لم يكن مزارعو ومربو الدواجن المتضررين الوحيدين من الانخفاض الملحوظ في أسعار الدجاج اللاحم خلال الأسبوع الأخير بل أصبح صيادو الأسماك يجدون صعوبات في تسويق محصولهم من الصيد بأسعار تجارية وربحية.
وبالتوازي مع انخفاض أسعار الدواجن انخفضت أسعار الأسماك الموسمية كالسردين في ذروة موسم صيدها، إضافة إلى انخفاض أسعار سمك «السلطعون» اللذيذ وذلك بسبب الانخفاض في الإقبال على الشراء.
ويقبل المواطنون وبشكل كبير على شراء الدواجن واللحوم البيضاء بشكل عام بعد ان تدنت أسعارها بشكل لافت حيث وصل سعر كيلو الدجاج اللاحم الى اقل من تسعة شواكل مقارنة مع 14 شيكلاً وأكثر قبل عدة أسابيع.
وفي المقابل تتلاشى حركة المستهلكين من أسواق السمك ما يجبر التجار على تخفيض أسعارها وعدم الرغبة في شرائها من الصيادين انفسهم.
ويصل سعر كيلو السردين الفاخر الى أقل من 15 شيكلاً مقارنة بنحو ثلاثين شيكلاً قبل عدة أسابيع.
وتسببت هذه الحالة في إزعاج الصيادين والذين يعولون على موسم صيد السردين الحالي في تعويض انحسار محصول الصيد طيلة فصل الصيف الماضي كما يقول الصياد ايمن صلاح والذي أبدى امتعاضه من انخفاض أسعار الدواجن.
وقال، انه لم يتوقع ان تنخفض أسعار الدجاج إلى هذا الحد والذي يجعل المواطنين يتوجهون لشراء الدجاج على حساب السردين تحديداً.
وأشار صلاح خلال حديث مع «الأيام» إلى أن محصول صيده اليومي والذي يقدر بنحو ثمانين كيلوغراما لا يغطي محروقات القارب الكبير مع انخفاض الأسعار.
فيما يأمل الصياد امجد سعيد ان تعود أسعار الدجاج الى الارتفاع مجدداً حتى يتسنى تحسين أسعار الأسماك التي باتت ليست أولوية بالنسبة للمواطنين.
وقال سعيد، انه يضطر الى بيع الأسماك بالأسعار التي يريدها التجار نظراً للصعوبات الكبيرة التي يجدونها في تسويق الأسماك في الأسواق الرئيسية.
ولم تقتصر الخسائر على الصيادين أصحاب المركبات الكبيرة بل طالت الصيادين الصغار والذين يعتمدون في صيدهم هذه الأيام على صيد «السلطعون» بسبب انخفاض سعر الصندوق الى عشرين شيكلاً أي اقل من نصف ثمنه الأصلي.
وقال الصياد أكرم حجو، إن انخفاض الأسعار جعله يفكر جدياً بالتوقف عن صيد هذا النوع من الأسماك الشهية.
وأضاف، انه لم يعد مجدياً صيدها بسبب المخاطر الكبيرة المترتبة على صيدها وإخراجها من الشباك، مبيناً انه أصبح يجد صعوبة في تسويق محصول صيده بعد ان كان ينتظره المواطنون على شاطئ البحر ويتنافسون على شراء المحصول.
ويخشى حجو من استمرار انخفاض الأسعار لأيام طويلة والتي تشهد، أيضاً، ذروة صيد اسماك الكنعن والبلميدة والكلماري.
ودعا وزارة الزراعة إلى معالجة هذه المعضلة قبل حلول الكارثة بالصيادين وتجار الأسماك بشكل عام.
وبحسب احد مزارعي الدواجن فانه لا يتوقع أن تعود أسعار الدواجن إلى الارتفاع مجدداً خلال الأيام القريبة القادمة بسبب الفائض الكبير من الدواجن في الفقاسات في القطاع.
وعانى صيادو القطاع من انحسار غير مسبوق في صيد الأسماك خلال فصل الصيف الماضي بسبب تراجع كمية الأسماك المهاجرة والمواطنة داخل البحر بسبب الصيد الجائر ومحدودية المساحة المسموح لهم الصيد بها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
واعتاد مواطنو القطاع في مثل هذا الموسم على تفضيل شراء وتناول الأسماك وخصوصاً سمك السردين على باقي أصناف المأكولات الأخرى نظراً لفوائدها الكبيرة وطعامها اللذيذ والشهي.
ولم يعتد سكان القطاع منذ سنوات على انخفاض أسعار الدجاج الى هذا الحد بل يعانون طوال العام من ارتفاع الأسعار بشكل يفوق قدرة الغالبية العظمى على شرائه.
نقلا عن الايام