غزة - الاقتصادي - إسلام أبو الهوى - لم تكن زيارة الشاب جهاد الحمامي إلى تركيا مجرد زيارة عادية لا يبقى منها سوى بعض الصور التذكارية وذكريات اللحظات الجميلة التي عاشها هناك، بل كانت مفتاح نحو آفاق جديدة له ولرفيقه محمد أبو عون بافتتاح أول مصنع لصياغة الفضة، وصناعة الخواتم التركية والتي تنتشر بشكل كبير بين الشباب على مستوى الوطن العربي.
يقول الحمامي "بعد العودة من زيارتي التجارية لتركيا واصطحابي للمئات من الخواتم التركية وجدت اقبال كبير لدرجة أنها نفذت جميعها في ساعات، الأمر الذي دفعني للبحث عن فكرة لصناعة تلك الخواتم في غزة على الرغم من ادراكه للظروف الصعبة التي يعيشها القطاع ومنع الاحتلال إدخال المواد الخام الخاصة بتصنيع الخواتم والفضيات.
ويضيف الحمامي في حديث له مع الاقتصادي انه كان يتابع مع محمد أبو عون اخر التطورات التي وصل إليها العالم في تصنيع الفضيات وخاصة الخواتم التركية ومشاهدة الفيديوهات الخاصة بتصنيعها عبر "يوتيوب".
ويواصل "بدأنا العمل في تصنيع الخواتم بأدوات بدائية من خلال صناعة نموذج الخاتم بمادة شمعية على أن يتم تشكيل الخواتم في مجموعة على هيكل شمعي واحد، قبل أن يتم وضع مادة الجبص ليتم إخراجها وإدخالها في قالب حديدي يتعرض لدرجة حرارة عالية تذيب الخواتم الشمعية ويتحول الجبص إلى قالب مفرغ، وبعدما يتحول الجبص إلى قالب نقوم بصب الفضة المصهورة بداخله ليأخذ الخاتم الشكل العام له والذي يُتبع بوضع القالب داخل مياه باردة لتجميد الفضة وإذابة القوالب الجبصية".
ويبرز الشاب محمد أبو عون أهم الصعوبات التي تواجههم في العمل والذي يترأسه انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة وهذا ما يعطل أعمالهم ، إلى جانب المتاعب التي يواجهها الشابين في ادخال المواد الخام اللازمة للعمل والتي تستغرق وقتاً طويلاً لتصلهم من مدينة الخليل.
ويطمح في أن يتسع سيط مصنعهم الذي يحظى باهتمام كبير في غزة وخاصة بعد تمكنهم من تصدير الخواتم التي تم تصنيعها إلى الضفة الغربية.
ويوضح أبو عون أن ثمن المعدات والأدوات التي يتم استخدامها في المصنع الذي يقام على مساحة عشرة أمتار وصلت إلى 70 ألف دولار أمريكي، في المقابل فإن أسعار الخواتم الذي يقوم بتصنيعها تتراوح أسعارها من 100 إلى 150شيكل، حيث يقوم بإنتاج ما يقارب الـ 100 خاتم يومياً في ظل ازدياد الطلب من أصحاب المحلات التجارية في غزة وفي مدينة الخليل على وجه الخصوص.
ويتطلع الشابان إلى أن يجتاز مصنعهم كل الحدود والمعابر المغلقة في وجوههم والوصول للعالمية خاصة وأنهم يملكون القدرات التي تجعلهم قادرين على تقديم منتج مميز يضاهي ما يتم تصنيعه على يد أشهر صاغة الفضة.