رام الله - الاقتصادي - ايمان المالكي - يخرج التاجر أبو محمد من بيته في تمام الساعة الخامسة فجرا لبيع القرنبيط والباذنجان والافوكادو، وغيرها العديد من الانواع المختلفة من الخضراوات في سوق الخضرة (حسبة البيرة)، أملا أن تكون قد بيعت جميعها في اخر النهار.

يقول ابو محمد إن عملية احضار هذه الخضراوات تبدأ من الصباح الباكر والتي يتم جلبها من الموزع الرئيسي، ومصدرها مناطق الشمال كطولكرم وجنين ومن حسبة بيتا عادة.

"الا ان العديد من الانواع ايضاً يتم جلبها من اسرائيل بسبب عدم توفر محاصيلها بمنطقتنا كالافوكادو على سبيل المثال وبعض أصناف الفواكه.. بل إن عديد الأصناف القادمة من الشمال مصدرها إسرائيل أيضاً"، كما يقول.

ويضيف ابو محمد أن الرقابة على الخضراوات، تكون عادة بشكل شهري أو فترات أبعد في بعض الأحيان، "الا انها تكون اقل في فصل الشتاء لأن الخضراوات والفاكهة لا تتعرض للضرر او الفساد كفصل الصيف".

وعلى عديد بسطات البيع، تكون صناديق أصناف من الفواكه، كالفراولة والبرتقال والبروكلي والأفوكادو والأناناس، مكتوبة باللغة العبرية، ويقول البائعون على تلك البسطات أن مصدرها إسرائيل لأنها ذات جودة أفضل.

ويباع كيلو الفراولة الإسرائيلية في سوق حسبة البيرة بنحو 14 شيكلاً للكيلو، بينما تبلغ 10 و 12 شيكلاً لنفس الفاكهة القادمة من غزة أو مدن شمال الضفة الغربية.

ويقول البائعان محمد واسحاق إن الفراولة كانت تأتي بداية من غزة، ولكن قبل بضعة أسابيع اصبحت تأتي من اسرائيل بسبب فرض العديد من العراقيل التي أدت الى صعوبة وصول الفراولة الغزية الى رام الله.

وأضافا أن الرقابة على الفراولة نادرة ، ولا يذكران متى كانت آخر مرة شهدا رقابة عليها.

من جهته، يقول صلاح هنية رئيس جمعية حماية المستهلك الفلسطيني في رام الله والبيرة، إن "لدينا مصادر متعددة للخضار والفواكه في سوق خضار بلدية البيرة، وهي السوق المركزية لمحافظة رام الله والبيرة، وتكون فيها تجارة جملة ومفرق".

وأضاف في حديث مع الاقتصادي، أن المصدر الأول يأتي من سوق خضار بيتا في محافظة نابلس، حيث تشتهر هناك تجارة الكمسيون القائمة على المضاربة للفوز بشراء منتجات زراعية من المزارعين الفلسطينين حسب المواسم، وغالبيتها أصناف (بندورة، خيار، باذنجان، كوسا، زهرة، ملفوف).

وزاد: "جزء من هذه الأصناف يأتي من السوق الإسرائيلية عبر الشراء المباشر من قبل تجار حسبة بيتا.. اما المصدر الثاني في سوق خضار بلدية البيرة يكون عن طريق الشراء المباشر من الشركات الإسرائيلية.. خصوصا تلك الصناديق الكبيرة التي تحوي خضارا او فواكه، وغيرها، وهي تشكل الحصة الاكبر من السوق، وهناك السيدات الفلسطينيات اللواتي يبعن من محاصيل أرضهن إضافة الى الجبنة واللبنة وغيرها". 

ويرى هنية، أن المشكلة في اسواق الخضار والفواكه كافة، وخصوصا في سوق خضار بلدية البيرة، "هو لجوء البائعين للسوق الإسرائيلية في حال ارتفاع سعر محصول عند المزارع الفلسطيني".

"هذا ما نلحظه في موضوع الباذنجان، الذي ينتشر صنف منه يسمى بلهجة اهل السوق (كلاسيك) إسرائيلي، يحصلون عليه بسعر اقل ونسبة ربح اكبر مقابل الباذنجان الفلسطيني" كما يقول رئيس جمعية حماية المستهلك في رام الله والبيرة.

ويشير هنية الى ان الرقابة على سوق الخضار والفواكه في بلدية البيرة، حالها كحال الرقابة الزراعية على بقية اسواق الخضار والفواكه في الوطن، "إنها رقابة موسمية ليست مستمرة ولا منظمة.. بمعنى اخذ عينات للتأكد من نسبة ترسب المبيدات الزراعية وتفحص حال المعروض من حيث الجودة".