يظهر مشهد عشاق الطعام، تحت الشقق الشاهقة، من خلال الشوارع الضيقة، وإلى جانب فيلا سكنية في حي الخالدية.وافتُتحت مطاعم يابانية، وبريطانية، وسعودية، وأخرى عالمية، ولكن اثنين منها برزت دون غيرها.وتقرأ لافتة مكتوب عليها: “جميع وجباتنا مجانية لمن لا يملك ثمنهاها”، على نوافذ “كافتيريا كيوي”، و”ملوك الشاورما”، مطعمين مباشرة عكس بعضها على شارع 14.

وقال الإماراتي صاحب المطعم، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، لصحيفة “ذا ناشيونال”، “إن تكلفة المعيشة مرتفعة جداً، ومعظم المغتربين، وخصوصاً القادمين من آسيا والهند، لا يتناولون الطعام في الخارج كي لا تتأثر ميزانيتهم”.وأضاف “أردت أن يقدم مطعمي وجبات مجانية لهذه الفئة من الناس”.وأطلق صاحب المطعم البالغ من العمر 31 عاماً، أول مطعم له في دبي قبل خمسة أعوام، ويمتلك الآن ستة فروع بجميع أنحاء الإمارات، كلها تحمل اللافتة ذاتها.وأفاد أن السفر كان القوة الدافعة لتغيير موقفه، إذ كان يعمل في شركة إعلامية لمدة عامين، وتنقل إلى السودان، وأفغانستان، وسوريا، والأردن، وأن تلك التجارب جعلته يدرك معاناة الأشخاص العاطلين عن العمل، ومواجهتهم للفقر والحياة الصعبة.وتم عرض هذه اللافتة على المطعم قبل عام، لكن كان يشجع الموظفين لتوزيع بقايا الطعام للفقراء في الحي.

ومع إطلاق كل فرع جديد، يتم توزيع المواد الغذائية والمشروبات إلى الناس لمدة يومين، وبهذه الطريقة اكتسب المطعم شهرة بين الناس، عبر رسالته المتمثلة في تقديم الطعام مجاناً.وتبلغ كلفة سندويشة الشاورما الصغيرة في المطعم 6 دراهم، ولكن هذا لا يزال بمتناول العديد من العمال، الذين عادة يمكن طلب شاي ولفافات الدجاج (باراتا) مقابل 2 درهم، وفي نهاية الأمر لهم مطلق الحرية لاختيار أي وجبة يريدونها.وأغلب زبائن المطعم من المحتاجين، وعمال البناء والنظافة القادمين من بنغلاديش ونيبال، وبعض المصريين الذين يعملون كحراس أمن، وهناك أيضاً الكثير من عرب بلاد الشام ذوي الدخل المنخفض.ويتردد على المطعم فرع أبوظبي، أكثر من 10 أشخاص يومياً لطلب وجبات مجانية.ويسعى صاحب المطعم لترجمة اللافتة إلى اللغة الإنكليزية والهندية.

وكالات