رام الله - الاقتصادي - أكد معاوية القواسمي، مدير عام شركة "بال باي"، أهمية مشاركة فلسطين في أسبوع الريادة العالمي، وستقام فعالياته هنا، ما بين 7-14 من الشهر الحالي، بمبادرة من شركة "نمو فلسطين للحلول التطويرية"، وبالتنسيق والتعاون مع 125 شريكا، وبرعاية رئيسية من مجموعة بنك فلسطين، ورعاية فضية من كل من شركة الاتصالات الخلوية "جوال"، ومشروع دعم ابتكارات القطاع الخاص (IPSD)، وصندوق الاستثمار الفلسطيني، والحديقة التكنولوجية الفلسطينية–الهندية "تكنوبارك"، وبرعاية تكنولوجية من كل من شركتي "تطور تكنولوجيز" و(Advanced Technologies For Business).
وأوضح القواسمي، أن مجموعة بنك فلسطين تعنى بشكل كبلير بقطاع الريادة وتنميتها، من هنا كان أحد المؤسسين لصندوق "ابتكار"، ويعنى بالتقنيات الذكية، والذي شكل أكبر دعم للريادة على المستوى الوطني.
كما لفت إلى قيام بنك فلسطين بإطلاق برنامج "فلسطينية" الذي هيأ من خلاله الفرصة للنساء للانخراط في مجال الريادة، عبر عدة بوابات، منوها بالمقابل إلى إنشاء المجموعة لشركة "انترسيكت" وهي حاضنة أعمال تركز على توفير حيز وأدوات ودعم فني لمعظم الرياديين في مجال التكنولوجيا.
وأشار إلى أن منتجات المجموعة سواء عبر البنك، أو شركة "بال باي"، تعنى بالتيسير على الرياديين، وتوفير آليات مرنة في تعاملاتهم المالية، ما يشكل أحد العناصر الرئيسة لتعزيز نشاطهم.
ولفت إلى ما تقوم به شركة "بال باي" عبر محفظتها المعروفة باسم "محفظتي"، حيث قامت بربطها مع عدد كبير من المؤسسات مثل الجامعات، والشركات والهيئات الخدمية العاملة في مجال المياه والانترنت والاتصالات وغيرها، مضيفا "تمكنا من توفير بطاقة دفع آلي يمكن استخدامها من خلال الصرافات الآلية وغيرها، وقد سهلت كثيرا على الرياديين خاصة على صعيد عملية دفع الأموال".
من جهته، قال عبد المنعم فطافطة، المدير التنفيذي لشركة "تطور تكنولوجيز"، وهي أحد الرعاة التكنولوجيين لفعاليات أسبوع الريادة العالمي في فلسطين، إن أسبوع الريادة يشكل منصة حيوية لتسليط الضوء على قطاع الريادة، وتحديدا الشركات الناشئة، والعمل باتجاه تحسين واقعها، والتأثير إيجابا على المجتمع، وكافة الجهات ذات الصلة.
وأوضح فطافطة، الذي تولي شركته ومقرها في رام الله والخليل، عناية خاصة بفعاليات الأسبوع، أن الأخير يسهم في تعزيز عملية التوعية حول واقع قطاع الريادة، ومطلبات الارتقاء به، مضيفا "الأسبوع يسلط الضوء على قضايا عديدة متصلة بقطاع الريادة، إضافة إلى مجالات استثمار موجودة في البلد".
وأشار إلى حيوية مشاركة فلسطين وانخراطها في أسبوع الريادة العالمي، مبينا أن النجاح في تحقيق هذه المسألة، من شأنه تسليط الضوء عالميا على الشركات الناشئة العاملة في فلسطين.
وتحدث عن تأثير جائحة "كورونا" على قطاع الريادة، موضحا أن التعاطي مع والنظر إلى قطاع الريادة التكنولوجية اختلف كثيرا بعيد الجائحة مقارنة مع ما كان عليه الوضع قبل ظهورها.
وقال: الجائحة أظهرت بجلاء العديد من الإشكاليات المجتمعية التي يمكن التغلب عليها عبر قطاع الريادة، وما تتيحه من خيارات وأدوات سواء فيما يتعلق بمجال التكنولوجيا المالية أو التجارة الالكترونية.
وبين أن شركة "تطور تكنولوجيز" تتعاطى مع فعاليات الأسبوع في فلسطين، باعتبارها جزء أساسيا وشريكا في عملية نجاحه، خاصة أن الشركة تعمل في مجالات عديدة، فمثلا لديها منصة خاصة بالتجارة الالكترونية باسم سلة "salla.ps" وهي بمثابة سوق الكترونية وسيطة بين الباعة والزبائن أشبه بموقع "أمازون" لكن مصغر، عدا منصة باسم "نطاقي-netaqe.ps" لحجز النطاقات الفلسطينية على الانترنت، وهي أول منصة حجز تلقائي وتحكم كامل ودفع الكتروني.
كما نوه إلى حيوية فعاليات الأسبوع لا سيما المسابقات الخاصة بالشركات الناشئة، مشيرا إلى دروها في إبراز فرق وأفكار مميزة، مضيفا "لكن دون إيجاد فرص وتشجيع الاستثمار، فإننا لن نحقق ما نصبو إليه".
ورأى أن قطاع الريادة في فلسطين يحتاج إلى مزيد من الاستثمار فيه، مضيفا "السوق الفلسطينية مغلقة، وليست مفتوحة على العالم، وهذا لا يشجع المستثمرين الخارجيين على ضخ أموالهم والاستثمار في الشركات الناشئة الفلسطينية".
كما أشار إلى المسؤولية التي تقع على كاهل الحكومة، لمنح واعتماد حوافز تشجع على جذب الاستثمارات في قطاع الريادة، مبينا أن هناك الكثير مما ينبغي القيام به على هذا الصعيد.
ولفت إلى تجربة إحدى الدول المجاورة، وتضخ أموالا طائلة لصالح الشركات الناشئة وتقويتها، حتى باتت تعرف نفسها على أنها دولة الشركات الناشئة.
وبين أن هذه الدولة أنشأت صندوقا استثماريا، بحيث تدخل كشريك مع المساهمين الأجانب في الشركات الناشئة المحلية، علما أن الدولة لا تريد ولا تأخذ أي أرباح من الصندوق، بل على العكس، ففي حال تعثر احدى الشركات، تتيح المجال للمستثمرين لتعويض خسائرهم من عائدات الصندوق.
وبين أن قطاع الريادة وتحديدا الشركات الناشئة تعاني من ضعف الفرص الاستثمارية، سواء من رأس المال المحلي أو الخارجي، موضحا أن هناك آفاقا جيدة لتنمية قطاع الريادة لكن شريطة الاستثمار فيه.
ورأى أن هناك العديد من قصص النجاح في مجال الريادة، لكن بسبب ضعف المتابعة والاهتمام وعوامل ذاتية عديدة، حدث تراجع على صعيد عدة شركات ناشئة.
وقال: هناك كثير من الأفكار، لو وجدت فرصة استثمارية، لكانت تنافس عالميا، مبينا أن هناك حاجة لإيلاء قطاع الريادة الاهتمام الذي يستحق.