى 657 دونماً، فيما لا يصل في العام 2015 عدد الدونمات المزروعة بالبرتقال إلى 4000 دونم في جميع أنحاء الضفة ومحافظة أريحا لا تتجاوز حصتها 450 دونما من تلك المساحة.
وزارة الزراعة الفلسطينية تحاول تعزيز زراعة الحمضيات رغم معرفتها بأنها زراعة خاسرة في هذه الظروف ، فهامش ربحها قليل جدا، وعلى الرغم من ذلك تقوم بتوزيع 20-30 الف شتلة لأي مزارع يطلب الحمضيات، واريحا ليست الوحيدة التي تخلت عن زراعة الحمضيات فمحافظة طوباس استبدلت زراعة الحمضيات بأصناف جديدة مثل الأفوكادو والجوافة.