وكالات - الاقتصادي: تناول تقرير نشره موقع "ميدل إيست آي" البريطاني انعكاسات أسعار النفط المرتفعة على دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في ظل حرب روسيا على أوكرانيا.
التقرير توقع أن تنعم الدول الرئيسية المنتجة للنفط ببعض الأموال التي ستدخل خزائنها، في حين ستعاني الدول الأخرى من ارتفاع شديد في معدلات التضخم وزيادة حادة في أسعار السلع.
ونقل الموقع عن خبراء في مجال النفط والطاقة أن أسعار النفط المرتفعة تعدّ فرصة مواتية لبعض الدول، إلا أنها قد تعني لدول أخرى ارتفاعا كبيرا في أسعار السلع الأساسية وتضخما حادا، مما قد يثير استياء البعض منها.
الرابحون
يؤكد التقرير -نقلا عن خبراء في مجال النفط- أن ارتفاع أسعار النفط سيدعم مشاريع التنمية في دول "أوبك بلس" وسيضخ أموالا في خزائنها.
ويشير إلى أن دول الخليج، بالإضافة إلى الجزائر وليبيا والسودان، "ستكون قادرة على جني أرباح من تلك الأسعار" في خضم الحرب الروسية الأوكرانية، وستساعد عائدات النفط بعض تلك البلدان في مواصلة جهودها لتنويع مصادر الاقتصاد بغية الوصول إلى مستوى تستطيع معه التقليل من اعتمادها على النفط الخام ودعم مواطنيها.
الخاسرون
بحسب التقرير، هناك دول -مثل الأردن وتونس ولبنان- ستشعر بالمعاناة من ارتفاع أسعار النفط في شكل ارتفاع تكاليف المعيشة ومعدلات التضخم.
وينقل التقرير عن باحثين متخصصين من المنطقة أن العديد من دول العالم مهددة بالاضطرابات الاجتماعية بسبب ارتفاع أسعار النفط، "مما سيؤدي إلى زيادة في أسعار القمح والخضروات".
وأضاف أنه على الرغم من أن دول الخليج ستنعم بعائدات كبيرة من تصدير النفط في عام 2022، فإن مواطنيها مع ذلك سيتأثرون بارتفاع أسعار السلع والنفط.
وبحسب هؤلاء الباحثين، فإن تثبيت سعر البنزين والديزل عند حد معين أو خفض الضرائب على تلك المنتجات ربما يكون حلا مؤقتا لدول كالأردن وتونس ولبنان.
آثار سلبية على الناس العاديين
ويعتقد الباحثون أن أي زيادة في أسعار الخبز والقمح -وهي منتجات تستوردها دول كثيرة من روسيا وأوكرانيا- ستكون أمرا بالغ السوء بالنسبة للناس العاديين في العالم العربي.
ويقول هؤلاء إن أسعار النفط ستؤثر على أسعار الخبز، لأنها ستزيد تكلفة نقل القمح، الأمر الذي سيقود بدوره إلى اندلاع اضطرابات.
وتطرق التقرير إلى تأثير ارتفاع أسعار النفط على دول مثل تونس، مشيرا إلى أن نصف واردات تلك الدولة من الحبوب تأتي من روسيا وأوكرانيا.
أما مصر وإسرائيل فتستوردان نحو 80% من احتياجاتهما من القمح من روسيا وأوكرانيا.
غير أن الأردن توقف عن استيراد القمح والذرة والشعير من روسيا بسبب زيادة الرسوم في السنتين الماضيتين، واعتمد في وارداته من القمح على رومانيا بشكل أساسي، بحسب التقرير.
فلسطين هي الأخرى ليست بمعزل عما يجري في العالم بحكم اعتمادها بشكل شبه كامل في التزود باحتياجاتها على الاستيراد من الخارج وإسرائيل. وقد ظهرت معالم هذا الارتفاع بالظهور في أسعار الطحين والحديد والألمنيوم والزيوت وغيرها.