توطيداً للعلاقة المشتركة بين بين التكنولوجيا والعلوم، قامت شركة مايكروسوفت الشهيرة بابتكار موقع إلكتروني يعرض برنامجاً يكشف مشاعر الإنسان الحقيقية من خلال إدراج صورة له في البرنامج. إذ يحلل البرنامج خطوط الوجه وتقاسيمه ويقارنها بمخزون البيانات المعتمد علمياً والذي يحدد ما هو العبوس وما هي الابتسامة والمشاعر التي يمكن استنتاجها من كل منها.

عبر النسخة التجريبية للبرنامج المعدّ بالتعاون مع جامعة أكسفورد البريطانية والمسمى، "إدراك المشاعر"، يمكنك إدراج صورتك والضغط على زر "Submit" لتظهر النتائج مفصلة. ولأن مشاعر الإنسان وظهورها على وجهه يكون مركباً، لا يعطيك التحليل نتيجة واحدة، بل يقسم مشاعرك إلى 8 فئات.

وهذه الفئات الثمانية هي المشاعر الأساسية بحسب العلم والتي لها انعكاس على تعابير الوجه، مثل الغضب والازدراء والقرف والخوف والسعادة والحزن والمفاجأة وأخيراً الشعور المحايد، وبعد التحليل تستطيع معرفة نسبة كل من هذه المشاعر في لحظة التقاط الصورة.

فعلى سبيل المثال قمنا بتجربة البرنامج مع صورة الطفل المعتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي، أحمد مناصرة. فأظهر تحليل الصورة أن مشاعر أحمد بحسب تعابير وجهه تقسمت بين "المفاجأة" والحياد، وهو ما يمكن تفسيره والتأكيد عليه بناء على المعلومات المعروفة عن قصته وتجربته، فهي من ناحية تجربة صادمة تثير المفاجأة وعدم الاستيعاب، ومن ناحية أخرى يتسبب التعب والشعور بالعجز بظهور تعبير وجه "محايدة".

وتأتي تجربة هذا البرنامج مشابهة لآخر انتشر صيته قبل أشهر، والذي كان يعمل على كشف عمر الإنسان الحقيقي من خلال صورته وذلك أيضاً عن طريق تحليل خطوط الوجه والتجاعيد وشكل العيون. لكن سرعان ما ظهرت عدم دقته، وهو أمر متوقع لصعوبة الكشف عن العمر عن طريق معادلات خوارزمية، إلا أنه في كل الأحوال كان أداة ممتعة لكبار السن الذي يظهرون أصغر سناً بحسب البرنامج.

من الجدير بالذكر أن برنامج مايكروسفت المذكور، أيضاً لديه هامش غير مهمل من عدم الدقة وذلك يعود للتعقيد الذي تتسم به مشاعر الإنسان، الذي يختلف انعكاسها على ملامح وجهه من شخص لآخر ومن وقت لآخر، لكنها أداة قابلة للتطور نظراً للأساس العلمي القوي الذي يوفره مجال بحث تعابير الوجه في حقل علم النفس التجريبي.