360 فلسطييناً لقوا حتفهم أثناء رحلات الهجرة إلى أوروبا منذ 2014
الاقتصادي: ارتسم الحزن وألم الفقدان على وجوه عائلات شبان فلسطينيين من قطاع غزة الذي يخضع لحصار إسرائيلي وظروف اقتصادية صعبة، قضوا غرقا قبالة سواحل تونس لدى محاولتهم الهجرة إلى أوروبا.
وأعلن المستشار السياسي لوزير الخارجية والمغتربين السفير أحمد الديك وفاة 3 شبان من القطاع، قبالة السواحل التونسية يوم الأحد خلال محاولتهم الهجرة إلى الدول الأوروبية.
وقال الديك، في بيان، إن الوزارة فور علمها بحادثة غرق مركب على شاطئ مدينة جرجيس في الجنوب التونسي أصدرت تعليماتها لسفارة فلسطين لدى تونس بمتابعة الحادث المؤلم بعد أن توفرت معلومات بوجود فلسطينيين.
وأشار الديك إلى أن سفارات فلسطين لدى كل من ليبيا وإيطاليا واليونان ومالطا تتابع أيضا أية معلومات قد تصلها من السلطات المختصة لدى تلك الدول حول أية جثث لديها.
ولم تتمالك والدة يونس الشاعر أحد الضحايا على متن المركب، نفسها ودخلت في حالة بكاء وصراخ فور تلقيها خبر وفاة ابنها وبدت تجوب جنبات المنزل في مدينة رفح أقصى جنوب القطاع تنادي وتبحث عنه.
وقالت السيدة المكلومة على وفاة ابنها بينما كانت تحتضن صورته، لوكالة أنباء (شينخوا) إن يونس غادر غزة هربا من سوء الأوضاع الاقتصادية وعدم توفر فرص عمل لجيل الشباب في عمره.
وأضافت الأم التي لم تنقطع عن البكاء، أن يونس قرر السفر عبر المراكب إلى أوروبا بحثا عن حياة أفضل لتأمين مستقبل أطفاله الأربعة ولكن الموت كان ينتظره هذه المرة.
وأشارت إلى أنها حاولت منع ابنها من السفر لكنه كان مصرا على ذلك، مطالبة الجهات الحكومية في الضفة الغربية وقطاع غزة بإعادة جثمان نجلها إلى غزة لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه.
ونشر نشطاء فلسطينيون عبر موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) صور الشبان الذين قضوا جراء حادث غرق المركب، وتغريدات تحث الجهات المسؤولة على إيجاد خطط لمساعدة فئة الشباب وتوفير فرص عمل لهم للحد من أفكارهم بالهجرة.
وقال أمير قشطة من مدينة رفح جنوب القطاع شقيق أحد المفقودين على متن المركب إن شقيقه قرر إلى جانب مجموعة من الشبان في المنطقة الهجرة من غزة بحثا عن حياة أفضل في ظل المستقبل القاتم أمامهم.
وأضاف قشطة أن المجموعة غادرت غزة عبر معبر رفح البري مع مصر في مارس الماضي ومنها انتقلوا إلى ليبيا حتى بداية الشهر الجاري حيث سنحت الظروف بالحصول على مركب يمكنهم من الهجرة إلى إيطاليا.
وتابع أن الشبان أبحروا من سواحل المتوسط قبالة الشواطئ الليبية قبل أن يتعرض المركب للغرق قبالة السواحل التونسية في الطريق إلى إيطاليا، مشيرا إلى أن مصير شقيقه ومن معه لا يزال مجهولا وينتظرون معرفة مصير أبنائهم.
وهذه الحادثة ليست الأولى حيث لقي شابان من القطاع حتفهما قبل أيام إثر غرقهما قرب اليونان أثناء محاولتهما الهجرة إلى أوروبا، وبحسب مؤسسات حقوقية فلسطينية فإن أكثر من 360 فلسطينيا من غزة لقوا مصرعهم أو فقدوا في البحر منذ عام 2014 خلال محاولات الهجرة إلى أوروبا.
ويقول خبراء فلسطينيون إن ارتفاع أعداد الشبان للهجرة عن طريق البحر بسبب الواقع الاقتصادي الصعب في غزة إذ بلغ معدل البطالة نحو 50 % ويعيش أكثر من نصف سكان القطاع في حالة فقر، بينما يعاني 62 % من انعدام الأمن الغذائي.
وحملت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد) ومقرها في غزة، إسرائيل والانقسام الفلسطيني، المسؤولية عن ظاهرة هجرة شباب من غزة "بحثا عن الحياة الكريمة وهروبا من حالة الفقر والحرمان والقمع والتهميش التي يعانون منها".
وطالبت الهيئة، في بيان وصل "الاقتصادي"، بالشروع في "إستراتيجية لتعميق مشاعر تمتع الشباب بحقوقهم المكفولة وعلى مبدأ تكافؤ الفرص بعيدا عن نهج الضرائب واستمرار التجاهل والشعارات".
كما دعت المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لإنهاء حصارها على قطاع غزة المستمر منذ عام 2007 إثر سيطرة حركة حماس على الأوضاع فيه، كونه السبيل الأنجع لتحسين أوضاع السكان فيه.
وفي هذا الصدد، أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في بيان تعقيبا على الحادثة، ضرورة تكاتف الجهود فلسطينيا وعربيا ودوليا لحماية اللاجئين الفلسطينيين في أماكن وجودهم كافة.
وحمل البيان "الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن معاناة الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للاضطهاد والحصار والمنع من العودة إلى دياره التي هجر منها".
المصدر: شينخوا