الاقتصادي- "ستبدين مثالية بعد استعمالك منتجنا!"، "لشفاه قمة في الروعة، اختاري أحمر الشفاه الذي صنعناه خصيصًا لكِ!"، "ظلال العيون الجديد، يحوّلك إلى نجمة هوليوود في دقائق!"...
كلّها وعود تدق على الوتر الحسّاس للجنس اللطيف، وضمانات بالجمال والجاذبية والمثالية، نتجرّعها يوميًا وبمختلف الأشكال والوسائل من شركات التجميل التي تجني المليارات سنويًّا من بيعها ما طب ولذ من مستحضرات التجميل المختلفة، حتى باتت المنافسة بين الشركات، تطلب منها اختراع وسائل دعائية وتسويقية مبتكرة.
لكن لأي مدى قد تتمادى شركات مستحضرات التجميل لجذب زبائنها؟
كيف تُبكي "لوريال" مجموعة من النساء دون أن تبدو لئيمة؟
بسبب الأنواع الكثيرة التي تطرحها الشركات بشكل يومي وبكل الألوان والأشكال والميزات المبتكرة، رأت مجموعة "لوريال" الفرنسية (L'Oréal) لإنتاج مستحضرات التجميل، أن الوعود المبنية على كلمات مبهرجة ليست كافية، لذا تبنّت استراتيجية تسويقية جديدة كليًّا، عندما قرّرت طرح آخر "ماسكارا" مقاومة للماء (Waterproof)، في الأسواق.
كان الهدف من حملتها الدعائية الغريبة، إثبات أن أحدث "ماسكارا" من "لوريال"، هي حقًا مقاومة للماء كما تعد، لذا قرّرت أن تستعين بمائة امرأة لوضع منتجها تحت التجربة، وبعد أن جمّعت "لوريال" عينة الاختبار ووضعت لأفرادها الماسكارا المقاومة للماء، تعمدّت إبكاء النساء المائة، من خلال إجبارهن على مشاهدة فيلم "Titanic"، ببطولة النجم "ليوناردو ديكابريو".
هل صدقت "لوريال"؟
وبعد أن جمعت "لوريال" نساءها، وضعت لهن مستحضراتها التجميلية، من بينها الماسكارا المقاومة للماء، وأخذت لهنّ صورًا قبل مشاهدتهن الفيلم، وأخرى بعد ذلك، وقارنت بين حالة مستحضرات التجميل في كلتا الحالتين، ليتبيّن أن الدموع التي تساقطت أثناء مشاهدة الفيلم المؤثر كانت نقية وشفافة دون أي أثر للماسكارا.
وهكذا، تدّعي "لوريال" أن مستحضراتها قادرة على مقاومة دموع فراق حبيبين، وغرق سفينة، و162 دقيقة من "Titanic".