رام الله -الاقتصادي- في إطار مبادرة كلينتون العالمية (CGI) قامت مؤسسة التعاون بتقديم التزاماً بقيمة 7.3 مليون دولار، لدعم مبادرات تشغيل الشباب في فلسطين وتونس بهدف دعم وتمكين الشباب، وتوفير فرص التدريب على المهارات الحياتية والعملية،
وتهدف هذه المبادرة إلى البناء على نجاحات برنامج تشغيل الشباب (YES) المنفذ حاليا في فلسطين، وتوسيعه ليشمل بعض البلدان العربية بدءاً من تونس من خلال مشروع مدته 3 سنوات، لخلق فرص عمل وتدريب على المهارات الحياتية والعملية لأكثر من 1800 شابة وشاب في فلسطين، وتوفير أكثر من 200 فرصة عمل للشباب في السوق المحلي والاقليمي، بالاضافة الى تمكين مئات الرياديين من الحصول على الدعم والتدريبات الفنية، والوصول الى التمويل اللازم لتطوير مشاريعهم الخاصة المدرة للدخل، وتدريب خريجي الجامعات واعدادهم لسوق العمل من خلال رفدهم بمهارات تكنولوجيا المعلومات.
جدير بالذكر ان برنامج تشغيل الشباب (YES)، هو برنامج ينفذ بادارة مؤسسة التعاون منذ العام 2009، بهدف زيادة فرص العمل للشباب من الجنسين، وزيادة مستوى الدخل لديهم. حيث يستهدف البرنامج في انشطته المتعددة الخريجين الجدد من الجامعات والمعاهد التقنية، ويزودهم بالمهارات الحياتية والتقنية، ويكسبهم الخبرة العملية التي توفرها المؤسسات المشغلة في عدة قطاعات انتاجية وخدماتية، حيث استفاد من البرنامج لتاريخه أكثر من 4500 شاباً منهم (58٪) إناث، فيما يساهم أكثر من 1300 من أرباب العمل في تقاسم تكاليف الموظفين الجدد مع مؤسسة التعاون بهدف بناء قدراتهم واعدادهم للعمل.
وقد حقق برنامج تشغيل الشباب نجاحات مميزة حيث مكّن ما يقارب من 70% من الخريجين والخريجات المشاركين بالبرنامج من الحصول على فرص عمل مستدامة في مؤسسات وشركات فلسطينية. كما ساهم في خلق 700 فرصة عمل جديدة، وتأسيس حوالي 400 شركة تجارية صغيرة جديدة، وتوسيع أكثر من 150 منشأة أعمال تجارية، وتحسين مستوى الدخل السنوي على مدار 3 سنوات بما يقارب 20 مليون دولار.
وتأمل مؤسسة التعاون ان تقوم بنقل نجاحات برنامج تشغيل الشباب إلى دول عربية أخرى. فقد تم اختيار تونس كبداية نظراً للتجربة الديمقراطية الناجحة فيها بعد الربيع العربي، ونظراً أيضاُ لحاجتها الملحة لدعم الشباب للسعي إلى مستقبل أفضل، وخاصة أولئك الحاصلين على شهادات جامعية، ولتحقيق ذلك فإن مؤسسة التعاون ستشترك مع مؤسسة التعليم من أجل التوظيف - فرع تونس (EFE/Tunisia)، للمساهمة في تدريب وتوظيف 1000 شاب وشابة خلال الثلاث سنوات القادمة.
من جانبها ستساهم مؤسسة التعاون بتقديم 2.5 مليون دولار من قيمة المشروع الكلية والبالغة 7.3 مليون دولار، وتأمل المؤسسة من المؤسسات والجهات المانحة والأفراد المؤمنين بضرورة الاستثمار في الشباب من كلا الجنسين كعامل محفز للتغيير والنهوض بواقعهم، المساهمة في استكمال المبلغ المطلوب للمضي قدماً في تنفيذ البرنامج في فلسطين والدول المجاورة الأخرى في الشرق الأوسط.
مؤسسة التعاون
هي مؤسسة أهلية غير ربحية مستقلة أسسها عام 1983 مجموعة من الشخصيات الاقتصادية والفكرية الفلسطينية والعربية، بهدف تقديم المساعدات التنموية والإنسانية للفلسطينيين في فلسطين، ومخيمات الشتات في لبنان. وعلى مدى الثلاثين سنة الماضية، استثمرت مؤسسة التعاون ما قيمته 600 مليون دولار لامست فيها حياة ما ينوف عن مليون فلسطيني سنويا في مجالات: التعليم، وتبني الأيتام، والثقافة وإعمار البلدات القديمة، وتمكين الشباب، والتنمية المجتمعية، بما فيها الصحة والزراعة والمساعدات الانسانية، مركّزة بذلك على دعم الابداع وخاصة بين الفئات الأقل حظاً.
ويعرف عن المؤسسة حسن الادارة والشفافية، حيث تلقت العديد من الشهادات والجوائز نتيجة ممارساتها الصحيحة وشفافيتها في تنفيذ مشاريعها، مثل جائزة آغا خان للترميم الهندسي للمباني التاريخية وجائزة كامبدن الخيرية.
مبادرة كلينتون العالمية
أنشئت المبادرة في العام 2005 من قبل الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون،ومن خلال مؤسسة كلينتون حيث يلتئم في مبادرة كلينتون العالمية، قادة عالميون من أجل غة وتفعيل حلول مبتكرة للمشاكل العالمية الراهنة. ومنذ 2005، جمعت مبادرة كلينتون العالمية اكثر من 10 رئيس حالي او سابق، واكثر من 20 فائز بجائزة نوبل، والمئات من مدراء الشركات، ورؤوساء المؤسسات الغير حكومية والجمعيات الخيرية واعضاء القطاع الصحفي. وقد قدم أعضاء مبادرة كلينتون العالمية لتاريخه أكثر من 3200 "التزاما من أجل العمل" ساهمت في تغيير حياة ما يفوق 430 مليون شخص في أكثر من 180 بلدا.
وترتكز "مبادرة كلينتون العالمية" على منظور جديد للمساعدة على التنمية والتآخي والتآزر بين البشر، كما أنها تعتبر أن المقاربات التقليدية في مجال المساعدة غير كافية لرفع التحديات العالمية الكبرى المتعلقة بالمرحلة الراهنة، وأن الحلول القائمة على مبدأ السوق تعد بالكثير، من أجل التقليص من هذه المشاكل العويصة على مستوى واسع.
ولعل الجديد في هذا التوجه هي العلاقة المباشرة بين المنحة والنتائج والمشاركة المباشرة للمانحين في العمل التآزري والأنشطة التي تكتسي طابع المصلحة العامة. وتتوخى مبادرة كلينتون العالمية إرساء مفهوم خاص للتحالفات بين فاعلين مختلفين وفق منهجية عمل موحدة.