بعد مرور عام على مؤتمر المانحين لإعادة إعمار قطاع غزة لا تزال معاناة المتضررين قائمة مع دخول فصل الشتاء الثاني عليهم نتيجة عدم ادخال كميات كافية من مواد البناء.
وكانت اسرائيل شنت في يوليو 2014 حربا على القطاع استمرت 51 يوما حصدت الأخضر واليابس واستشهد خلالها 2300 مواطن وجرح فيها اكثر من 11 الف اخرين بالإضافة الى تدمير أكثر من 90 الف منزل ما بين تدمير كلي وجزئي وناهيك عن المنشآت والمؤسسات والطرقات.
بعد توقف الحرب وفي 12 أكتوبر/تشرين الأول من العام 2014 عقد مؤتمر لإعادة إعمار غزة في القاهرة برعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ومشاركة خمسين منظمة وحكومة وتعهدت الدول المشاركة بتقديم 5.4 مليارات دولار للفلسطينيين، نصفها لإعادة إعمار القطاع الذي لحق به دمار واسع.
وتسيير عملية الاعمار وفق خطة روبرت سيري مبعوث عملية السلام في الشرق الأوسط التي رفضها الفلسطينيون كونها تدير الحصار المفروض على القطاع منذ ثمانية أعوام، تتضمن آلية رقابة وفق نظام حاسوبي تشرف على إدخال واستخدام جميع المواد اللازمة لإعادة إعمار ما دمرته الحرب في غزة.
ناحي سرحان وكيل وزارة الاشغال العامة في قطاع غزة قال :" إن مواد البناء التي تدخل القطاع عبر معبر كرم ابو سالم التجاري للمباني الجديدة والمتضررة بشكل جزئي لكن المشكلة في المعبر الذي لا يستطيع ادخال مواد البناء للمتضررين".
وأضاف وكيل وزارة الاشغال في حديث لمراسل "معا" انه جاري العمل لإعمار 1200 وحدة سكنية دمرت بشكل كلي وهناك موافقة لإعمار 120 الف وحدة دمرت بشكل جزئي لكن المشكلة في المعبر".
وأوضح سرحان أن المعتمدين للحصول على مواد البناء اكثر من الكميات التي تدخل لغزة، مشيرا إلى ان معبر كرم ابو سالم التجاري لا يستطيع الإيفاء بمتطلبات الاعمار .
ودعا وكيل وزارة الاشغال إلى فتح باقي المعابر المغلقة مثل معبر كارني وصوفا ونال عوز وغيرهم من المعابر لإدخال كميات تلبي احتياجات المتضررين.
واشار سرحان الى ان ما وصل من المبلغ الذي رصده مؤتمر المانحين قرابة 80 مليون دولار للهدم الكلي وحوالي 150 مليون دولار للأضرار الجزئية.
من جهته وصف أمجد الشوا مدير شبكة المنظمات الاهلية عملية الاعمار بالصفر الكبير لكل الاطراف على الرغم من الشيء البسيط الذي تحقق.
وقال الشوا في حديث لمراسل "معا" لكن المعاناة لا زالت تتفاقم والواقع الانساني هو الاصعب حيث بطالة وفقر وانعدام الامن الغذائي ووصلت الى نسب غير مسبوقة في تاريخ قطاع غزة"، مضيفا "ان شروط الاعمار الحقيقية غير متوفرة وبخاصة تدفق اموال المانحين ورفع الحصار وتحقيق الوحدة".
وتابع :"نحن ننظر الى الاعمار ضمن رؤية شمولية وليس فقط اعمار عدد قليل من المنازل واصلاح اضرار هنا وهناك بل الى اعطاء الامل لأهالي القطاع وتوفير فرص افضل للحياة".
وسرد يقول :"للأسف هناك بطء في ارسال اموال المانحين اضافة إلى استمرار حالة الحصار في ظل ما يسمى بالآلية الدولية الية روبرت سيري التي قيدت دخول مواد الاعمار اضافة الى الانقسام السياسي بالإضافة الى ظروف المنطقة والاقليم".
وأشار إلى أن عملية الاعمار يجب الا تقتصر على مفهوم الاعمار الانشائي أي بمعنى تصليح ما هدم او اعادة بناء ما دمر بل يجب أن تكون عملية ترميم شاملة ومتعددة المسارات بحيث تشمل ترميما واعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني.
وأكد الشوا أن عملية الاعمار تتوقف بسبب الانقسام السياسي التي تعيشه قطاع غزة وأن حالة أصحاب البيوت صعبة للغاية مع قدوم فصل الشتاء.
واشار إلى أن نسبة البطالة زادت عن ال 50% في غزة وهناك عائلات غزية تعيش تحت خط الفقر بنسبة 60% بالإضافة إلى انعدام الأمن الغذائي بنسبة 75%.
نقلا عن معا.