رام الله - الاقتصادي - إيمان المالكي - يسرع الحاج أبو محمود من بلدة بيتا جنوب نابلس، إلى طرف معصرة الزيتون، لتعبئة الجفت الناتج عن طحن الزيتون وعصره، ليكون وقوداً له ولعائلته بعد عدة أسابيع.
أبو محمود، يخصص مخزناً صغيراً في منزله لحفظ الجفت، إلى أن يحين موعده في فصل الشتاء، فهو وقود مجاني لمدفئة منزله البارد شتاء، وأداة لتسخين المياه طيلة شهور الشتاء.
وتنتج مادة الجفت او "تفل الزيتون" من قشر وبذور الزيتون بعد استخراج الزيت منه، يقوم البعض بضغطه باستخدام آلة معدنية لاستخدامة بديلا عن الحطب، بينما يستغل بعض المزارعين مادة الجفت لتحسين اوضاعهم الاقتصادية، من خلال بيعه داخل المدن وفي محال بيع المدافيء والحطب.
وفي بلدة كفر مالك قضاء رام الله، يقول ابو محمد المشرف على معصرة زيتون القرية، ان جفت الزيتون يطلب بكثرة هذه الايام عكس السنوات السابقة، قبل عدة سنوات كان الجفت يرمى او يعطى للناس مجاناً.
وأضاف لـ "الاقتصادي": "لكن بدأ اصحاب الزيتون الان بمحاولة استثماره وبيعه او الاستفادة منه في فصل الشتاء خاصة عند الاعتماد على "مدفأة الحطب" للتدفئة والطبخ.
ويبلغ سعر "شوال الجفت"، بين - 5 - 7 شواقل، ربما يكون السعر زهيداً للوهلة الأولى، لكن مع جمع كميات كبيرة، فإنه سيكون حينها مجد مادياً، خاصة مع ارتفاع أسعار الوقود (الكاز والغاز) في السوق المحلية.
يقول زياد من بلدة ترسمعيا شمال رام الله، انه يشتري حمولة "تراكتور" كاملة من الجفت الرطب بـ 250 شيكل، "أقوم بتجفيفه أمام المنزل لاستخدامة في الشتاء للتدفئة.. بل أقوم بتمديد أنابيب المياه ووصلها بالمدفأة لتسخين المياه طيلة فصل الشتاء".
يذكر أن سعر أسطوانة الغاز سعة 12 كغم، تباع في السوق الفلسطيني بـ 51 شيكلاً، ولا تكفي لمدة أسبوعين في فصل الشتاء، ما يجعل من استخدامها أمراً مرهق مادياً على أرباب الأسر.
تقول "مريم ام فادي"، انها تعتمد على الجفت كمصدر طاقة اساسي في الشتاء، فتقوم باستخدامه اثناء الخبز. وتضيف: "نحن بهذه الحالة نقوم بتوفير اعباء مالية بدل استخدام الكهرباء او الغاز".
اما المزارع "احمد الجريري" فيقوم بتشكيل "الجفت" على شكل مكعبات ويبيعها للمواطنين؛ ويقول :"يجب توعية الناس عن اهمية الجفت لانه مصدر مهم من مصادر الطاقة الرخيصة، ولا يجب ان يتركه بعض المزارعين داخل المعاصر بل عليهم استثماره جيدا.
وتضيف الحاجة ام زياد من قرية كفر مالك، ان الجفت مهم جدا بمقدار الزيت، وأن تركه داخل المعصرة دون القيام بجلبه وتجفيفه تعتبر مشكلة كبيرة، فبدلا من استخدام الكهرباء والغاز، نستطيع استخدامه طوال الشتاء خاصة بعد تحطيب شجر الزيتون الذي نستخدمه نارا للطبخ والخبز والتدفئة.
وبعيداً عن استخدامه للتدفئة والاشتعال، فإن للجفت العديد من الاستعمالات الأخرى، غير التقليدية مثل استخدامه كنوع من السماد الطبيعي للأشجار.