الاقتصادي _ إسراء لداوي_ بيروت-  عقب نكبة 1948 ونكسة عام 1967 وعلميات التهجير القسرية للفلسطينيين إلى دول الجوار، تم التعامل مع الأزمة بصورة مؤقتة وإصدار أوراق ثبوتية لهم من هذه البلدان.

لكن الواقع كان مختلفاً، فما زالت القضية قائمة والاحتلال قائماً، بل زاد الأمر تعقيداً بظهور جيل ثانٍ وثالث ورابع من حملة هذه الوثائق، فما هي هذه الوثيقة وما الفرق بينها وبين جواز السفر وما هي المميزات التي  تمتع بها الشعب بعد منحه وثيقة السفر البيومترية  الخاصة  بالاجىء الفلسطيني في لبنان ؟

الوثيقة لا ترتقي إلى مرتبة جواز السفر، إذ لا يعترف بها العديد من دول العالم، ويعاني حاملها من الكثير من العقبات خاصة في التنقل والسفر بشكل عام، بحيث سفرهم وتنقلهم بين الدول أمر صعب للغاية وممنوع في كثير من الأحيان خوفاً أن يستوطن اللاجئ الفلسطيني الدول المضيفة ولا يخرج منها. 

وكل من يحمل وثيقة فلسطينية يستطيع أن يجزم بهذه الصعوبة في السفر،  فوثيقة السفر القديمة التي كانت تصدر عن السلطات اللبنانية للاجئين الفلسطينيين، كانت عبارة عن كرتون مقوى، تطبع المعلومات بداخلها بخط اليد، وتلصق الصورة الشخصية على الصفحة الأولى من الوثيقة ، الا ان قامت الدولة اللبنانية بمنح اللاجىء الفلسطيني وثيقة سفر بيومترية سهلت له بعض العقبات من ضمنها ضرورة الحصول على تأشيرة عودة أو وضع تأشيرة ذهاب وعودة قبل السفر من لبنان إلى خارجه.

وصرح رئيس جهاز المكننة والمعلوماتية في المديرية العامة للأمن العام اللبناني العميد حسن علي أحمد للاقتصادي، " لم يعد هنالك فرق بين جواز السفر اللبناني وجواز السفر الفلسطني، فقد قمنا بمنح كل لاجىء وثيقة  "السفر البيرومترية " وهي وثيقة مدتها سنة الى ٥ سنوات وأضاف ان سعر السنة الواحدة ٦٠ ألف 40$ والخمس سنوات ٣٠٠ الف   200$.

واوضح ان الوثيقة تحتاج بين 10 الى 14 يوم لاستلامها ونبه إلى أن للحصول على الباسبور يتطلب حضور الشخص بنفسه، مشددا على عدم السماح بعمل توكيل لأي شخص ولو كان أخ أو أخت أو ابن أو زوج أو زوجة أو أم أو أب، ويجب على كل شخص الحضور بنفسه.

اما عن الوثيقة فقد  أوضح بأنه “يحق استعادة الوثيقة القديمة بما عليها من فيز وختم خروج من أي دولة وختم الدخول إلى الجمهورية اللبنانية، كما أنه لا يحق للزوج أو الزوجة النزول إلى لبنان وطلب الوثيقة القديمة لزوجته أو ابنه أو ابنته”.وأضاف “ولان لا يوجد طريقة لطلب الباسبور من البعثات الدبلوماسية والسفارات خارج الجمهورية اللبنانية يجب الحضور شخصياً إلى لبنان لعمل الباسبور”، لافتا إلى “أن الوثيقه البيرومترية يمكن  تجديدها الان  من أي سفارة خارج لبنان”.
وأوضح أحمد أن الأمن العام لا يزال يقوم بواجباته لناحية تجديد وثائق سفر اللاجئين الفلسطينيين، فمهامه تقتضي بتجديدها وفق الآلية القديمة أي بخط اليد، حيث لا تزال دول كثيرة تعمل بها، أو من خلال الصفحة المقروءة إلكترونيا، التي يتمّ العمل عليها. وأكد أن هناك مرحلة متقدّمة عبر الجواز البيومتري،ما زالت المديرية تعمل عليها.

اللاجئ الفلسطيني كان وقبل إصدار جواز السفر البيومتري الجديد، يمتلك وثيقة سفر من ذوات الطراز القديم، والتي انتهى التعامل معها من قبل جميع دول العالم، وهو ما كان يحدث معاناة ومشاكل كثيرة للمسافرين.فخطوة إصدار وثائق السفر الحديثة للاجئين الفلسطينيين في لبنان، هي نقطة نحو تحسين الظروف الكاملة التي تحيط باللاجئين، والتي كانت وثيقة السفر القديمة إحدى بواباتها الهامة، فقد احدث احدثت تعاملا جديدا مختلفا فعليا من قبل مطارات ومنافذ العالم المختلفة مع اللاجئ، ورسمت صورة مختلفة عما كانت عليه قبل. فهل سيخول جواز السفر الجديد على  منحه الحق بإمتلاك العقارات بمختلف انواعها بعد اعتراف الدولة  اللبنانية بأن الفلسطيني هو مواطن ذو هوية لاجىء في الاراضي اللبنانية ؟وهل سيتمكن من  مزاولة  ٧٢ مهنة أمتنع عن  ممارستها منذ عام ٢٠٠٥؟