الاقتصادي - خلص تقرير "مونديال الشرق المالي 2022" إلى أنَّ أرباح الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) من كأس العالم في قطر، يتوقَّع أن تتجاوز 4.7 مليار دولار. كما بيّن أنَّ إجمالي تكلفة مونديال قطر بلغ 220 مليار دولار، بما يفوق مونديال روسيا بنسبة 1800%.
التقرير هو الثالث ضمن سلسلة التقارير المتخصصة في اقتصاديات رياضة كرة القدم التي تصدرها "الشرق مع بلومبرغ"، بعد تقرير "دوري الشرق المالي" منتصف أغسطس، و"دوري الشرق المالي- النسخة السعودية 2022" في بداية نوفمبر الجاري.
يُبيّن "مونديال الشرق المالي 2022" التفاصيل المالية الخاصة باقتصاديات كأس العالم، منذ بداية الألفية الجديدة، وحجم الضخّ المالي، ومدى التطور الذي آل إليه "بيزنس" البطولة التي تحظى بمتابعة مليارات الأشخاص على مستوى العالم.
مداخيل مليارية
يُعدُّ كأس العالم مصدر الدخل الأكبر للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، إذ كشف مسؤول في المنظمة لوكالة "بلومبرغ" أنَّ العوائد المتوقَّعة لمونديال قطر 2022 قد تصل إلى 6.4 مليار دولار، فيما لا تتجاوز ميزانيته للبطولة 1.7 مليار دولار، موزّعة ما بين 440 مليون دولار للجوائز المالية، و322 مليوناً للمصروفات التشغيلية، و247 مليوناً للنقل التلفزيوني، و209 ملايين لبرنامج عوائد الأندية، و478 مليون دولار لمصروفات أخرى كتذاكر السفر والضيافة وغيرها.
بلغت عائدات "فيفا" المحققة من بيع الحقوق التلفزيونية والحقوق التجارية والتراخيص ورسوم الاستضافة والتذاكر في مونديال روسيا 2018 نحو 5.2 مليار دولار، بزيادة حوالي 400 مليون دولار عن البطولة التي جرت في البرازيل عام 2014. بينما كانت نفقاته على البطولة الماضية 1.8 مليار دولار.
كلفة قياسية
قطر سجلت رقماً قياسياً في تكاليف استضافة المونديال، فعقب تصريحات ناصر الخاطر، المدير التنفيذي لكأس العالم 2022، بأنَّ التكلفة الخاصة بالبطولة بلغت 8 مليارات دولار، صدرت تقارير تفيد أنَّ التكلفة الإجمالية وصلت لنحو 220 مليار دولار، وهو ما لم يتم نفيه، لكن جرى التوضيح بأنَّ هذا الرقم يشمل كل البنى التحتية والمباني في البلاد التي تمّ تشييدها وتجهيزها لاستضافة الحدث.
هذا الرقم يزيد بمعدل 1800% عن تكلفة روسيا لاستضافة مونديال 2018 التي بلغت نحو 11.6 مليار دولار، في حين وصل ما أنفقته البرازيل على مونديال 2014 إلى حوالي 15 مليار دولار.
تطمح قطر لتحقيق أعلى عوائد في تاريخ المونديال، إذ صرح ناصر الخاطر أنَّ بلاده تستهدف تحقيق 17 مليار دولار من البطولة، وهو مبلغٌ لم تحصده أي دولة استضافت البطولة من قبل.
تبقى العوائد المحققة من البطولات أمراً يصعب تقديره، وتظلّ مصادره تصريحات رسمية لمسؤولين بالدول المستضيفة أو دراسات بحثية. فعلى سبيل المثال؛ قال أليكسي سوروكين، رئيس اللجنة العليا الروسية المنظمة لمونديال 2018، إنَّ تأثير كأس العالم على الناتج المحلي الإجمالي الروسي بين عامي 2013 و2018 بلغ ما يعادل 14.5 مليار دولار، أي حوالي 1.1 % من الناتج المحلي الإجمالي.
طفرة الجوائز
يحرص "فيفا" على رفع الجوائز المالية للبطولة من مونديالٍ إلى آخر، فالمنتخب الإيطالي صاحب لقب كأس العالم 2006 في ألمانيا حصل على 20 مليون دولار، في المقابل سينال الفائز ببطولة قطر 42 مليون دولار، بزيادة 110% خلال آخر 5 بطولات.
كما قفز إجمالي جوائز البطولة من 236 مليون دولار في مونديال ألمانيا 2006 إلى 440 مليوناً في كأس العالم 2022 في قطر. بعدما كان مجموع الجوائز 400 مليون دولار في مونديال روسيا، و358 مليون دولار في مونديال البرازيل، و348 مليون دولار في كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا.