رام الله - الاقتصادي - لمة صحافة - علي عبيدات - شتوة تنذر ببدء الموسم الفلاحي في فلسطين، هي ما تمر به الأرض المحتلة من أجواء شتوية هذا الأيام، وفق ما يشير إليه الحكواتي الفلسطيني الشاب حمزة العقرباوي، لافتاً إلا أنه وإن تأخرت بضعة أيام منذ نهاية أيلول، إلا أنه يجوز أن نطلق عليها اسم “شتوة المساطيح”.
ويرى العقرباوي أن الشتوة كان من المفترض أن تأتي في أواخر أيلول، وفقاً للتقويم الفلاحي الفلسطيني، حيث يقول المثل المحلي الدارج “أيلول ذنبه مبلول”، إلا أنها تأخرت نظراً للتغيرات المناخية الناجمة عن متغيرات بصنع البشر أثرت على العوامل الجوية.
وسمت شتوة المساطيح بها الاسم، نسبة إلى المسطاح، وهي الأرض المرتفعة من التراب والحجر، والتي يجفف عليها الفلاحون التين العنب، فتأتي الشتوة لتنذرهم ببدء جمعه تمهيدا لتخزينه مع عودتهم إلى بيوتهم استعدادا لبدء فصل الشتاء.
ولفت العقرباوي إلى أن هذه الشتوة تشكل بداية السنة وفقاً للتقويم الفلاحي الفلسطيني، ويطلق عليها أيضاً اسم شتوة “النقطة” لأنها لا تكون شديدة الغزارة، أو شتوة “الذبانة” لأنها تقوم بطرد الذباب الذي يكون “لساته داوي”، وتسمى أيضاً “شتوة منبهة الرعنات”.
وسمت بشتوة “منبهة الرعنات”، للإشارة إلى تنبيه النساء المتأخرات في التحضير لموسم الشتاء، وتجهيز بيوتهن وخزينهن لذلك، فالعادة كانت تقضي بأن تسبق النساء الرجال من الكروم إلى المنازل من أجل تجهيز البيت لموسم الشتاء.
وتعد شتوة المساطيح إيذاناً ببدء أبو المواسم وهو موسم قطف الزيتون، وإن كانت تأخرت عدة أيام من ١٥-٢٥ يوم، حيث تقول الأمثال الفلسطينية “من النطرة للمعصرة خمسين يوم مقدرة”/ أي من فترة انتظار الزيتون وحمايته إلى عصره يجب أن تكون خمسين يوماً.
وختم العقرباوي بالقول إنها شتوة مهمة جدا، فلا زراعة قبلها، فهي تعد إيذانا ببدء موسم الزراعة وبدء فصل الشتاء في الأرض المحتلة.
وينشد الفلسطينييون في وداع موسمهم قبل الارتحال الى قُراهم:
خلـص مـسـطاح التـيـن والتمّ .. وأنا ان بكيت عَحالي ما بلتام
ســـاق الله يا زمان التيـن نلتـمّ .. وأزورك يا لمشـطب ع َالنـدا
يا طـير طـايـر ميّـل عالـوادي .. وجيبلي من كرم العنب زوادي
شـوية زعتر مع تين ســوادي .. وزيـت مـرتب وحبّـة زيتـونا
يا بلادنا يا ام العنب والتين .. عدونا يرحل واحنا اللي مقيم