وكالات - الاقتصادي - يحصد المزارعون في فرنسا أصغر محصول ذرة لهم خلال أكثر من ثلاثة عقود، ما يبرز الخسائر الكبيرة التي سببتها موجة الجفاف هذا الصيف للإمدادات الغذائية في أوروبا.
خيمت درجات الحرارة المرتفعة والجفاف على معظم الدول الأوروبية خلال الصيف، فيما قد تعد أسوأ موجة جفاف خلال 500 عام على الأقل. أضر ذلك بصفة خاصة بالمزارعين، ممن بدأوا بالفعل في استخدام مخزونات العلف المخصصة للشتاء لتغذية المواشي في ظل انكماش المراعي، إضافة إلى تقلص إنتاج كل المحاصيل تقريباً من البطاطس حتى السكر.
بدأ للتو حصاد الذرة في فرنسا، أحد أهم الدول الزراعية في أوروبا. قالت وزارة الزراعة الفرنسية، الثلاثاء، إن إنتاج محصول الحبوب الرئيسي، الذي يُستخدم لإطعام الدجاج والخنازير، سيقل 25% ليصل إلى 11.6 مليون طن، وهو أقل معدل منذ 1990. أظهر تقرير الوزارة أن الطقس السيئ تسبب في تقليص حصاد كل المحاصيل تقريباً مقارنة بالعام الماضي، ماعدا البذور الزيتية. أضافت الوزارة "كل المناطق تأثرت بتقلص محصول" الذرة.
تأثير الأزمة
تنذر المحاصيل الأصغر حجماً باستمرار بارتفاع أسعار الغذاء. قفزت أسعار المواد الغذائية الاستهلاكية 12% في يوليو مقارنة بالعام الماضي في الاتحاد الأوروبي، وتفاقمت هذه النسبة في المملكة المتحدة. يستورد الاتحاد الذرة من دول مثل أوكرانيا لتخفيف النقص، رغم أنه من المتوقع أن تنخفض المبيعات من الدولة التي مزقتها الحرب بمقدار النصف مقارنة بالموسم السابق.
تأثرت الحقول في ألمانيا ورومانيا، وهما منتجتان رئيسيتان في دول الاتحاد، بالجفاف. تعاني الدول المنتجة من ارتفاع أسعار الأسمدة والغاز المستخدم في تجفيف المحاصيل مثل الذرة بعد حصادها.
مع ذلك، وفقاً لشركة "ماكسار" (Maxar)، المتخصصة في التنبؤ بالأحوال الجوية، زادت الأمطار هذا الشهر. من شأن ذلك تحسين الظروف المواتية لزراعة القمح التي تجري الآن.
لم يطرأ تغير يذكر على أسعار الذرة الفرنسية في العقود المستقبلية، وظلت بالقرب من أعلى مستوياتها في ثلاثة أسابيع تقريباً الثلاثاء.