وكالات - الاقتصادي - حظرت الجزائر كل وارداتها من إسبانيا بدءاً من اليوم الخميس، وفقاً لبيان صادر عن جمعية المصارف الجزائرية.
جاء الحظر بعد ساعات من إعلان الجزائر تعليق معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون التي أبرمتها مع إسبانيا قبل 20 عاماً، وهي المعادة التي ألزمت الجانبين التعاون في السيطرة على تدفقات الهجرة، في خطوة تزيد تصعيد الخلاف حول موقف مدريد إزاء الصراع في الصحراء الغربية.
أوردت الخبر وسائل الإعلام الحكومية الجزائرية دون إبداء أي أسباب، لكن الجزائر سحبت في مارس الماضي سفيرها لدى إسبانيا للتشاور بسبب الخلاف المتعلق بالصحراء الغربية.
وأكدت مصادر دبلوماسية إسبانية قرار الجزائر، قائلة إنّ حكومة مدريد تأسف للقرار، وتؤكد التزامها مضمون ومبادئ المعاهدة.
دعت المعاهدة المبرمة في عام 2002 الجانبين إلى "تعميق تعاونهما في السيطرة على تدفقات الهجرة ومكافحة الاتجار بالبشر"، حسب النص المسجل في الجريدة الرسمية الإسبانية.
ووصل 113 مهاجراً غير شرعي، أمس الأربعاء، إلى جزر البليار الإسبانية، وهو طريق تقول السلطات الإسبانية إنّ القوارب القادمة من الجزائر تميل إلى استخدامه.
وزادت تدفقات المهاجرين بشكل حادّ عبر البحر المتوسط هذا العام بعد أن أثر وباء كورونا والغزو الروسي لأوكرانيا في الاقتصاد العالمي.
وغضبت الجزائر عندما قالت إسبانيا في مارس الماضي إنها تدعم خطة المغرب التي تمنح المستعمرة الإسبانية السابقة الحكم الذاتي. وتدعم الجزائر جبهة البوليساريو التي تسعى إلى الاستقلال الكامل للإقليم الذي يعتبره المغرب جزءاً من أراضيه ويسيطر عليه في الغالب.
وقال مسؤول جزائري سابق لـ"رويترز" إنّ الجزائر تعتقد أن الحكومة الإسبانية قررت عدم الحفاظ على العلاقات الجيدة مع الجزائر.
تُعَدّ الجزائر مورداً رئيسياً للغاز بالنسبة إلى إسبانيا. وقال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في وقت سابق إنه لن يفسخ عقد التوريد بسبب هذا الخلاف.
وقال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس إنه لا يوجد مؤشر على حدوث تغيير. وذكرت وزيرة الطاقة الإسبانية تيريزا ريبيرا أن موقف الجزائر المتعلق بإمدادات الغاز نموذج يُحتذى.
وحسب ما قاله مصدر مطلع لـ"رويترز" فإنه من المتوقع أن تراجع الجزائر أسعار أي عقد جديد للغاز مع شركات إسبانية. وأضاف المصدر نفسه، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن العقد الحالي طويل الأجل، وأن الأسعار أقل بكثير من المستوى السوقي الحالي.
ومنذ تجدد الصراع حول الصحراء الغربية مرة أخرى في عام 2020، بعد ما يقرب من ثلاثة عقود من وقف إطلاق النار، تدهورت العلاقات بين الجزائر والمغرب بشكل حادّ.
وأنهى التحول في موقف مدريد إزاء الصراع في الصحراء الغربية، ليصبح أكثر قرباً من الموقف المغربي، خلافاً بين مدريد والرباط العام الماضي حول الإقليم المتنازع عليه وقضية الهجرة.