الاقتصادي- يخشى المزارع الفلسطيني، رأفت لافي، تكبد خسائر مالية مع بدء موسم حصاد أشجار الزيتون التي يمتلكها في أرضه شمالي قطاع غزة، جراء انخفاض حجم الإنتاج مقارنة مع العام الماضي، بفعل المتغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف المنصرم.
ويقول لافي لـ"العربي الجديد"، إنّ موسم الزيتون لهذا العام يعتبر الأضعف منذ عدة سنوات بفعل التغيرات المناخية، إلى جانب استهداف الاحتلال الإسرائيلي للعديد من الأراضي الزراعية في عدوانه الأخير على القطاع صيف 2014، وتجريفه لآلاف الأشجار المعمرة.
ويوضح المزارع الغزي، أنّ الكثير من مزارعي الزيتون يعتمدون بشكل كبير على ما تنتجه أراضيهم من زيتون وزيت لتوفير احتياجاتهم اليومية على مدار العام، إلا أنّ انخفاض الإنتاج في هذا العام سيدفع الكثيرين للبحث عن زراعة محاصيل جديدة لسد احتياجاتهم الحياتية.
ويضيف لافي: "كل التوقعات للموسم الحالي كانت تشير لارتفاع الإنتاج مقارنة مع الموسم الماضي الذي شهد اعتداءات إسرائيلية على أراضي المواطنين وتجريفه لمئات أشجار الزيتون، إلا أنّ التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير في فصل الصيف أثر على الإنتاج".
أما المزارع بهجت نبهان فلم يكن أفضل حالاً من سابقه، بعد أنّ تعرضت أرضه الزراعية الواقعة شرق بيت حانون شمالي قطاع غزة للتجريف واستهداف الاحتلال في الحرب الأخيرة، الأمر الذي كبده خسائر مالية كبيرة نتيجة فقدانه عشرات الأشجار المثمرة من الزيتون.
ويقول نبهان لـ"العربي الجديد"، إنّ انخفاض إنتاج الزيتون لهذا العام سينعكس بالسلب على حجم الإيرادات المالية العائدة للمزارعين، والشركات المتخصصة في إنتاج الزيت، وسيكبدها خسائر مالية كبيرة بسبب شح الكميات المعروضة، ولجوء التجار لاستيراد الزيتون من الضفة الغربية والخارج لسد العجز.
ويرجع الخمسيني الفلسطيني، أبرز أسباب انخفاض الإنتاج العام الحالي إلى المواد الكيمائية التي قصف بها الاحتلال القطاع في حروبه الثلاث على غزة.
ويوضح نبهان أنّ أسعار الزيتون لهذا العام ستكون الأكثر ارتفاعاً عن المواسم الماضية، بسبب قلة الكميات التي أنتجتها الأراضي الزراعية للمزارعين في القطاع، وارتفاع التكلفة، ما سينعكس بالسلب على حجم العوائد للمزارعين والتجار.
اقرأ أيضاً: موجة حر قاسية تضرب زراعة فلسطين
ويوفر موسم حصاد الزيتون سنوياً فرص عمل مؤقتة لعشرات العاطلين عن العمل في ظل ارتفاع معدلات البطالة لنحو 42% غالبيتهم من الشباب، عدا عن ارتفاع نسبة الفقر لنحو 80%، واعتماد شريحة كبيرة من السكان على المساعدات الإغاثية.
بدوره، يرجع رئيس قسم البستنة الشجرية في وزارة الزراعة بغزة محمد أبو عودة انخفاض إنتاج الزيتون لهذا الموسم لتجريف الاحتلال الإسرائيلي في حرب غزة الأخيرة لنحو 5 آلاف دونم من الأراضي الزراعية غالبيتها لأشجار الزيتون المعمرة.
ويقول أبو عودة لـ"العربي الجديد"، إنّ أحد أسباب انخفاض إنتاج الزيتون تعود إلى ظاهرة زراعية طبيعية بحيث يكون إنتاج الشجرة جيداً لعام والعام التالي يكون أقل إنتاجا، بالإضافة إلى اختلاف الظروف الجوية من ارتفاع لدرجات الحرارة وانخفاضها وهبوب الرياح.
وتوقع أبو عودة أنّ يصل إجمالي إنتاج الزيتون المتوقع لهذا العام لـ 14 ألف طن، مقابل 20 ألف طن في العام الماضي، حيث تبلغ المساحات المزروعة بأشجار الزيتون في القطاع بنحو 35 ألف دونم كشجر مثمر وغير مثمر، وينتج الدونم الواحد 570 كيلو من الزيتون.
ويشير إلى أنّ نسبة الزيتون الموسم الحالي تعتبر ضعيفة مقارنة مع المواسم السابقة، حيث لن تتجاوز نسبة الإنتاج لـ 50% وهي أقل من نسبة المواسم الماضية، وسيلجأ التجار والمزارعون ومعاصر الزيت لاستيراد كميات من الضفة الغربية لسد العجز الحاصل.
ويوضح أبو عودة أنّه سيتم استهلاك 4 آلاف طن للتخزين المنزلي، فيما سيتم استخدام 10 آلاف طن في استخراج الزيت، والذي تقدر كميته بنحو 1700 طن زيت، علماً بأن احتياج القطاع من الزيت 3500 طن أي أن هناك حاجة لما يتراوح بين 1700 إلى 1800 طن سيتم إدخالهم من الضفة الغربية.
وتعمد الاحتلال الإسرائيلي خلال حروبه العدوانية العسكرية الثلاث استهداف الأراضي الزراعية وقصفها بمئات القذائف، الأمر الذي أدى لتدمير مئات الدونمات من الأشجار وتحويل الأراضي لمناطق غير صالحة للزراعة، وتكبيد أصحابها خسائر باهظة.
نقلا عن العربي الجديد.