رام الله-الاقتصادي-قال رئيس الوزراء رامي الحمد الله: 'إن الوتيرة المتزايدة في الانتهاكات الإسرائيلية الممنهجة ضد شعبنا، وإمعان الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه في ممارسة الاعتداءات الميدانية وأعمال التنكيل والقتل ضد أبناء شعبنا العزل، إنما يستدعي التحرك الجدي والفاعل من قبل الأسرة الدولية، بكافة مؤسساتها وقواها المؤثرة، لتحمل مسؤولياتها المباشرة في إنشاء نظام حماية دولية لشعبنا في غزة والضفة الغربية بما فيها القدس والأغوار، وسائر المناطق المسماة (ج)، ومساءلة إسرائيل عن جرائمها المستمرة'.

وأضاف، خلال كلمته في حفل توقيع اتفاقية بين سلطة المياه والاتحاد الأوروبي، بقيمة 22 مليون يورو لبناء محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي في طوباس، 'أنقل لكم اعتزاز سيادة الرئيس الأخ محمود عباس، بكل السواعد والخبرات والطاقات التي تجتمع لإنجاز مشاريع التنمية ودعم الصمود، والتي تخدم المواطنين وتمدهم بمقومات الحياة الكريمة، وأتوجه بكل التقدير لسلطة المياه على الجهود الحيوية التي تبذلها، لتنظيم وإدارة قطاع المياه والصرف الصحي في فلسطين، وبما يضمن تأمين الحقوق المائية لشعبنا، والاستخدام الأمثل للموارد المتاحة'.

وتابع الحمد الله: 'ردنا العملي على جرائم الاحتلال وطغيانه، هو المزيد من العمل الإيجابي الدؤوب لبناء وطننا وتعزيز صمود أبنائه وتوفير مقومات حياته'، مشيرا إلى أن إطلاق مشروع 'صرف صحي تياسير- طوباس'، يشكل إضافة هامة على صعيد تحسين واقع حياة أبناء شعب فلسطين، خاصة في ظل ما يتهددهم بفعل الاستيطان ومخاطره، واستهداف إسرائيل للمصادر المائية الفلسطينية والأرض والمشاريع التطويرية، ومحاولة التضييق على الشعب في كل مكان.

وقدم الحمد الله الشكر للاتحاد الأوروبي، لمواكبته احتياجات أبناء شعب فلسطين، ولمساهمته مع الحكومة الفلسطينية في وضع أسس وركائز الدولة، ولدعمه بسخاء استنهاض قطاع المياه والصرف الصحي. مشيرا إلى أن الاتحاد قدم تمويلا يقدر بحوالي 22 مليون يورو لتنفيذ هذا المشروع الذي يعالج مشاكل أساسية تواجه محافظة طوباس، التي تتفاقم فيها المشاكل البيئية والصحية، جراء تزايد عدد الحفر الامتصاصية، وتسرب المياه العادمة إلى الأراضي الزراعية، ما يؤثر سلبا على واقع الزراعة والمياه الجوفية فيها.

بدوره بين رئيس سلطة المياه مازن غنيم، أن فكرة المشروع بدأت في 2009-2010 من خلال تمويل مؤسسة 'ادور جارون' الفرنسية بإعداد دراسة أولية عن جدوى انشاء محطات معالجة لمياه الصرف الصحي في منطقتي شرقي نابلس ومنطقة محافظة نابلس، والتي كانت نتيجتها إنشاء محطة نابلس الشرقية، حيث جاري العمل على تنفيذها، وإنشاء محطة شرقي تياسير، بالاضافة الى إنشاء محطة ضمن حوض وادي الفارعة.

وتطرق الى مكونات المشروع الاساسية وهي: شبكات تجميع لمياه الصرف الصحي في كل التجمعات السكنية لمدينة طوباس 'الجزء الشمالي' ولمدينة عقابا وقرية تياسير، حيث إن المجموع الكلي للأطوال هو حوالي 50 كم، وبأقطار ما بين 200 ملم– 450 ملم، ومحطة معالجة لمياه الصرف الصحي بقدرة متوسطة حوالي 4300 م3 يوميا، وبجودة عالية تصنف A للاستخدام الزراعي، ونظام توزيع للمياه المعالجة من مضخات وخزانات وشبكة توزيع.

فيما أكد محافظ طوباس ربيح الخندقجي حاجة المحافظة لتنفيذ هذا المشروع الذي سيساهم في حل مشاكل زراعية وبيئية وصحية ويعزز صمود أهالي طوباس، ويخدم العمل الزراعي من خلال تأمين كميات مياه للزراعة من خلال إقامة هذه المحطة، متمنيا أن تتضافر الجهود لايجاد التمويل اللازم من أجل المرحلة الثانية من المشروع لتشمل المنطقة الجنوبية، وبالتالي التقليل من التلوث البيئي، لافتا إلى أن المحافظة حظيت بتنفيذ مشاريع حيوية مولت من قبل الحكومة الفرنسية، مثمنا دورها واهتمامها في اقامة مشاريع حيوية هامة.

بدوره قال نائب ممثل الاتحاد الاوروبي ديفيد حير، المياه حق أساسي من حقوق الإنسان ولكن لسوء الحظ فإن الفلسطيني يحصل على الحد الادنى من مستويات المياه للفرد، لذلك وسعيا لتحسين الوضع في المنطقة فقد صنف الاتحاد الاوروبي قضية المياه والصرف الصحي كقطاع ذي أولوية، خاصة في اطار المساعدات المالية الاجمالية إلى الشعب الفلسطيني.