يشتاق المقدسيون هذه الأيام إلى شعيرة ذبح الأضاحي بسبب الاجراءات التي تفرضها سلطات الاحتلال التي تحرم المواطنين من الذبح في منازلهم كما هو دارج في باقي المناطق وفي حال تم ذلك يغرم صاحبها بـ 45 ألف شيقل.
ومع تصادف عيد الاضحى مع عيد الغفران اليهودي فرضت سلطات الاحتلال على تجار اللحوم والدجاج اجراءات للتضييق عليهم، وتحديد الأسواق التي بامكانهم الحصول منها على اللحوم والدجاج لملاحمهم.
ويقول طارق عليان صاحب ملحمة في حي الثوري جنوب الاقصى لـ"الحياة الجديدة": وزارة الصحة الاسرائيلية فرضت علينا تقليص كميات اللحوم والدواجن، خاصة مع تزامن عيد الأضحى مع "عيد الغفران" اليهودي الذي يكثر فيه اليهود المتدينون من تناول اللحوم.
ويصوم اليهود لمدة تزيد عن 24 ساعة يمتنعون خلالها عن الطعام والشراب وممارسات اخرى، لكنهم يسبقون ذلك الصيام بإعداد وتناول وجبة كبيرة، وهذا يؤدي الى عرض كميات كبيرة من اللحوم للاستهلاك، وضمن ذلك يفرض على التجار الفلسطينيين شراء جزء منها أيضا.
بدوره يقول الحاج ابو جودي ابو عيشة صاحب ملحمة في شارع السلطان سليمان في القدس المحتلة: الاحتلال يمنع ادخال اللحوم من الضفة لأسواق القدس، ويفرض غرامة مالية على أي أضحية لا يتم ذبحها في المسالخ. وهذه المسالخ موجودة في منطقتي العيزرية والرام في محيط القدس.
ويضيف أن اجراءات الاحتلال تحرم المواطنين من ممارسة السنة النبوية في عيد الاضحى، وتم إبلاغ اللحامين بها من قبل وزارة الصحة الاسرائيلية خلال اجتماع موسع معهم طرحت فيه اجراءات تلزمهم بشراء اللحوم من الاسواق والمزارع الاسرائيلية.
ويشير ابو عيشة إلى أن المواطن المقدسي يواجه صعوبات في الحصول على الاضحية، ويضطر للتوجه إلى حجز أضحيته قبل عيد الأضحى بثلاثة أسابيع ليحصل عليها بعد ان يتم ذبحها في المسالخ.
ويقول ظاهر الشرباتي 59 عاماً، وهو صاحب محل للحوم في سوق اللحامين: "في الماضي كان الراغبون بذبح الأضاحي يتوافدون للسوق من جميع المدن الفلسطينية لشراء الاضحية أو حجزها، أما اليوم فأصبح الأمر مختلفاً، وبدأت هذه العادة بالانقراض مع فرض الاحتلال القيود على بائعي اللحوم، واذا تم ضبط أضاح في مركبة قادمة من الضفة يتم فرض غرامة مالية على مالكها، وفي حال ذبح الأضحية امام المنزل تقوم وزارة الصحة الاسرائيلية او شرطة الاحتلال بمصادرة الاضحية بالكامل. ويضيف: "فرض سلطات الاحتلال للغرامات الباهضة على عشرات من المحلات في سوق اللحامين يؤدي الى اغلاقها.
ويقول مواطن طلب عدم ذكر اسمه انه يقوم بتهريب الاضحية حسب طلب الزبائن، خاصة ممن يسعون إلى تحدي الاحتلال والتمسك بشعائرنا الاسلامية والاحتفال بذبح الأضحية وتقديمها للفقراء في العيد.
نقلا عن "الحياة الجديدة"