ينتشر في قطاع غزة نقاط عشوائية لبيع الأسماك التي يعتبر لحمها سريع الفساد إذا تعرضت لدرجات حرارة مرتفعة بينما ما يزال عدد من الباعة المتجولين يحملون الأسماك على عرباتهم ويوجوبون بها الشوارع بحثا عن مشترين.
هذه النقاط وظاهرة الباعة المتجولين صور تتناقض مع المواصفات العالمية لبيع السمك الذي يجب أن يحفظ في مكان بارد بعيدا عن عوامل الفساد المختلفة وان تباع خلال ساعة أو ساعتين كأقصى حد، بعد ذلك يجب أن تحفظ في درجات حرارة متدنية كأن توضع في ثلاجات أو تغطى بثلج مجروش في صناديق من "الكلكل".
المواصفات العالمية تغيب عن أسواق غزة:
وبحسب المسؤولون في غزة فان هذه المواصفات تغيب عن أسواق السمك في غزة وطريقة بيعها فهي تنتشر في نقاط عشوائية تكاد تتحول إلى مكاره صحية بسبب الروائح التي تنبعث منها لشدة تعرضها لدرجات حرارة مرتفعة.
المتجول في سوق الشاطئ للسمك أو في الحسبة يمكنه ملاحظة الروائح التي تنتشر في تلك الأماكن كما يمكنه ملاحظة عدم حفظ السمك في ظروف صحية سليمة تحافظ على قيمته الغذائية بالإضافة إلى انتشار القاذورات حول نقاط البيع.
اسواق السمك في غزة مكرهة صحية:
د.رمضان شامية مدير فني بمؤسسة المواصفات والمقاييس بوزارة الاقتصاد في غزة أكد أنه لا يوجد حسبة في غزة خالية من الوحل ورائحة النشادر المنبعثة من الأسماك والذي يعتبر أذى للبيئة، مشددا على انه لا يجب ترك الأسماك معرضة لغبرة السوق وأدخنة السيارات وأشعة الشمس، فهذه كلها علامات إفساد للقيمة الغذائية للسمك لأنه سريع التقاط الروائح والسموم التي تتفاعل وتصل إلى جسم الإنسان.
وأشار د.شامية الى أن المعايير العالمية لحفظ الأسماك تقضي بان يكون لأسواق الأسماك عدد ساعات معينة للبيع ثم يعلن عن فض السوق وإتلاف ما تبقى منه إن لم يباع أو لم يؤكل ويحفظ مجمد حتى يبقى صالحا.
وعن طريقة النقل السليمة بين د.شامية أن الأسماك التي يتم اصطيادها يجب أن تنقل في صناديق من "الكلكل" مبرد إذا كانت الأجواء حارة مثل أجواء قطاع غزة، مبينا انه يجب تغيير ثقافة المواطنين التي تعتبر أن تغطية السمك الطازج بالثلج المجروش بأنه مثلج وغير طازج.
ودعا د.شامية إلى تغيير ثقافة الناس ليرى السمك معروض في الأسواق في ثلاجات التبريد وصناديق "الكلكل" عليها الثلج وهو بالتالي سيشري سمك محافظ عليه بطريقة مثالية.
علامات فساد السمك:
وبين د.شامية انه بإمكان من لديه نية للغش من الصيادين لإخفاء عيوب السمك الفاسد من خلال تجميدها ووضع الثلج المجروش عليها وبالتالي تختفي علامات الفساد المتمثلة بانبعاث غاز النيتروجين او النشادر منها وقد يسبقها علامات أخرى مثل العتامة في العين وتغير لون الخياشيم إلى اللون البني مع وجود لزوجة فيها وتكون القشور سهلة التفكك بالإضافة إلى خروج محتويات البطن وتمزقها خاصة من عند فتحة الشرج ولو ضغطنا على السمك تبقى مضغوطة ولا ترجع كالسمكة الطازجة ولمعة العين تختفي.
ودعا د.شامية المسؤولين في وزارة الصحة والزراعة والاقتصاد والحكم المحلي إلى تكثيف الرقابة الرقابة على نقاط بيع الأسماك وتثقيف المواطنين إعلاميا بان يكون البيع من خلال ثلاجات تبريد أو من خلال صناديق "الكلكل" المغطاة بالنيلون والثلج وان يقبل الناس هذا الوضع تمهيدا لتنظيف الأسواق .
البلدية تحاربهم:
بدوره م.سهيل أبو عبدو مدير دائرة الصحة والبيئة في بلدية غزة، أن البلدية تقوم بمتابعة أماكن بيع الأسماك في المدينة من خلال قسم مراقبة الأغذية مبينا أن الأسماك حساسة جدا وسهلة الفساد إذا تعرضت للحرارة والشمس.
وأشار أبو عبد الى أن البلدية تقوم بمحاربة البسطات العشوائية وغير المرخصة لبيع الأسماك التي عادة ما تكون معرضة للغبار وعوادم السيارات وأشعة الشمس مؤكدا أن البلدية تمنع بيع الأسماك بهذه الطريقة.
واشار أبو عبد لاى ان تعرض السمك لهذه العوامل تجعله سريع الفساد ومكرهة صحية نتيجة وجود روائح كريهة في المنطقة.
نقلا عن معا.
