كان باسم فارس إبراهيم النعسان (17 عاماً) من قرية المغير شمال رام الله، يقود دراجته النارية اليوم ليوصل زميله في العمل قاسم محمود قاسم سباعنة (19 عاماً) من بلدة قباطية قرب جنين، إلى بلدته قباطية، قبل أن يوقفهما جنود الاحتلال على جانب الطريق، ويبدأون بإطلاق النار نحوهما. بحسب شهود عيان.

"ولم يكتف جنود الاحتلال الإسرائيلي بإطلاق النار على الشابين الأعزلين فقط، بل تركاهما ينزفان لقرابة 40 دقيقة، ومنعوا حتى أطقم الإسعاف في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني من الوصول إليهما، لتقديم العلاج الفوري لهما".

"وبعد تيقن جنود الاحتلال باستشهاد الشاب قاسم سباعنة، ووصول الشاب باسم النعسان إلى حالة الخطر، سمحوا لسيارات إسعاف الهلال الأحمر بنقلهما." قال الشهود.

ونقلت سيارات الإسعاف الشهيد سباعنة والمصاب النعسان نحو مستشفى رفيديا في مدينة نابلس.

ووفق روايات عديدة حصلت عليها وكالة "معاً" من أقارب المصاب النعسان من قرية المغير، فإن الشابين يعملان في محجر في قرية المغير شرق رام الله، وأنهما لم ينفذا عملية طعن.

وأكدت الروايات المتعددة، أن النعسان قام باصطحاب صديقه وزميله سباعنة نحو بلدة قباطية ليوصله إلى قريته، ليزور أهله، في ظل قلة وجود سيارات تعمل على خط رام الله نابلس يوم الجمعة، لصعوبة الحركة.

وبعد أقل من ساعة على توجه الاثنين نحو بلدة قباطية، ادعت قوات الاحتلال الإسرائيلي أنها أطلقت النار على شابين بعد محاولة طعن جندي، وهو ما أكدت الروايات نفيه بشكل مطلق.

وأكد أحد الشبان، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن رواية الاحتلال باطلة، خاصة أنه كان قد شاهد الشابين قبل خروجهما من المغير، ولم يكن معهما سكين، بل حقيبة صغيرة فيها بعض ملابس الشهيد سباعنة.

وقال ذات الشاب أن السماح لأطقم الهلال بنقل المصاب إلى مستشفى فلسطيني في نابلس خير دليل على كذب الرواية الإسرائيلية، فلو كان الشابان قد نفذا عملية طعن، لتم اعتقال الشاب النعسان المصاب، مثلما تفعل قوات الاحتلال في كل مرة.

وأوضح أن قوات الاحتلال أطلقت النار بشكل مباشر ومن مسافة قريبة نحو الشابين، وبدم بارد، وتركوهما ينزفان، بل وقام جنود الاحتلال بالتقاط الصور مع الشابين، وهما على الأرض.

وقال: ما يؤكد هذه الروايات الصور التي نشرها جيش الاحتلال، والتي أظهرت الصور الأولى للشابين وهما على الأرض عدم وجود أية سكين، ثم تلا ذلك صور أخرى لسكينين بقرب الشابين، وهو ما يؤكد أن السكينين قد تم دسهما من قبل جنود الاحتلال.

نقلا عن "معا"