نابلس: ستة آلاف عام ليست بعيدة جدا عن اليوم
AHC: 0.80(%)   AIB: 1.09(%)   AIG: 0.17(%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.25(%)   AQARIYA: 0.78(%)   ARAB: 0.75(2.74%)   ARKAAN: 1.31(0.00%)   AZIZA: 2.59(%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.49(0.00%)   BPC: 3.80(%)   GMC: 0.76(%)   GUI: 2.00(0.00%)   ISBK: 1.12(1.75%)   ISH: 0.98(%)   JCC: 1.55( %)   JPH: 3.58( %)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.47(%)   NAPCO: 0.95( %)   NCI: 1.70(3.03%)   NIC: 2.99(0.33%)   NSC: 2.95(%)   OOREDOO: 0.78(0.00%)   PADICO: 1.02(0.99%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 3.98(0.00%)   PEC: 2.84(%)   PIBC: 1.10(%)   PICO: 3.50(%)   PID: 1.90(%)   PIIC: 1.80(%)   PRICO: 0.29(%)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.07(0.93%)   RSR: 4.50(%)   SAFABANK: 0.66(4.35%)   SANAD: 2.20(%)   TIC: 2.98(1.02%)   TNB: 1.21(0.83%)   TPIC: 1.95(%)   TRUST: 2.85(%)   UCI: 0.40(%)   VOIC: 5.29(%)   WASSEL: 1.01(1.00%)  
12:00 صباحاً 08 أيلول 2015

نابلس: ستة آلاف عام ليست بعيدة جدا عن اليوم

وكالات-الاقتصادي-على تلة صغيرة بين جبلي جرزيم وعيبال عند تقاطع الطرق الرئيسية بين الشرق والغرب والشمال والجنوب، تقع بقايا وجدران نابلس القديمة المعروفة  باسم 'شكيم'، وهي ليست بعيدة كثيرا عن أحدث بناية حديثة.

كانت 'شكيم' واحدة من أهم مدن العالم.. يمكن اليوم مشاهدة أطلال تلك المدينة من شارع رئيس يحاذيها من جهة الشمال؛ بقايا جدران وأسوار ومعبد للآلهة الكنعانية.

يقول مدير مواقع محافظات الشمال بوزارة السياحة والآثار ضرغام الفارس، إن مدينة شكيم ذكرت في نقوش 'خو-سباك' ونصوص اللعنات المصرية في القرن التاسع عشر قبل الميلاد، كما ذكرت في رسائل تل العمارنة في القرن الرابع عشر قبل الميلاد كإحدى دويلات المدن يحكمها الملك 'لابايو'. وكانت هناك مراسلات بين حكام دويلات المدن الكنعانية التي كانت تابعة للحكم المصري في القرن الرابع عشر قبل الميلاد.

تبدو نابلس في شكلها الحالي تتوسع في كل الاتجاهات، في محيط 'شكيم' تظهر البنايات الجديدة تحيط بالمدينة القديمة من كل الاتجاهات. وتشير المصادر التاريخية إلى أن بداية السكن في نابلس القديمة كانت مع نهاية الألف الخامسة قبل الميلاد.

وعبد الكنعانيون أكثر من إله مثل 'إيل' و'بعل' و'عشتار'، إلا أن الإله 'إيل' كان يعتبر أبو الآلهة عندهم كما يقول الفارس. ويضيف: توالت على شكيم فترات تاريخية، سواء الحكم المصري والأشوريون والبابليون والفرس واليونان، ولغاية 107 قبل الميلاد كانت نهاية الفترة اليونانية على يد 'المكابي'.

هجر موقع تل بلاطة في فترات عدة، وأسست مدينة رومانية إلى الغرب من الموقع سنة 72 ميلادية عرفت باسم 'فلافيا نيابوليس'، وسميت لاحقا باسم نابلس منذ سنة 636.

تقدر مساحة شكيم بخمسين دونما، وترتفع عن سطح البحر 530 مترا، وتمتاز بوفرة مصادر المياه وخصوبة الأرض، ما وفر إمكانية العيش فيها.

يقول الفارس إن أول شخص تعرف على أنها مدينة شكيم التاريخية الألماني هيرمان تيرش عام 1903. كان تيرشن يبحث عن بقايا المدن التاريخية في فلسطين، اكتشفها بالصدفة عندما كان يسير ليلا وشاهد حجارة ضخمة شكلت جزءا من أسوار المدينة، وكتب ذلك لاحقا في مذكراته دون أن ينشر المعلومة على الملأ وقتها، ليظل الاكتشاف محصورا بالألمان.

وبحسب منشور لوزارة السياحة والآثار، كشفت التنقيبات عن التاريخ الاستيطاني في الموقع الذي يعود للعصر الحجري النحاسي (4000 ق.م- 3500 ق.م)، وآثار من العصر البرونزي الوسيط المتأخر التي تعرف بعصر التمدن الثاني في فلسطين، والذي يمتد من الألف الثاني حتى القرن الحادي عشر قبل الميلاد.

ويضم الموقع بعض البقايا المكتشفة من التنقيبات مثل سور المدينة الذي يعود للعصر البرونزي الوسيط (1650 ق.م- 1450 ق.م)، والجناح الغربي والمعبد المحصن، بالإضافة إلى المنازل التي تعود للعصر الحديدي، وغيرها.

في الآونة الأخيرة أقيم في الموقع متحف وصالة عرض لاستقبال الزوار، وتقول رئيسة قسم الاستقبال في المتحف رهام عيسى، إن بعض المقتنيات الأثرية التي عثر عليها خلال الحفريات، مثل قوارير فخارية تعود للعصر البرونزي، إضافة إلى العملات التي كانت متداولة في العصر البيزنطي وإبريق فخار من العصر الحديدي.

ويؤكد الفارس أن الحكومة تسعى لإدراج موقع شكيم ضمن قائمة التراث العالمي في اليونسكو بشكل رسمي، بعد أن تم إدراجه بالقائمة التمهيدية. ويقول مدير عام المواقع والترميم المهندس إيهاب داوود، هناك محاولات إسرائيلية لمنع إدراج الموقع ضمن قائمة التراث العالمي بوضع عراقيل أمام الفلسطينيين.

ويعد الموقع مكانا سياحيا للكثير، سواء من داخل فلسطين أو خارجها، والدخول إلى الموقع والتجول فيه مجانا، وتختلف أعداد السياح الوافدة إليه من شهر لآخر، وبحسب ما تقول عيسى فإن ذروة السياحة تكون في شهر نيسان ويستقبل المكان أكثر من 1150 سائحا، وينخفض العدد في شهر آب ليصل إلى حوالي 340 سائحا.

وتضيف: 'تختلف أهداف السياح الوافدين من خارج فلسطين، منهم يأتي لأهداف دينية مثل الكوريين، ومنهم لأهداف تعليمية لدراسة علم الآثار، وتكون السياحة الداخلية لأهداف علمية لطلبة المدارس، وللاستجمام والترفيه والتمتع بالمناظر الأثرية في المكان.

ويفتح الموقع أبوابه أمام الزائرين يوميا من الساعة الثامنة صباحا حتى الساعة الثالثة مساء. لكن عمليا يمكن لنابلس الحديثة أن تطل على القديمة من أي نافذة في أي بناية تبعد أمتار قليلة عن الموقع، وتعيد آلاف السنين عن فكرة التأسيس الكنعانية.

 

نقلا عن وفا.

 

Loading...