العيدية... متنفس مالي للكثيرين وإنهاك اقتصادي لآخرين
AHC: 0.80(%)   AIB: 1.08(%)   AIG: 0.17(%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.27(%)   AQARIYA: 0.78(%)   ARAB: 0.82(%)   ARKAAN: 1.29(%)   AZIZA: 2.84(%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.49(%)   BPC: 3.74(%)   GMC: 0.76(%)   GUI: 2.00(%)   ISBK: 1.12(%)   ISH: 0.98(%)   JCC: 1.53( %)   JPH: 3.58( %)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.47(%)   NAPCO: 0.95( %)   NCI: 1.75(%)   NIC: 3.00(%)   NSC: 2.95(%)   OOREDOO: 0.79(%)   PADICO: 1.01(%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 3.91(0.00%)   PEC: 2.84(%)   PIBC: 1.09(%)   PICO: 3.50(%)   PID: 1.91(%)   PIIC: 1.72(%)   PRICO: 0.29(%)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.06(%)   RSR: 4.50(%)   SAFABANK: 0.68(%)   SANAD: 2.20(%)   TIC: 2.98(%)   TNB: 1.20(0.00%)   TPIC: 1.95(%)   TRUST: 2.85(%)   UCI: 0.38(%)   VOIC: 5.29(%)   WASSEL: 1.00(%)  
12:00 صباحاً 17 تموز 2015

العيدية... متنفس مالي للكثيرين وإنهاك اقتصادي لآخرين

رام الله-نابلس-الاقتصادي-وفاء الحج علي-  تجلس جنى (9 سنوات) على النافذة مستمعة لصلاة العيد، ومتشوقة لكي تبدأ مظاهر الاحتفال بالحارة... عيناها تبدوان مرهقتين، فهي استيقظت مبكرًا كي لا تضيع من بهجة العيد شيئًا... تذهب الطفلة إلى أمها وتطلب منها أن تساعدها في ارتداء فستانها الجديد المزركش الذي اشتراه والداها لهذه المناسبة، وتحرص على أن تتسلح بالحقيبة الصغيرة، بعد ساعات قليلة، ستمتلئ بالشواقل.

هكذا تصف والدة جنى، مها سليمان من محافظة نابلس، روتين طفلتها في يوم العيد.

وهو روتين صار جزءا لا يتجزأ من العيد، فالعيدية باتت من إحدى أهم ملامح الأعياد في فلسطين، لكن من أين جاء أصل العيدية؟ ولماذا ما زالت هذه العادة متداولة؟

 

لماذا نقدم العيديات؟

يرجع أصل العيدية إلى أيام المماليك، فاعتاد السلطان المملوكي توزيع ما يسمى بالـ"جامكية" (لاحقًا سميت بالعيدية)، حيث كان يصرف مرتبًا بمناسبة العيد، لأمرائه والجنود وغيرهم.

ثم أخذت هذه العادة تنتشر ليتداولها عامة الناس، الذين يقدمون مبالغ مالية رمزية او حلوى للأطفال، وتوسع مفهوم العيدية لتشمل نساء العائلة وفتياتها، حتى باتت تشكل همًا يراود كل رب أسرة.

 

التزام مالي إضافي

رغم أصالة هذه العادة والفرحة التي تتركها في انفس الأطفال، إلا أنها باتت تشكل التزاما ماليا إضافيا يثقل على العديد من أرباب الأسر الفلسطينيين، فما أن ينتهي العيد حتى تكون جيوبهم أنهكت ورفعت أعلام الاستسلام.

يقول عطا العريض (55 عامًا): "لدي 17 حفيدًا و9 (ولايا(، لذا يشكل العيد عبئًا ماليًا ليس قليلا، ففي أول أيامه نبدأ جولتنا على الأقارب، ونبدأ بإفراغ محفظاتنا... عادة ما أعيد أخواتي 100 شيقل، وبناتي وزوجتي وأمي  شيقل200، وباقي قريباتي  شيقلا50، وبالطبع أحاول ان أحمل فكة تعادل مئة شيقل لأوزع على الأطفال، إضافة إلى الحلوى التي نأخذها معنا عند زياراتنا للأقارب، في المحصلة يبلغ إنفاقي على العيدية قرابة الـ1500 شيقل".

 

"مصائب قوم عند قوم فوائد"

رغم ما تعنيه العيدية من نفقات إضافية على أرباب البيوت، إلا أنها مرادف للفرح عند الأطفال، الذين ينتظرون الأعياد بصبر جميل.

طه عبد الوهاب، البالغ من العمر 11 ربيعًا، حضر حصالته الحمراء، ووضعها في مكان "آمن"، كي يضع عيديته فيها، وعند سؤالنا عن مصير هذا المال يقول: "العيدان هما أهم الأحداث في السنة بالنسبة لي، فمن خلال العيدية التي أجمعها يمكنني شراء ما أرغب به، دون الإثقال كثيرًا على أبي".

ويتابع: "أنوي في هذا العيد شراء هاتف ذكي، لذا أرجو أن تكون العيدية هذا العيد "محرزة"، إلا أن كل عام احصل على ما يقارب الـ200 شيقل، مع القليل من المساعدة من أبي وأمي يمكنني شراء هاتف سامسونج".

وتقول أيمان الشرع، 15 عامًا: "أتلقى أموالًا جيدة في العيد، قرابة 500 شيقل، فلدي 5 أشقاء كلهم يعيدونني، إضافة إلى أبي، لكني أدخر الأموال لاستخدامها لاحقًا سواء في رحلة ما، أو لشراء قطعة جواهر بسيطة او غيرها".

غذاء للحسابات البنكية

وأما أم واثق (57 عامًا) من قرية دير دبوان بمحافظة رام الله والبيرة، تقول: "يأتي إخواني وأولادهم في أول أيام العيد لزيارتي فأنا أختهم الوحيدة، كما يتجمع أولادي الأربعة في البيت، وهكذا أجمع عيدية تصل أحيانًا إلى 700 شقل، رغم أنني أحاول إقناع أخواني وأولادي بألا ينفقوا هذه المبالغ عليّ، إلا أنهم يكررون دائمًا جملة: "أنت رحمنا".

وتتابع أم واثق: "في هذه الفترة (العيد) التي تشهد إسرافا في المال والطعام، لا بد أن نتذكر هؤلاء الذين هم أقل حظًا منا، والأطفال الذين يحرمون من بهجة العيد بسبب صعوبة الحال... فالعيد أنسب فرصة لإسعاد أحد الأطفال أو العائلات المحتاجة".

  

Loading...