رام الله- الاقتصادي-أكد الدكتور المهندس اسلام عمرو مساعد رئيس جامعة القدس المفتوحة لشؤون التكنولوجيا والإنتاج-مدير مركز التكنولوجيا والاتصالات في الجامعة أن المركز يعتزم تنظيم يوم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التاسع يوم الأربعاء المقبل بمشاركة خبراء دوليين ومحليين لمناقشة كيفية توظيف التكنولوجيا في خدمة الإعلام.
وقال د. م. عمرو يتناول الحدث يتناول موضوعا ذا آثر كبير على شعبنا في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ويتم المواءمة بين القيمة الدولية لهذا الموضوع والواقع الفلسطيني، بالإضافة إلى أنه يأتي تزامنا مع اطلاق الجامعة كلية الإعلام الجديد وقرب اطلاقها قناة القدس التعليمية.
وأضاف أن قناة القدس التعليمية ستشكل إضافة نوعية في عالم الفضاء التلفزيوني العربي وستقدم برامج تعليمية ومجتمعية متنوعة.
علاقة التكنولوجيا بقطاع الاعلام
- مركز تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في جامعة القدس المفتوحة بصدد تنظيم يوم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التاسع، وبعد أن أصبحت هذه الفعالية تقليدا سنويا للجامعة، ما الجديد في هذا العام، وما الفرق بينها وبين الفعاليات الشبيهة التي تنظم بالبلد؟
أصبح هذا النشاط من تقاليد مركز تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وجامعة القدس المفتوحة، وهو يهدف إلى طرح القضايا ذات الفعالية والأهمية العاليتين للمجتمع الفلسطيني.
ففي كل عام يتم يتناول الحدث موضوعا ذا آثر كبير على شعبنا في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ويتم المواءمة بين القيمة الدولية لهذا الموضوع والواقع الفلسطيني.
في الأعوام السابقة تناولنا مواضيع ذات حاجات عالية للمجتمع وقتها، وهي أمور كانت مستجدة وحديثة، مثل: الجامعات الإلكترونية، ودور التكنولوجيا في تطوير التعليم الالكتروني، ونظم الحوسبة السحابية، وكنا من السباقين في طرحه على المستوى الوطني، وهي قضايا ومفاهيم باتت حديثًا منتشرة ودارجة، رغم أننا تناولناها قبل 4 سنوات.
تحدثنا أيضا عن المدن الذكية قبل 3 سنوات، ونحن نلاحظ أن على سبيل المثال أن بلدية رام الله سارت حديثا نحو المدينة الذكية.
في العام الماضي ربطنا قطاع الصحة بقطاع تكنولوجيا المعلومات، وهو موضوع مهم وهناك الكثير من المشاريع التي ستنطلق في فلسطين مرتبطة بهذه المفاهيم ومبنية عليها.
في هذا العام سنتناول علاقة تكنولوجيا المعلومات في قطاع الإعلام والإعلام الحديث، ويقترن ذلك مع إطلاق الجامعة لتخصص الاعلام الحديث العام الماضي، وتحرك الجامعة بطريقة نوعية في طريقة تدريس تخصص الاعلام، وفي هذه العام يتم إطلاق فضائية القدس التعليمية وطرحها كمنظومة إعلام حديث يوائم ما بين الإعلام التقليدي المرئي ونظيره الإلكتروني (ٍSocial Media.).
فعاليتنا تهدف بشكل دقيق إلى جمع كل الأطراف الوطنية المهتمة في شأن ما في مكان وحدث واحد للتحدث عن أبعاد وإمكانات هذا المجال، وهذا تحديدا هو ما يميز هذا الحدث، فهو ليس معرضا ولا ندوة عابرة ولا لقاء تظاهريا، بقدر ما هو لقاء علمي مختص يجمع بين الأطراف كلها، ومنها: الأكاديمية، والعلمية والتجارية والقطاعين الخاص والعام، وهذا ما نشاهده في كافة برامج أيام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي عقدتها الجامعة سابقا.
في العام الماضي كانت كل القطاعات الصحية موجودة، من قطاع خاص وعام وشركات الأدوية والتامين حتى المؤسسات الأهلية لتناقش دور تكنولوجيا المعلومات في القطاع الصحي.
هذا العام سيحضر خبراء إعلاميون من مؤسسات دولية في ألمانيا وبريطانيا، وسيتناولون أثر تكنولوجيا المعلومات على الإعلام، كما سيحضر القطاع الخاص الفلسطيني المطلع في هذا الشأن، من شركات إعلامية مهمة ووازنة، وخبراء إعلاميين، وشركات مزودة للتقنيات، ويمكن أن يؤسس هذا اللقاء لإطلاق سوق فلسطينية جديدة في قطاع بيع المحتوى الإعلامي وتأسيس شبكات الشراكات المحلية والدولية في هذا القطاع، فالشعب الفلسطيني سباق للأفكار الرائدة، ومثل هذه الملتقيات هي نقطة تلاقي للخبراء الدوليين والمحليين، وسيربط هذا اللقاء بين الضفة الغربية وقطاع غزة من خلال نظام الفيديو كونفرس.
اجماع على أن التكنولوجيا غيرت مفهوم الإعلام
-هل ترى أن اختيار هذا الموضوع ليوم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التاسع له علاقة بالهبة الجماهيرية الحالية التي يطفو خلالها علاقة التكنولوجيا بالاعلام بشكل واضح أم أنه اختير لاعتبارات داخلية في "القدس المفتوحة"؟
كلا الموضوعين. فهنالك اعتبارات داخلية في المؤسسة تطرح طبيعة هذا العنوان، بدرجة لا يستهان بها، وعلى صعيد آخر، فالوضع العام الفلسطيني يضع الإعلام على الأجندة الوطنية ككل.
الوضع الإقليمي المحيط بنا، يضع الإعلام الحديث والشبكات الاجتماعية والإنترنت موضع نقاش، فهناك إجماع على أن التكنولوجيا غيرت مفهوم الإعلام، وصنعت ثورات الإعلام الاجتماعي، وتغيرات سياسية مهمة في المنطقة، ورغم أننا لسنا بصدد تقييم هذه التغيرات، إلا أننا نسعى للحديث عن وجود رابط بين الواقعين.
التوظيف لهذه التكنولوجيا مرتبط بقدرة الشعب على الابتكار والتبني والتطوير والمواصلة، وشعبنا سباق في هذا الشأن، أما دورنا كمؤسسة أكاديمية هو طرح الموضوع من جوانبه كافة، وأولها: الإعلامي المعلوماتي، من حيث صناعة الخبر وتسويقه ونشره، وطريقة إيصاله إلى الجمهور، وهو قد يكون الشعب الفلسطيني، أو جمهور مؤازر للقضية الفلسطينية أو معاديًا لها، أو قد يكون جمهورًا غير مكترث.
استخدام وسائل الإعلام الحديثة هي طريقة لعكس صورة الواقع، فنحن مواجهون بآلات إعلامية جبارة، قادرة على قلب الأبيض إلى أسود، لذا مطلوب منا كفلسطينيين أن نتحرك بما هو متاح لنا، أي وسيلة مقاومة جديدة مرتبطة بالتكنولوجيا وما توفره لنا التقنيات، وهذه الفائدة الأولى لهذا الحدث.
الفائدة الأخرى متعلقة بالقطاع الاستثماري في فلسطين، الذي يحاول شق طريقه عبر هذه المستجدات، مثل القطاع الخاص، والخريجين الجدد، ووسائل الإعلان والتسويق الجديدة، وهذا يخلق فرصًا استثمارية في المجتمع الفلسطيني، ونحن كمؤسسة أكاديمية نضع هذا الكلام نصب أعيننا.
هذه القطاعات، منها القطاع الإعلامي الوطني، ومنها قطاع دخول التكنولوجيا الحديثة في إطار عمل القطاع الخاص، والتي تأخذ طابع الإعلان والترويج، وطابع استحداث أعمال تجارية جديدة، مثل نظم التلفزيونات عبر الانترنت، هذه القضايا واثرها على الواقع الفلسطيني تقع في اطار اختصاص هذا اليوم.
الجامعة تسعى دائمًا الى اختيار قضايا حديثة ومستجدة، واخترنا هذا الموضوع لاعتبارات خارج المؤسسة وداخلها، وبخاصة مع الإجماع العالمي على أهمية قطاعي الإعلام والتكنولوجيا وتأثرهما ببعض، لتسليط الضوء على قضايا محددة لها علاقة بالإعلام الفلسطيني بعامة وبإمكانات اقتصادية مرتبطة بهذه الثورة ومتحدثة عن شراكات وطنية ودولية قد تعزز القدرات الفلسطيني في هذا الشأن.
غياب الرواية الإعلامية الموحدة
*كيف تقيم موضوع التكنولوجيا لصالح تحقيق أهداف إعلامية محددة؟ أين أصبنا وأين أخطأنا؟
أولا إسرائيل ستتهمنا لأي شيء في أي شيء، وأحيانًا تكون هذه الاتهامات مفيدة جدا لنا، لأنها تسلط الضوء على القضايا المهمة التي يجب أن ننتبه لها، فالتحرك الفلسطيني ذو الطابع الجماهيري والهبات الشعبية دليل على أن الشعب الفلسطيني يسبق قيادته، كما قال أبو عمار، لرفض الواقع الفلسطيني، ومن ضمن مواطن هذه الهبات هو الإعلام الإلكتروني والفردي.
هناك مشكلة حقيقية وهي عدم وجود الرسالة والرؤية الواحدة في خطاب الاعلام الفلسطيني، فنرى في الإعلام الإلكتروني مساحة لمباراة فصائيلية في طرح الروايات والقصص وتفسير الواقع، فالإعلام الالكتروني هو مضمار لهذا الصراع، لكن اتساع هذا الانتشار الإعلامي يحمل الجميع المسؤولية حول ماهية الرواية الفلسطينية، فهي دايما تعتمد على مقولة الشهيد البطل، وهذا شيء مرتبط بالعقلية الشرقية والفلسطينية أن كل من يقتله العدو هو بطل، لكن تغفل قضايا أخرى مثل الشهيد الإنساني، أو المغدور أو المعتدى عليه... أين هذه الصورة في إعلامنا الفلسطيني الإلكتروني والمرئي؟
فعدم مقدرة الشعب الفلسطيني حتى هذه اللحظة على التركيز على البعد الإنساني من أكبر السلبيات.
اطلاق قناة القدس التعليمية
*ما الذي تضيفه قناة القدس التعليمية التي ستطلقها الجامعة خاصة في ظل ازدحام الفضاء التلفزيوني بالمحطات الفضائية؟
من المعروف أن جامعة القدس المفتوحة تتبع فلسفة التعليم المدمج في نظامها التعليمي، وهي فلسفة أثبتت جدواها بشهادة جامعات عالمية مرموقة والتي بدأت بدورها تنهج هذا النظام التعليمي الذي يقوم على المزاوجة بين اللقاءات الوجاهية والأساليب التكنولوجية الحديثة، وقد قطعت جامعة القدس المفتوحة شوطا كبيرا في في توظيف التكنولوجيا لصالح العملية التعليمية من خلال أساليب الكترونية متطورة، ونحن نرى اطلاق فضائية القدس التعليمية يخدم هذا الهدف، إذ ستوفر القناة أسلوبا متقدما في خدمة العملية التعليمية من جهة، كما أنها ستطرح برامج تربوية ومجتمعية متنوعة تخدم المجتمعين الفلسطيني والعربي على حد سواء. بكل تأكيد هذه القناة لن تكون مجرد رقم يضاف إلى القنوات الفضائية الموجودة، بل ستقدم كل جديد على الصعيدين الإعلامي والتعليمي، كما أنها ستخدم كلية الإعلام الجديد التي أطلقتها الجامعة مؤخرا.