الاقتصادي -يعتبر موسم قطاف الزيتون موسم فرح وبهجة للمزارعين، الذين ينتظرونه بشغف وهمة، بينما ينتظره المزارع الفلسطيني بالخوف والرهبة، بسبب مضايقات المستوطنين وقيود الاحتلال في المناطق الملاصقة للمستوطنات والبؤر الاستيطانية.
منذ نهاية السبعينات وحتى منتصف الثمانينات ازدادت وتيرة الاستيطان في فلسطين، وفي محافظة نابلس بشكل خاص، حيث تأسست في تلك المرحلة 10 مستوطنات، أما الآن فيحيط نابلس وريفها، 14 مستوطنة، و37 بؤرة استيطانية، و 14 موقعا عسكرية تابعة لجيش الاحتلال، وحسب معهد الأبحاث التطبيقية أريج فإن هذه المستوطنات والبؤر والمواقع تسيطر على '28093' دونما من مساحة أراضي المحافظة.
وقال المزارع عبد الباسط تيسير من اللبن الشرقية، إن الاحتلال يسمح للمزارعين مرتين في السنة لدخول أراضيهم القريبة من مستوطنتي 'عيليه' و'معالي ليفونه'، مرة للحراث ومرة لقطاف الزيتون، منوها إلى أن أيام حراثة الأرض أقل من الأيام المخصصة للقطاف، وأن الزيتون الذي تمتلكه عائلته يحتاج إلى 12 يوم قطاف، مما يدفعهم في كل موسم لاستجلاب 15 عاملاً من أجل قطف سريع، ويكبدهم هذا دفع 100 شيقل يومية للعامل، بينما لا يُتنج الموسم ما يدفعونه عليه.
وأضاف، هناك ما يقارب الـ30 عائلة من قرية اللبن الشرقية تملك ألف دونم بحاجة لتصاريح وتنسيق لدخولها في مناطق جبل الرهوات وجبل الباطن وواد علي، مما يجعل مئات المواطنين مقيدين بأيام مُحددة من قبل سلطات الاحتلال، وهذا جعل انتاجية الارض الربع، بسبب عدم تمكن أصحابها من الوصول إليها بحرية والاعتناء بالشجر، والحراثة وإزالة الشوائب.
في يانون إلى الشرق من مدينة نابلس، والتي يحيطها خمس بؤر استيطانية، يعاني الأهالي من قلة الأيام المخصصة للقطاف والعناية بالأرض، وتصل مساحة الأرض التي يمتلكها مزارعو يانون وبحاجة للتصاريح نحو 3 آلاف دونم، يقول المزارع راشد مرار.
ويضيف مرار، 'في الظروف العادية نحتاج إلى 30 يوم قطاف، لكن الاحتلال يقيدنا بثلاثة أيام، ثم يمددها أربعة أيام أخرى، لكن هذا لا يمنحنا القطاف بشكل طبيعي، حتى أنه لا يكفي لاستطلاع الشجر والكشف عنه، فكيف بقطافه! وكذلك أيام الحراث التي يخصصها الاحتلال قليلة جدا بالنسبة لما تحتاجه الأرض، فأربعة أيام لا تكفي لمساحة تتطلب 40 يوماً، وهذا كله أدى إلى خراب الأرض وشلل الأشجار'.
وأشار مدير دائرة الزيتون في وزارة الزراعة رامز عبيد إلى أن المواطنين يمتلكون 40 ألف دونم على مستوى الضفة محاطة بالمستوطنات والجدار والمناطق التي تعتبرها دولة الاحتلال مناطق أمنية يمنع الوصول اليها الا بتنسيق او تصاريح، وأن هذه المساحات تراجعت انتاجيتها بنسبة 50% لأن هذه الاشجار بحاجة إلى رعاية.
نقلا عن وفا