غزة - الاقتصادي - إسلام أبو الهوى - لا يمر موسم قطف الزيتون مرور الكرام، على العائلات الغزية في قطاع غزة بسبب خطورة الأوضاع في الاراضي الزراعية الحدودية.
وتنفذ سلطات الاحتلال عمليات توغل مستمرة واطلاق نار، على أصحاب الأراضي، التي تعكر أجواء عملية قطف الزيتون المزارعين من محصولهم، لكنهم لا يملون من اقتناص الفرص للذهاب إلى اراضيهم لتجنب أي خسائر.
ومع اقتراب موعد القطف تحرص العائلات على استقباله بكل تحدٍ، مشاركين أطفالهم في القطف كما شاركوا آبائهم واجدادهم من قبل عائدين بذاكرتهم إلى جلساتهم العائلية الجميلة برفقة الأهل والجيران والأصحاب.
ويحرص المزارع سعدي ناصر على قطف الزيتون، بأسرع وقت حين تسنح له الفرصة لقرب أرضه من السياج الحدودي، التي تجعلها عرضة للتجريف والتخريب من جرافات الاحتلال من جهة وخوفه من فقدان حياته بأي لحظة جراء اطلاق النار من جهة أخرى.
ودعا المؤسسات الدولية المعنية بالقطاع الزراعي لإطلاق حملات تطوع مع المؤسسات الحقوقية في القطاع، لضمان الحصول على انتاج الموسم، خاصة وان عدداً كبيراً يعتمد بشكل أساسي على موسم الزيتون لتسيير حياته إلى جانب التأكيد على حقهم في التمسك بأراضيهم.
في حين قال الحاج ابو اسماعيل 68 عاما من بلدة بيت حانون شمال غزة، ان موسم الزيتون لهذا العام افضل بكثير من الاعوام السابقة، متمنيا أن تكون الاجواء دائما داعمة للحصول على فرصة أفضل في محصول الزيتون.
وتشير التوقعات إلى إنتاج قطاع غزة من زيت الزيتون بكمية تبلغ 3500 طن، وهي كمية تكفي حاجة القطاع لموسم كامل، وفق مدير مجلس الزيت والزيتون فياض فياض.
وتابع ابو اسماعيل: "كنت املك عشرة دونمات مزروعة بالزيتون، لكن معظمها جرف خلال الاجتياحات المستمرة على القطاع، إلى جانب اصابة اولادي برصاص الاحتلال أثناء عملهم في الأرض.
وزاد: "في كل مرة كان الاحتلال يجرف أرضي، كنت أصر على اعادة زراعتها من جديد، ورغم معرفتي أن ارضي إلى هذا الوقت عرضة لممارسات الاحتلال التخريبية، لكنني مستمر في زراعتها رغم صعوبة الأمر، فالأرض عند تجريفها ورشها بالغازات السامة لا تعود كما كانت".
واكد المهندس محمد أبو عودة رئيس قسم البستنة الشجرية في وزارة الزراعة لـ" الاقتصادي"، أن شجرة الزيتون تعاني كما يعاني المزارع الفلسطيني، "اذ قامت قوات الاحتلال بتجريف ما يفوق 20 ألف دونم من بداية انتفاضة الاقصى عام 2000 إلى جانب الممارسات التعسفية من تخريب ورش الاراضي بغازات سامة تضر بالمحاصيل الزراعية".
وقال: "إن قطاع غزة في انتظار موسم وفير واكتفاء ذاتي، حيث من المتوقع ان يصل انتاج الزيتون من 28-30 ألف طن لمساحة مزروعة بحوالي 38 ألف دونما منهم حوالي 26 الف دونم مثمر، 11 ألف دونم غير مثمر بينما يبلغ احتياج الفرد الواحد من الزيتون حوالي 15 كيلو موزعة ما بين 3 كيلو زيتون للتخليل، و 12 كيلو لعصر الزيت.
وبين أبو عودة أن وفرة الزيتون لهذا العام، بسبب الظروف الجوية المناسبة من وفرة الامطار وبرودة الجو خلال فصل الشتاء، "إذ أن نسبة الأمطار وصلت إلى 130%" لافتاً إلى وفرة الانتاج هذا العام سيسد الفجوة بعد اغلاق الانفاق وتوقف استيراد الزيت والزيتون المصري او المستورد.
وبين أبو عودة أن الانواع المنتشرة من شجر الزيتون في قطاع غزة، تتنوع، منها أصناف أساسية وهو الصري ويستخدم في التخليل والعصر، وصنف الشملالي وصنف k18.
بينما توجد أصناف محلية في المحافظات الجنوبية فقط منه البحيري وأبو سنكار بالإضافة إلى أصناف عالمية بمساحات محدودة منها منزويلا وأربيكون والغرض منها العصر فقط.