هو حقا انسان بكل ما في الكلمة من معان، لكنه ايضا انسان على شكل نحلة بشرية،
مليء بالعسل بل يفيض به كما النحلة، وهو ايضا يعقص لكن لسعته بحلاوة العسل، تأتي مفعمة بخفة الدم وسرعة البديهة، وقطها بدون ايذاء.
لا يكل ولا يمل كما ان مثباراته بالعمل ودابه يذكرانك بالنحلة.
وعن ذلك، تشهد انجازاته التي راكمها خلال سبعين عاما.
أخلاقه في التعامل مع الناس تذكرانك مرة اضافية بعسل النحلة!
له قدرة عجائبية على التعاطي مع كل الناس، يعشق بعضهم، يحب بعضهم، ينفر من بعضهم، يهرب من بعضهم، لكن لا احد منهم اطلاقا يمكن ان يمس منه باي جرح او تجريح.
وكل ما يفعله هذا الانسالن النحلة انه يقترب ويتقرب ممن يعشق ويحب، واضعا اياهم (ليس بالضرورة بالتساوي) في دائرته المحددة والمفصلة بدقة هندسية.
خمسون عاما بالتمام والكمال مرت على بدء تعاملي مع هذا الانسان النحلة، ورغم تعاملنا المستمر وصلاتنا الصداقية بل الاخوية - العامة منها والخاصة - السياسية منها الوطنية او الاجتماعية، لا اعلم ابدا عن اي ذرة غبار قد وقعت او علقت بين صداقتنا.
اه ما اريح هذه العلاقات حيث لا مصالح فيها سوى المصلحة العامة ولا شكوك، ولا اوهام ولا عواطف مزورة،، ولا شك ان هذه المواصفات كانت تروي شجرة الصداقة والاخوة بيننا ، فتضمن ديمومتها، بل وتروي نموها المتضطرد.
هذا كله لا يعني ان صاحبنا قد اتى من خارج عالم البشر، منزها عن كل هوى، كما انه ليس قديسا او يعيش في "الجمهورية الفاضلة".كذلك، لن يشهد احد بانه لا خيوط غير ديمقراطية في نسيجه العام او انه لا يغضب، ولكن من غلبة الصفات التي تجعل منه الانسان النحلة، تصبح كل هذه الثغرات هيناتلا تدخل بالحساب.
وعن مناسبة هذا المقال، فان المناسبة التي استدعتها مبادرة الخير التي قام بها مؤخرا صاحبنا، ومعه زوجته الرائعة ذات النفس الطيب، هي مبادرة رائعة تاتي في اعقاب مبادرات سابقة له، ولعيره من اصحاب الخير الذين صادفتهم في حياتي.
فصاجبنا الانسان النحلة في الحفل الخيري الذي اقيم لصالح جامعة بيرزيت في العاصمة الاردنية قبل ايام، وتحت وطأة ازمة عجز العديد من الطلاب عن دفع اقساطهم.
قدم الانسان النحلة تبرعا بقيمة نصف مليون دينار ، على شكل صندوق يذهب ريعه، لتمويل تعليم الطلبة في جامعة بيرزيت.
فليكثر الله من امثالهما وما اقصده هنا سمير عبد الهادي ونصفه الافضل ملك عوني عبد الهادي.
واما الهدف من المقال فيتلخص في شقين: محاولة تندرج في ضرورة ذكر الفضل لاهل الفضل، وثانيا في اطار نشر ثقافة التبرع التي ليست سائدة كما يجب في حياتنا.
المصدر: الرأي