رام الله - الاقتصادي - في إطار مساهماتها لدعم الفئات المهمشة وتمكين الجمعيات الخيرية من تقديم خدماتها للشرائح المجتمعية المهمشة ولذوي الاحتياجات الخاصة، قدمت شركة المشروبات الوطنية كوكاكولا/كابي تبرعاً لجمعية النهضة النسائية في رام الله، حيث تبرعت بماكنة CNC التي تقوم بقص الخشب وفق أنظمة تقنية حديثة، حيث سيتم استخدامها في مشغل الجمعية لإنتاج الألعاب التربوية والتعليمية.
وجرى تسليم ماكنة CNC وتشغيلها اليوم الأربعاء في مقرّ الجمعية برام الله، بحضور السيد علاء العيساوي نيابةً عن السيد عماد الهندي مدير عام شركة المشروبات الوطنية، والسيد جورج رنتيسي مدير عام الجمعية، وعدد من عضوات الهيئة الإدارية للجمعية، كما قامت الهيئة الإدارية للجمعية بتسليم شركة المشروبات الوطنية درعاً تكريميةً تقديراً لدعم الشركة المتواصل للجمعية.
وأكد عماد الهندي "أن الشركة تولي اهتمامها لدعم فئات ذوي الاحتياجات الخاصة، وتخصيص الدعم لتطوير الجمعيات المتخصّصة بخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة، لتمكينها من تأهيل وتدريب هذه الفئة، وتطوير مهاراتهم، وليتمكنوا من الاندماج مع المجتمع المحلي، والاعتماد على أنفسهم ولو جزئياً، والتفاعل مع المجتمع كأفراد فاعلين، وتصويب النظرة السلبية القديمة عن هذه الفئة، والتي هي بحاجة إلى تكثيف الجهود لدعمهم كونهم جزءاً من المجتمع".
وأشاد الهندي بدور وجهود جمعية النهضة النسائية التي شهدت تقدماً مشهوداً له في خدماتها المقدمة لشريحة ذوي الاحتياجات الخاصة في مجتمعنا، لما لهذا الدور من أهمية في مساندة هذه الفئة، ويتحتم على الجميع الإسهام في دعم الجمعية، وغيرها من المؤسسات العاملة في هذا المجال، مبيناً أن القطاع الخاص الفلسطيني هو شريك لمؤسسات المجتمع في تعزيز قدرات الشرائح المهمشة، متمنياً أن توجه مؤسسات القطاع الخاص دعمها لهذه الفئة، ومساعدة المؤسسات الأهلية والمجتمعية في تقديم خدماتها لذوي الاحتياجات الخاصة.
بدوره، أعرب جورج رنتيسي عن اعتزازه بالتعاون المستمر مع شركة المشروبات الوطنية، معتبراً الشركة من الشركاء الرئيسيين للجمعية، متمنياً استمرار هذه الشراكة والتي تصب في مصلحة تعزيز الخدمات المقدّمة للأطفال والفتيان والفتيات من ذوي وذوات الاحتياجات الخاصة. موضحاً أن ماكنة قصّ الخشب (CNC) ستُسهم في تحسين جودة المنتجات من الألعاب التربوية والتعليمية، لاسيما وأن الماكنة الحديثة سهلة الاستخدام من قِبل ذوي الإعاقات الذهنية، كما ستحسّن من كمية الإنتاج ونوعية المنتجات مما سيعزز من مبيعات الألعاب التربوية والتعليمية إلى رياض الأطفال ومراكز التربية الخاصة والمدارس، حيث يذهب ريعها لصالح تطوير خدمات الجمعية ودفع رواتب العاملين في المشغل من ذوي الاحتياجات الخاصة، هذا إلى جانب توفير منتجات محلية من الألعاب التربوية ذات جودة وبمواصفات عالمية آمنة كبديل عن استيراد أو ابتياع الألعاب المستوردة.
وأوضح رنتيسي أن بعض طلبة الجمعية والذين يتم تأهيلهم في سنوات الطفولة داخل الجمعية، يتم تدريبهم لاحقاً على معدات الحرف المهنية المتنوعة، لتمكينهم من الحصول على فرص للدخل في المستقبل تضمن لهم العيش الكريم، حيث تقوم الجمعية، والتي تأسست عام 1925، بتدريب الطلبة والطالبات من ذوي وذوات الإعاقة على مهارات النجارة، وصناعة الألعاب التربوية، والطباعة على القماش، والتطريز وغيرها من المهارات اليدوية والحرفية، لافتاً إلى أن الجمعية اليوم تخدم 60 طالباً وطالبة من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وأردف رنتيسي أن الجمعيات العاملة في مجال تأهيل ذوي الإعاقات الذهنية هي بأمسّ الحاجة للدعم من أجل توظيف المزيد من العاملين والأخصائيين وتطوير الخدمات وبالتالي تعزيز قدرة هذه الجمعيات والمراكز على استيعاب المزيد من المستفيدين من ذوي الاحتياجات الخاصة، خاصةً وأن محافظات الوطن تفتقر لمثل هذه المراكز المتخصصة التي تُعنى بتدريب ذوي الإعاقة الذهنية ولاسيما فئة الشباب والفئات العمرية الأكبر ليتمكنوا من العمل في المجالات المناسبة لهم، مشيراً إلى أن العديد من طلبة الجمعية هم اليوم موظفون وعاملون في عدد من المصانع وورش النجارة والمحال التجارية ومشاغل الخياطة.
من جانبه، ثمّن علاء العيساوي جهود جمعية النهضة النسائية لاستيعاب ذوي الاحتياجات الخاصة والإعاقة الذهنية، ما من شأنه إنقاذ هذه الشريحة من الإهمال والمستقبل المظلم. مؤكداً أن الشركة مستمرة في دعمها لذوي الاحتياجات الخاصة، ليكونوا أفراداً فاعلين في المجتمع، لأنه حق طبيعي وإنساني لهذه الفئة، خاصة أن هناك العديد من ذوي الإعاقة الذين لم يحظوا بفرصة التدريب والتأهيل وظلوا حبيسي المنازل، مما يشكل عبئاً كبيراً على العائلات الفقيرة والمهمشة، لذا فإننا في الشركة نؤمن أنه من الضروري الالتفات لدعم هذه الفئة وتمكين الجمعيات من تطوير خدماتها لاستيعاب المزيد من ذوي الاحتياجات الخاصة.