غزة- الاقتصادية- يتعرض مربو الدواجن في قطاع غزة لخسائر مالية متواصلة جراء الانخفاض المتواصل في الأسعار ،و كثرة العرض، مقابل الكمية المطلوبة، فمنذ أكثر من شهر، لم يتجاوز ثمن الكيلو الواحد عشرة شواقل .

وينتقد هؤلاء المربون قرار  وزارتي الزراعة والاقتصاد الوطني بغزة القاضي بتحديد سعر كيلو الدجاج من المزرعة بــ 8.5 شيقل، يوزع جملةً للمحلات بـ9، ليباع بسعر 10 شيقل للمستهلك.

ويستهلك القطاع نحو 60 ألف دجاجة يوميًّا، أي ما يعادل مليوناً و800 ألف إلى مليونين شهرياً، بمتوسط وزن لكل دجاجة هو كيلو و700 جرام، كما أن عدد المزارع في القطاع (1300 مزرعة) و(17 فقاسة) تشغل عددا كبيرا من العاملين في قطاع التربية والأعلاف ومحلات بيع الدواجن".

ويشكو المزارع حمدي السوافيري صاحب مزرعة دواجن من مدينة غزة من الانخفاض الحاصل في أسعار الدواجن، الأمر الذي كبده خسائر لا يستطيع تحملها.

 وقال في حديث خاص لـ"الاقتصادية" :"إن مزارعة تتعرض لخسائر غير مسبوقة بسبب انخفاض الأسعار الحاد، حيث أن سعر كيلو الدجاج يباع بثمانية شواقل من المزرعة، بالرغم أن تكلفته تبلغ 9 شواقل للكيلو الواحد، وهو عملياً أقل من سعر التكلفة، خاصة وأن التربية في مثل هذا الوقت تحتاج إلى مستلزمات وتكاليف كبيرة من غاز للتدفئة وأدوية وتحصينات، ورعاية خاصة.

ولم يعتد سكان القطاع منذ سنوات على انخفاض أسعار الدجاج الى هذا المستوى حيث وصل سعر كيلو الدجاج اللاحم الى اقل من 9 شواقل مقارنة مع 15 شيقلا وأكثر قبل أسابيع، وفي الوقت الذي يستفيد المواطنون من هذا الانخفاض، يتذمر ويشكو مربو الدجاج من تكبدهم خسائر كبيرة، خاصة وأنهم  أصبحوا يبيعونه للتجار بأقل من سعر التكلفة.

 وتساءل السوافيري لما ذا لا تتدخل الحكومة حاليا وتقوم بدعم أصحاب المزارع ،مشيرا الى انها فقط تقوم  حين يصل ثمن الكيلو غرام من الدواجن 15 شيقلا، وقتها تبدأ الجهات المعنية بالتحرك لتحديد تسعيرة أقل، بينما حين تتهاوى الأسعار، ويتكبد المزارع  خسائر فادحة لا أحد يحرك ساكناً، مبيناً أن قطاع تربية الدواجن سيتضرر في حال استمرت الأسعار المذكورة مدة أطول مطالبا وزارة الزراعة بوقف استيراد الدجاج المجمد والبيض من اراضي ال "48".

الحروب والمنخفضات

وبين أن كثيرا من المزارعين تعرضوا لخسائر كبيرة، اما بسبب العدوان أو والمنخفضات الجوية وموجات الحر، ووعدوا بتعويضات، ولم يأخذوا شيئ ، ورغم ذلك اقترضوا مبالغ مالية لمواصلة التربية.

وفي السياق يقول جاسم حجي صاحب احد مربي الدجاج في جنوب غزة عن سابقة،  فأكد أنه قام ببيع الكيلو غرام الواحد من الدجاج داخل مزرعته ب مقابل8 شواكل، مما عرضه لخسارة كبيرة.

ويشكو حجي في حديث لـ"الاقتصادية", من انخفاض أسعار الدجاج حاليًّا، الأمر الذي يدفعه وباقي  مربي الدجاج إلى بيعه بسعر تكلفة الإنتاج وحتى أقل، وبالتالي لا يحققون هامشًا من الربح، ويتكبدون خسائر نتيجة ارتفاع تكاليف تربيتها.

وينوه  إلى أن بعض مزارعه تدمرت خلال الحروب الثلاثة ولم يتلق أي تعويض عن خسائره ، كما عبر عن خشيته من انخفاض درجات الحرارة خلال الأيام القادمة، وتأثيرها على عمل فقاسات الدجاج اللاحم والبياض ونفوق أعداد من الدواجن، في ظل انقطاع التيار الكهربائي، فضلا عن نقص كميات الغاز الطبيعي.

وطالب حجي "حكومة الوفاق" بسرعة صرف التعويضات عن الخسائر التي تعرض لها أصحاب المزارع في القطاع، ليتمكنوا من سداد ديونهم واصلاح ما تم تدميره.

 العرض والطلب

بدوره قال مدير عام التسويق والمعابر في وزارة الزراعة بغزة م. تحسين السقا، إن أسعار الدواجن تشهد انخفاضًا ملموسًا في الفترة الحالية، وذلك بعد ارتفاع شهدته قبل شهرين،وذلك بسبب زيادة كميات البيض اللاحم في قطاع غزة، وكثرة اللحوم لدى الموطنين بعد عيد الاضحى.

 كما أن هناك أسباب أخري وراء استمرار انخفاض الأسعار على هذا النحو، أبرزها ضعف الأسواق، وتراجع القوة الشرائية،و زيادة العرض على الطلب، فالفقر وقلة فرص العمل، دفع العديد من الشبان لإقامة مزارع صغيرة في بيوتهم، مستغلين مساحات خالية، وهذا خلق فائض في الدواجن، وأثر على المزارعين والمربين.

وتابع السقا لـ" الاقتصادية":" أنه جرى تحديد سعر كيلو الدواجن، من أجل عدم تلاعب التجار في الأسعار، وان سعر الكيلو في السوق لا يزيد عن 10 شواقل، محذرا  التجار، من التلاعب في الاسعار.

وعن دور وزارة الزراعة في حماية مربي الدواجن قال السقا:" إن وزارته قامت  بتحديد الحد الأدنى للأسعار لحماية المزارعين من الانهيار، وعملت  بالتنسيق مع وزارة الاقتصاد الوطني، ومباحث التموين على تكوين لجان رقابية لمتابعة الأسعار المُقرة  .

 كما أن وزارة الزراعة أوقفت باب استيراد  الدجاج المجمد مثل الفخد والرقبة" بهدف حماية المزارعين،  مطمئنا المزارعين باْن الأسعار ستعود أدراجها خلال أسبوع.

عدة مشاكل  

ويواجه أصحاب مزارع الدواجن في قطاع غزة العديد من المشاكل وعلى رأسها مشكلة توفير وسائل التدفئة في ظل الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي وأزمة الغاز وارتفاع سعر الوقود.

وبالتزامن مع اقتراب فصل الشتاء ، وهطول الامطار بدأت المشاكل التي يعاني منها قطاع الدواجن تتكشف، من ضعف إمكانيات المزارع وعدم قدرتها على تحمل أي موجات صقيع وأمطار شديدة بسبب تعرض بعضها لأضرار كاملة وأخرى جزئية .

كما أن قطاع الدواجن يعاني من مشاكل متعددة منها منع إدخال مواد البناء لإعادة بناء وترميم المزارع التي دمرها الاحتلال، وعدم صرف التعويضات للمتضررين.