غزة - الاقتصادي - (معا) - يلبسون شارة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وتحيط بهم السيارات الدولية من كل الاتجاهات ويخضعون لتعليمات المنسقين، الحذر وأجب في تلك المناطق الأكثر قربا الى الحدود مع الاراضي المحتلة، ودون ذلك فلن يكون بمقدور مئات المزارعين من الوصول الى أراضيهم الحدودية مع اسرائيل.
250 مزارعا تمكنوا من الوصول الى أراضيهم الحدودية في منطقة الشوكة والفخاري شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة لأول مرة بعد ١٢ عاما من المنع الاسرائيلي.
وتفتقد هذه المنطقة الحدودية كما قال ابو جراد لمد خطوط المياه اللازمة لعملية الري، لذلك كانت زراعة القمح هي أفضل خيار لهؤلاء للتغلب على هذه المشكلة مؤكدا ان هذه الدونمات الزراعية ستنتج دخلا لما يقارب الخمسين عائلة .
ويتعرض المزارعون في تلك المناطق الى خطر قيام الاحتلال باطلاق النار عليهم، لذلك كانت شارة الصليب الأحمر هي الحامية لهم خلال يوم عمل شاق.
وشارك المزارعين فرحتهم اليوم وفد رفيع من اللجنة الدولية للصليب الاحمر التي تشرف على عدة مشاريع زراعية في المناطق الحدودية منذ ثلاث سنوات ومن بينها مشرع استصلاح الاراضي وزراعتها شرق مدينة رفح جنوب القطاع.
المزارع فوزي ابو جراد بدأ بنثر بذور القمح في ١٦ دونما لم يكن قادرًا على الوصول اليها منذ العام ٢٠٠٦ قال" لم نكن لنأتي الى هنا دون تنسيق اللجنة الدولية للصليب الأحمر لانها منطقة حدودية، فيها الكثير من المشقة والخطر"، مبينا ان العودة لهذه الاراضي واستصلاحها بعد عشرات السنوات تمثل سلة غذائية له ولمئات المزارعين امثاله.
واكد جيلان ديفورن مدير بعثة الصليب الاحمر في قطاع غزة ان هذه المشاريع ذات أهمية كبير للمزارعين في المناطق الحدودية ومن شأنها ان تحدث تغيرات في حياة المزارعين لأنهم لن يطلبوا العون لشهر وتبقى أيديهم خاوية لباقي الشهور، مشددا ان هذه المشاريع ستمكنهم من العيش بكرامة وهذا ما يريده المزارعون والغزيون على وجه التحديد.
وقال جيلان:"هذه المشاريع التي بدأنها قبل ثلاث سنوات ستمكن المزارعين من الاهتمام بعائلاتهم بعيدا عن المساعدات والمعونات وهذا يعني اننا لو اعطينا المزارعين الفرصة فانهم يستطيعون العيش بكرامة ويستحقون ذلك".
ولفت جيلان الى أهمية هذه المناطق الحدودية التي تمتاز بخصوبتها، مبينا انهم في اللجنة الدولية للصليب الاحمر سيستمرون في استصلاح هذه الاراضي ودعم المزارعين.
وتشكل الأرض الزراعية في منطقة الحدود ثلث الأراضي الزراعية في قطاع غزة. وهي تعد "سلة خبز" لسكان قطاع غزة.
من جهته اكد اسامة المخللاتي مهندس زراعي في اللجنة الدولية للصليب الاحمر انه قبل عام من الان بدأ الصليب الاحمر بالتعاون مع وزارة الزراعة والاطراف المعنية بتسوية الاراضي الحدودية وحراثتها وتوفير البذور والأسمدة بالاضافة الى تشغيل مئات المزارعين للمرة الاولى في هذه المنطقة الحدودية بالقرب من معبر كرم الو سالم الى الشرق من رفح.
ولفت المخللاتي الى ان الامل بدا يعود الى ما يقارب ٢٥٠ مزارعا في منطقة شرق رفح بعد ان كانت هذه الاراضي محرّقة ومدمرة منذ العام ٢٠٠٦.
وأشار المخللاتي الى انه لم يكن بمقدور هؤلاء المزارعين استصلاح هذه الاراضي للاسباب الاقتصادية من جهة والأمنية من جهة اخرى.
وأعرب المخللاتي عن امله ان تكون هذه المشاريع هي بوابة الامل لهذه الرقعة الزراعية التي تمثل ٢٠٪ من الشريط الحدودي، مبينا ان الأوضاع الصعبة في قطاع غزة والزحف العمراني وانحسار الرقعة الزراعية كلها مؤشرات الى ان المستقبل الزراعي للقطاع يكمن في هذه المناطق الشاسعة التي تفتح المجال لعملية استغلال زراعي أفضل.
وأسفرت الحروب الاسرائيلية على قطاع غزة عن تدمير مئات الدونمات من الأراضي الزراعية على طول حدود قطاع غزة مع إسرائيل، وكان لهذا الدمار أثر بالغ على الاقتصاد المحلي للقطاع، ونتج عنه فقدان العديد من المزارعين مصادر رزقهم التي يُعيلون منها أُسَرهم ومنطقتي الشوكة والفخاري واحدة من هذه المناطق التي تعود لها الحياة اليوم من حديد ولكن تحت شارة الصليب الاحمر.