رام الله - الاقتصادي - DW - تسعى قطر من خلال استثماراتها الرياضية التي حطمت الأرقام القياسية في الألعاب والرياضات والبطولات المختلفة، إلى تحقيق طموحها في أن تصبح قبلة الرياضة العالمية وحديث الرياضين حول العالم، وصفقة نيمار حلقة في سلسلة هذا الطموح.
تطمح قطر أن تجعل الدوحة عاصمة الرياضة العالمية، حسب ما جاء في "رؤية قطر الوطنية 2030"، وهي تنفق المليارات لتحقيق طموحها، وتنظيم مونديال 2022 هو الإشارة الجدية الأولى في هذا الاتجاه. فبعد تنظيم بطولة الألعاب الآسيوية عام 2006، باتت الدوحة مقتنعة بإمكانيتها لاستضافة الألعاب الأولمبية، وما هي إلا مجرد مسألة وقت بالنسبة للحصول على هذا الشرف! وعن طريق مشاركاتها ونشاطاتها الرياضية المتعددة، تسعى قطر إلى تحقيق هذا الهدف. لكن ما هي أبرز الرياضات التي تقوم قطر بالاستثمار فيها؟
تستضيف قطر كأس العالم لكرة القدم عام 2022، وستقام البطولة لأول مرة في فصل الشتاء نظرا لارتفاع درجة الحرارة. وقد قام المكتب المعماري ألبرت شبير وشركاؤه في مدينة فرانكفورت الألمانية بوضع المخطط الرئيسي لمشروع يجعل درجة الحرارة في الملاعب القطرية معتدلة رغم درجة المرتفعة في خارجها والتي تصل إلى 45 درجة مئوية.
أما بالنسبة لاستثماراتها الأوروبية في مجال كرة القدم، فقد اشترت شركة قطر للاستثمارات الرياضية، والتي تتبع جهاز قطر للاستثمار، بأقل من 50 مليون يورو غالبية أسهم نادي كرة القدم الفرنسي باريس سان جيرمان، ولتستحوذ على كامل أسهم النادي بعد عام واحد. ووقعت هيئة السياحة القطرية عقداً دعائياً لمدة أربع سنوات (2012-2016) مقابل 200 مليون يورو سنوياً. كما أن وضع شعار مؤسسة قطر «Qatar Foundation» على قمصان لاعبي برشلونة بدءاً من العام 2011 يعتبر إعلاناً مهماً للدوحة، كما تم وضع شعار الخطوط الجوية القطرية بين عامي 2013 و2016 على قصمان اللاعبين في صفقة إجمالية بلغت 300 مليون يورو.
وحتى نادي بايرن ميونخ يسافر سنوياً منذ عام 2011 في فترة تدريباته الشتوية إلى قطر. وقد أبدى المدير التنفيذي للنادي كارل-هاينتس رومينيغه رضاه عن أحوال وشروط اللعب هناك في "أكاديمية التفوق" التي تضم 15 ملعباً لكرة القدم، ومضمار جري طوله 14 كيلومترا وصالة رياضية وملعب خليفة الدولي الذي يتسع لـ 50 ألف متفرج، بالإضافة إلى القبة الرياضية التي تعتبر أكبر صالة متعددة الأغراض في العالم بـ 13 ملعباً.
وفي عام 2010 اشترى الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني، رئيس الوزراء القطري الحالي، نادي ملقا الإسباني بـ 25 مليون يورو وأنقذ النادي من الإفلاس، ليستعيد بعد موسمين النقود التي أنفقها.
سباق السيارات: فريق ويليامز المعروف للفورمولا1 لديه مركز تقني في قطر.
سباق الدراجات النارية: منذ عام 2004 تجري جولات بطولة العالم للدراجات النارية على حلبة لوسيل الدولية في الدوحة.
ألعاب القوى: عام 2014 منحت الرابطة الدولية لألعاب القوى، قطر حق استضافة بطولة العالم لألعاب القوى 2019. فمن خلال حزمة تمويل كبيرة بـ 30 مليون دولار من بنك قطر بالإضافة إلى وعود بالتبرع بـ 7 مليون دولار من أجل بناء عشرة مضامير سباق لصالح برنامج التطوير العائد للاتحاد الدولي لألعاب القوى، حصلت الدوحة على دعم 15 من أعضاء مجلس الاتحاد الـ27، ولتتفوق بذلك على برشلونة وتنتزع منها شرف تنظيم البطولة. ومنذ عام 2010 سباق الجائزة الكبرى للألعاب القوى في قطر، هو جزء من الجولات العالمية للدوري الماسي للاتحاد الدولي لألعاب القوى.
كرة المضرب: تقام بطولة قطر المفتوحة لكرة المضرب سنوياً منذ عام 1994 وهي جزء من جولات بطولات رابطة محترفي كرة المضرب، و بين عامي 2008 و2010 استضافت الدوحة بطولات الاتحاد الدولي لتنس السيدات.
السباحة: عام 2014 استضافت الدوحة بطولة العالم للسباحة للمسافات القصيرة، وحصلت أيضا على حق تنظيم بطولة العالم للمسافات العادية في عام 2023.
الجمباز: رغم أن رياضة الجمباز في قطر جمباز ليست ذات مستوى عالمي، إلا أن الرابطة الدولية للجمباز منحت الدوحة حق تنظيم بطولة العالم للجمباز عام 2018. وبسبب التوترات السياسية الراهنة في الخليج فإنه من الممكن أن يتم سحب حق تنظيم هذه البطولة من قطر. وقال رئيس الرابطة الدولية للجمباز موريناري واتانابي: "لدينا خطة بديلة، ولكن في هذا الوقت لا يمكن نشر التفاصيل".
الغولف: "قطر ماسترز" للغولف هي بطولة عالمية للغولف ضمن الجولة الأوروبية للعبة. وتقام سنوياً منذ العام 1998 على ملعب نادي الدوحة للغولف. وتم زيادة قيمة الجائزة في هذه البطولة من 750 ألف دولار إلى 2.5 مليون يورو عام 2008.
سباق الخيول: تدعم قطر أكثر سباقات الخيول عراقة في العالم من خلال بطولتي "رويال أسكوت" و "سباق جائزة قطر لقوس النصر". فالأسرة الملكية في بريطانيا هي الراعية لسباق "رويال أسكوت" الذي بدأ عام 1711. في عام 2014 تم كسر تقليد قديم استمر 300 سنة كان يمنع رفع الشعارات الدعائية في البطولة، ليكون شعار كيبكو "شركة قطر القابضة للاستثمار وتطوير المشاريع" أولها! كما أن "سباق جائزة قطر لقوس النصر" والتي تعتبر بطولة العالم غير الرسمية لسباق الخيول تمنح بفضل قطر أكبر جوائز مالية في سباق الخيول على الإطلاق والتي تتجاوز 7 ملايين يورو.
كرة اليد: بعد شرائها حصصاً في نادي كرة القدم لباريس سان جيرمان، استحوذت شركة قطر للاستثمارات الرياضية على كامل أسهم النادي كرة اليد أيضاً وفي الموسم 2013/2014 بلغت ميزانية الفريق عشرات الملايين، وحصلت على خدمات نجوم كبار في كرة اليد ومدرب فريق كييل الألماني أوفي عينزهايمر.
وفي بطولة كأس العالم لكرة اليد للرجال التي أقيمت على أراضيها عام 2015، اشترت قطر فريقاً كاملاً من نجوم الكرة في العالم ومنحتهم جنسيتها ليلعبوا في فريقها الوطني الذي حصل على المركز الثاني (الميدالية الفضية) في البطولة.
الألعاب الأولمبية:
لكن ما لم تنجح قطر في تحقيقه حتى الآن، هو نيل شرف تنظيم الألعاب الأولمبية رغم محاولاتها العديدة التي باءت بالفشل لاستضافة بطولات أعوام 2016 و2020 و2028 لكن الدوحة لم تيأس وهي مقتنعة بقدرتها على استضافتها يوما ما والأمر ليس إلا مسألة وقت!
حقوق بث المباريات:
عام 2012 اشترى تلفزيون الجزيرة القطري حقوق بث الدوري الفرنسي لكرة القدم مقابل 240 مليون يورو. كما أن الاتحاد العالمي لكرة اليد حصل على مبلغ قياسي وصل إلى حوالي 81 مليون يورو من شبكة بي.إن سبورت (القسم الرياضي من الجزيرة) مقابل حقوق البث المباريات من 2014 و حتى بطولة العالم للسيدات 2017.