اصطحب المواطن العشريني عبد اللطيف الحداد من حي الزيتون وسط مدينة غزة ابنه براء ذو الأربعة أعوام ونصف العام الى أماكن تجمع باعة ألعاب الاطفال ليشتري له لعبة يسعده بها وخاصة أن عيد الاضحى بات على حلوله أيام قليلة.
وبمجرد أن وصل الحداد برفقة ولده براء أحد باعة ألعاب الاطفال بمنطقة الرمال بمدينة غزة اتجهت أنظار الطفل الصغير الى ألعاب "الخراف" وطلب من أبيه أن يشتري له تلك اللعبة ليقوم بتقليد جده "والد أبيه" بعد أن شاهده وهو يضحي بخروف صباح عيد الاضحى العام السابق.
وتلفت ألعاب خراف الاطفال المكسوة بالصوف الابيض والرأس والقدمين باللون البني أطفال أهالي غزة, ما يجبر ابائهم على شرائها لهم. يؤكد الحداد أنه ذهب الى السوق ليشتري لعبة العيد لولده, وكان يظن أن ابنه براء سيختار كمعظم أطفال غزة ألعاب ملفتة للنظر كسيارة مضيئة أو ألة تطلق أغاني الاطفال ولم يتوقع أن تذهب انظار ولده للعبة الخروف تحديدا.
ويضيف" استغربت هذه المرة من اختيار ابني براء لتلك اللعبة, وأصر ان اشتريها له, فقمت بسؤاله لماذا انت مصر على لعبة الخروف؟ فأجابني بأن رأى جده العيد السابق يضحي فأراد تقليده بخروف غير حقيقي".
ويتابع" نشترك مع والدنا كل عيد أضحى ونقوم بشراء أضحية العيد, لكن سيأتي عيد الاضحى بعد أيام قليلة ولا نستطيع تطبيق سنة الله ورسوله بسبب الاوضاع الاقتصادية الصعبة ولا طاقة لنا بثمنها".
وعزف الكثير من مواطني قطاع غزة عن شراء أضحية العيد بسبب ارتفاع سعر الاضاحي وجملة الازمات الاقتصادية التي يعيشها أهلي القطاع, اضافة الى أزمة الكهرباء التي تعصف بالمواطنين.
أما الشاب أكرم النحال سكان مخيم الشاطئ فقام بشراء لعبة الخروف لابن اخيه عبيدة البالغ من العمر أربعة أعوام من بائع على بسطة بشارع فهمي بيك بالقرب من ميدان فلسطين وسط مدينة غزة ليدخل السرور إلى نفسه مع اقتراب العيد.
ويؤكد النحال انه جلب لابن اخيه تلك اللعبة بناء على رغبته كون والده كان يصطحبه الى بسطات الالعاب ليشتري له ألعاب العيد قبل حلوله ولكن والد وافته المنية قبل شهرين بسبب اصابته بمرض السرطان, فأصر ان لا يحرمه من الفرحة بالعيد كما حرم من رعاية والده وهو طفل صغير.
ويضيف النحال" ابن اخي اختار لعبة خروف العيد ليقوم بالتضحية به فور الانتهاء من صلاة العيد, كونه كان يشاهد الكبار وهم يذبحون الخراف والعجول, فأراد أن يقوم بذلك الامر بنفسه".
وأضحت ألعاب خراف العيد متوفرة بشكل كبير بالأسواق وخاصة مع قرب حلول عيد الاضحى المبارك بناء على رغبة الاطفال بامتلاكها والتضحية بها صباح عيد الأضحى المبارك ليقوموا بتقليد أهلهم وأقاربهم وجيرانهم.
يوضح الشاب منتصر العرقان صاحب بسطة لبيع ألعاب الاطفال بشاعر فهمي بيك وسط مدينة غزة أنه يمارس تلك المهنة منذ سنوات, فهو يقوم بشراء ألعب الاطفال من أحد التجار بسعر الجملة ويقوم ببيعها لأهالي الاطفال ويجني من بيعها ربح يكفيه لاعالة أسرته المكونة من 4 أفراد.
ويؤكد العرقان أنه لاحظ الطلب الكبير على ألعاب خراف العيد وعزوف الكثير من الاطفال عن شراء الالعاب المضيئة التي لفتت أنظارهم خلال الاعوام السابقة مما اجبره على شراء كمية كبيرة من تلك الخراف وعرضها على بسطته ليقوم ببيعها لأهالي الاطفال.
ويضيف" جلبت من أحد التجار حوالي ثلاثمائة قطعة من ألعاب الخراف منذ أيام قليلة ولم يتبقى منها سوى خمسة قطع فذلك مؤشر على الطلب الكبير على تلك الالعاب, وسعر اللعبة الكبيرة 35 شيكل, والمتوسطة 25 شيقلا, والصغيرة 15 شيقلا فأسعارها تناسب الجميع".
ويتابع ساخرا" هؤلاء الاطفال بفكروا حالهم عنجد رح يضحوا بالخراف اللعبة’ فهو يشبه الخروف الحقيقي ولكن بحجم أصغر, يلا خليهم بنبسطوا بالعيد".
عن "الحياة الجديدة"