رام الله - الاقتصادي - (العربي الجديد) لم يكتف الاحتلال الإسرائيلي بحصار الفلسطينيين على الأرض والتنكيل بهم، بل انتقل إلى العالم الافتراضي، إذ أبرم اتفاقية مع موقع "فيسبوك"، لحصارهم ومنعهم من كشف جرائمه والتنديد بانتهاكاته أو حتى التعبير عن رأيهم.
في المقابل، لم يتردّد موقع التواصل الاجتماعي في التجاوب مع طلبات الاحتلال إلى أبعد مدى، فشنّ حملة إغلاق صفحات وحذف منشورات خلال الأيام الماضية، بلغت أمس حدّ إغلاق صفحات أبرز وسائل الإعلام الفلسطينية.
حصار "فيسبوك" للفلسطينيين، وسدّ منافذ إطلاق صرخاتهم ضدّ الاحتلال، دفع ناشطين إلى إطلاق حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم #FBCensorsPalestine.
ودعوا إلى إيقاف النشر والتفاعل يوم غد الأحد على صفحات وحسابات "فيسبوك" من الساعة الثامنة وحتى العاشرة مساء حسب توقيت القدس، والتفاعل والتغريد على الوسم "الهاشتاغ" المعتمد.
وبدأت الحملة تلقى صدى واسعاً، إذ انضمت إليها العديد من الصفحات الفاعلة في بلاد عربية.
وقال ناشطون في الحملة، إن "إدارة "فيسبوك" حذفت خلال المدّة القصيرة الماضية عدداً من المنشورات والحسابات الشخصية، وعلّقت عمل عدد آخر منها بناءً على طلب الجهات الإسرائيلية، حيث إن "فيسبوك" استجاب لأكثر من 95% من الطلبات، وفق تصريحات وزيرة العدل الإسرائيلية إيليت شاكيد".
ولفتوا إلى أن الموقع حذف يوم الجمعة أكثر من عشرة حسابات لمديري ومحرري اثنتين من أكبر الصفحات الفلسطينية الإخبارية، وهما وكالة شهاب للأنباء وشبكة قدس الإخبارية، دون سابق إنذار.
ومن الصفحات التي حذفت أمس أيضاً "كيفك" وهي صفحة تنشر أغاني فلسطينية ثورية، ولها 500 ألف متابع، إضافة إلى رام الله نيوز، وغزة الآن، وأكثر من عشرين صفحة تابعة لقرى وبلدات فلسطينية.
وذكّر الناشطون بالمواثيق الدولية التي تكفل حرية الرأي والتعبير، وتمنع أي اعتداء عليها، الأمر الذي تمت الإشارة إليه في شروط استخدام "فيسبوك"، والتي قام عليها من الأساس لإيجاد مساحات افتراضية واسعة لحرية الرأي والتعبير.
كما أنّ المادة (19) من العهد الدولي الخاص للحقوق المدنية والسياسية تنص على شروط واضحة لتقييد حرية الرأي والتعبير ومنها وجوب أن تكون القيود قانونية وواضحة ومعلناً عنها، الأمر الذي لم يتم احترامه من جانب إدارة "فيسبوك".