الاقتصادي: أجرى موقع "الاقتصادي"، فحصا ميدانيا لمدى التزام محلات البيع بالمفرق، بتخفيض الأسعار، تحديدا الزيوت.
وفق إعلان الوزارة، الأسبوع الماضي، فقد انخفض زيت (دوار الشمس، 5 لتر)، من 46 إلى 40 شيكل.
لكن ما وجدناه في الأسواق لم يكن مطابقا لهذا السعر. أحد المحال في محافظة رام الله عرض زيت دوار الشمس بـ 50 شيكل، وهو سعر أعلى حتى من السعر القديم قبل الانخفاض.
وزارة الاقتصاد تواصلت مباشرة مع "الاقتصادي"، بعد نشر صورة لتسعيرة الزيت من دون الالتزام بالسقف السعري المحدد من قبلها. وطلبت معلومات عن المحل لاتخاذ المقتضى القانوني.
وقالت الوزارة في وقت لاحق اليوم، إنها أحالت 8 مخالفين للنيابة العامة لمكافحة الجرائم الاقتصادية لعدم التزامهم بالسقف السعري المحدد.
وأشارت الوزارة في بيانها إلى قيام المخالفين بتجاوز السقف السعري المحدد وبيعهم زيت دوار الشمس حجم (5) لتر أكثر من 40 شيقل وهو السعر المحدد من قبل الوزارة لزيت دوار الشمس.
وشددت الوزارة في بيانها على ان طواقمها وبالتعاون مع الشركاء تنفذ جولات ميدانية مكثفة على المحال التجارية لضمان التزام التجار بالسقف السعري المحدد وأن يلمس المواطن الانخفاض على السلع، داعية المواطنين الى الابلاغ عبر الرقم المباشر 129 او عبر صفحة الوزارة الرسمية الفيسبوك.
هل انخفضت أسعار الجملة؟
بهذا الصدد، يقول رائد أبو الراغب المدير التنفيذي لشركة أبو الراغب لتجارة المواد الغذائية (مقرها الخليل)، إن اتفاقا تم مع وزارة الاقتصاد قبل نحو أسبوع يقضي بتخفيض اسعار الزيوت النباتية في الأسواق وبشكل محلوظ، بعد تسجيلها لمستويات قياسية.
وذكر المدير التنفيذي للشركة، أنه قبل قرار الوزارة كانت عبوة الزيت 5 لتر تباع من 42 إلى 45 شيكل، لتنخفض إلى 40 شيكل للمستهلك التزاماً بقرار التخفيض.
وبين أبو الراغب، أن السعر الجديد يباع للتجار بـ 35 شيكل، وهذا معناه أن هناك هامش ربح للتجار بحدود 5 شواكل، إذا ما أرادوا البيع ضمن السقف السعري الأعلى المحدد من قبل الوزارة.
وأشار إلى أن التجار طالبوا من وزارة الاقتصاد بتأجيل تخفيض الأسعار للشهر المقبل لكي لا يتعرض المستوردون للخسائر، لكن الوزارة رفضت وحددت سعر 40 شيكل على المستهلك.
ونوه إلى أن عدة عوامل تتحكم بسعر الزيوت النباتية في السوق المحلية، منها سعر صرف الدولار وسعر الزيوت في البورصة عالمياً وتكاليف النقل والشحن وعوامل أخرى.
وأشار أن معظم الزيوت النباتية المستوردة من الخارج تأتي من روسيا وأكرانيا، وجراء الحرب واجه التجار صعوبات كبيرة في عمليات الإستيراد وتحديداً عبر بولندا، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار.
وقدر المدي أبو الراغب متوسط ما يستورده التجار شهرياً من الزيوت النباتية بالضفة الغربية من 12 حتى 20 ألف طن.
واعتبر الراغب، أن الكميات الواردة إلى السوق المحلية من الزيوت النباتية يتم استهلاكها مباشرة، بسبب أن سلعة الزيت أساسية في سلة المستهلك الفلسطيني.
هل سعر 50 شيكل هو الأكثر شيوعا؟
من خلال متابعة الأسعار لدى بعض المتاجر، وجدنا أن بعضها عرضه للبيع بـ 35 شيكل لمدة يوم واحد. آخرون عرضوه بـ 40 شيكل. فيما وصل السعر لدى آخرين إلى 42 – 46 شيكل، مبررين ذلك بأنه "من البضاعة القديمة".
من ناحية ثانية، كانت غالبية التعليقات على منشور "الاقتصادي"، مؤكدة على أن الأسعار لم تنخفض كما يجب، في حين عرض آخرون صورا لعروض تظهر الانخفاض.
وحول وجود تجار غير ملتزمين بالأسعار المحددة من قبل الوزارة والتجار، أوضح أن معظم هذه الحالات تتمركز في المحال الصغيرة ذات الطلبيات المحدودة وفي مخازنهم زيوت على التسعيرة القديمة، مبيناً ان الدور الرقابي يقع على عاتق الوزارة وليس الموردين.