في الجامعة، يعاني الكثير من الطلاب من هاجس التحصيل العلمي؛ وقد كنت من هذه الفئة التي قد لا يجذبها أسلوب التعليم التقليدي، أو التواجد الدائم في المكان لاثبات الحضور.
لكن هذه المعضلة سهل تجاوزها، ولكن الحل مهمش بعض الشيء ولا يطرح نفسه الا لمن يسأل عنه.
يكمن الحل في ممارسة النظريات أو الاحتكاك بالجانب العملي "التطبيقي" لما نتعلمه في الأنظمة التعليمية التقليدية.
التدريب العملي في الشركات على سبيل المثال، لا يقصر نفسه كحل للتحصيل العلمي، بل أيضا للتقليل من نسب البطالة.
إن خلق تصور حقيقي عن السوق، وإعطاء خبرات طفيفة لما قد يواجه الموظفين في سوق العمل؛ مهم في الحالة الفلسطينية بالتحديد، بسبب فجوات متباينة بين المحتوى التعليمي في الجامعات وحاجة سوق العمل.
هنالك أربعة أشياء يستطيع المتدربون كسبها هذا الصيف.
أولا: تكوين علاقات عمل.
هذا العصر لمن يعمل على علاقاته وتواصله مع أصحاب الخبرة في مجال العمل وغيره.
هذه العلاقات تأتي من التواجد دائما بقرب هؤلاء الأشخاص؛ والأهم أن يكون هناك قيمة مضافة لحضورك في حياة هؤلاء الأشخاص.
بالنسبة إلي، أتوجه للاختلاط في العمل التعاوني والفعاليات المحلية لتطوير مهارة التواصل والذكاء العاطفي، وأحاول قراءة الكتب تضمن أفكارا متعلقة بهذه المهارة.
ثانيا: قد لا تجد نفسك في التطبيق العملي.
النظريات لا تحتوي على كل العناصر التي تساعدنا بتقييم ما نحب أن نفعله بالحياة.
وبرأيي أن نفعل ما نحب خطوة أساسية خاضها كل الناجحون "نعم جميعهم"؛ لذلك الفترة التدريبية تساعد على اكتشاف ما إن كنا نحب كيفية تطبيق النظريات أم لا؛ وهل نحن على استعداد لاكتشاف أبعاد جديدة في تخصصنا، أو حتى أن نتخصص باستعمال الدروس الجامعية.
ثالثا: بيئة العمل تختلف ولها سمات متعددة
بيئة العمل تلعب كعامل أساسي في انتاجية الشخص؛ التدريب يساعد على اكتشاف هيكليات الشركات، وعادة ما تختلف الهيكلية مع اختلاف حجم الشركة، أو استعمالاتها للتكنولوجيا.
بعض الشركات تمتلك دواما منتظم، أو تمتلك توجه تسليم المهام؛ بيئة العمل أيضا تختلف مع اختلاف الإدارة، أو المحفزات التي تطرحها أي من الشركات؛ لذا فالتدريب يخلق باب للمقارنة في حال عدم التوظيف في المستقبل.
رابعا: التدريب ليس مرة واحدة فقط في مكان واحد
ليس بالضرورة أن يتدرب المتدرب في مكان واحد، التدريب قد يكون في أماكن مختلفة. وهذا يخفف عبء تغيير الوظيفة الذي يتخوف منه الكثير (وان كنت ليس من المؤيدين).
ولكن على الصعيد المهني، التدريب قد يوصلنا لطاولة المفاوضة على الوظيفة مع الموظف، وعليه نقوم نحن بالمفاوضة عن حقوقنا وما الى ذلك، بناء على ما وجدناه من تجربة مع الموظف.
قد أكون من مؤيدي التدريب في مختلف الأماكن، ففي فترة تدريبي مع إحدى الشركات الناشئة في رام الله، تعلمت أن طبيعة العمل تختلف عن بيئة العمل خلال فترة التدريب.
التعامل مع المؤسسة والهيكلية فيها، تختلف عن التعامل مع صاحب المشروع بشكل مباشر - في قطاع الريادية - وبدون أي منظومة هرمية.
ورغم أنني أعمل بالسوق في الوقت الحالي، ما زلت أبحث عن فرص تدريب تساعدني في بناء مهارة أو معرفة في مجالات قد تكون مكملة لما أحتاجه لبناء مسيرة عمل مميزة.